ذكرى “الوعد المشؤوم”.. المشروع الصهيوني بأزمة و”وعد المقاومة” بالتحرير ليس بعيدًا

ذكرى “الوعد المشؤوم”.. المشروع الصهيوني بأزمة و”وعد المقاومة” بالتحرير ليس بعيدًا

خاص – البوصلة

أكد خبراء وسياسيون في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” أنه وعلى الرغم من مرور أكثر من مائة عام على الوعد المشؤم (وعد بلفور)، إلا أنّ المشروع الصهيوني ما زال يعيش في أزمة حقيقية سواءً في إطاره الداخلي أو صراعه مع أهل الحق في فلسطين مسلمين ومسيحيين، مشددين على أنّ “وعد المقاومة” بالتحرير لن يكون بعيدًا طالما الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية يقفون خلف المقاومة ويرفضون هذا الكيان الغاصب.

وشدد الخبراء على أنّ استمرار اشتعال جذوة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، أفرغ الوعد المشؤوم، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، من مضمونه لا سيما وأن الحركة الصهيونية ما زالت عاجزة عن بناء “الدولة اليهودية” التي سعت بريطانيا لزرعها في خاصرة الأمّة العربية والإسلامية.

وعلى الرغم من هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع هذا الكيان الغاصب ومحاولات ترسيخ وجوده بدلاً من السعي نحو تحرير الأرض واستعادة الحقوق؛ إلا أن الشعوب العربية الحية وكل الشرفاء في العالم ما زالوا يرفضون هذا الكيان ويقاومونه وهذا ما يجعل تحقيق “وعد بلفور” أمرًا مستحيلاً، لا سيما وأنّ الحقوق لن تضيع وستعود لأصحابها طال الزمان أو قصر طالما هناك طفلٌ وشابٌ وامرأة وكهلٌ صامدون بوجه الاحتلال في القدس وفي كل بقعة في فلسطين.

وأكدوا على أنّ صمود المقاومة والشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال لوحده “لا يكفي”، ويجب أن يكون لهم سند من الأمة العربية والإسلامية، وصولاً لـ “وعد المقاومة” بتحرير كامل فلسطين، الذي “لن يكون بعيدًا” على حد وصفهم.

أخطر ما في الوعد المشؤوم

وقال الخبير وأستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل في تصريحاته لـ “البوصلة” إن “وعد بلفور” حوى في ثناياه من المغالطات والتناقضات الخطيرة الشيء الكثير؛ مؤكدًا أنّ أخطر ما جاء في ذلك الوعد أنه لم يعترف بالشعب الفلسطيني بمكوناته من المسلمين والمسيحيين كشعبٍ واحد ولكنّه اعتبرهم “طوائف دينية”، في الوقت الذي أكد فيه على حقوق السياسية لليهود في فلسطين على اعتبار أنّهم “شعب واحد”.

وحذّر نوفل من أن هذا المخطط ما زال يطبق حتى اليوم ونراه جليًا واضحًا في حديث قادة المشروع الصهيوني بأن تفتح المقدسات للفلسطينيين مسلمين ومسيحيين للصلاة وبالتقاسم الزماني والمكاني، ولكن دون حقوق سياسية، فذلك بحسب مخططاتهم يعود تبعيته للكيان الصهيوني.

منذ ذلك الوقت وحتى اليوم يقال للفلسطينيين مسلمين ومسيحيين تعالوا للصلاة في الأقصى وكنيسة القيامة لكن ليس لكم حقوق سياسية، لكن اليهود لهم الحق في الصلاة ولهم السياسة وأن تكون هذه المقدسات تابعة لهم.

حقوق لن تضيع طالما خلفها مقاومة تدعمها شعوبٌ حيّة

وعبّر نوفل عن رفضه لفكرة أن الحقوق الفلسطينية ضاعت، فالمرأة الفلسطينية والطفل الفلسطيني وكل الشعب الفلسطيني في الأقصى والقدس وغزة وكل فلسطين يقاومون هذا “الوعد المشؤوم” ويرفضون قيام دولة الاحتلال.

وشدد على أنّه بعد أكثر من مائة سنة ما زال الشعب الفلسطيني يرفض هذا الوعد، وهذا بحد ذاته مهمٌ جدًا، فما دامت المقاومة مستمرة فإن هذا الوعد فشل ولم يحقق لليهود وطنًا آمنًا مستقرًا.

وتساءل نوفل هل نجحت الحركة الصهيونية بتنفيذ الوعد كما أرداته بريطانيا، مشددًا على أن (الجواب لا)، ما دام هناك من يقاوم الاحتلال، وما دام هناك من يقاوم أن يكون الأقصى وكنيسة القيامة خاضعة للحركة الصهيونية.

وأضاف، “صحيح أن دولة الاحتلال تمتلك قنابل نووية وقوة عسكرية كبيرة، لكن في المقابل بعد 70 سنة من قيام هذا الكيان لا زالت صواريخ المقاومة من غزة تدك الكيان المحتل”، معتبرًا أن “المشروع الصهيوني بعد مائة سنة ما زال يعاني من أزمة حقيقية”.

وأكد نوفل أن المشروع الصهيوني غارقٌ في مشاكله وأزماته الداخلية ولم يستطع تشكيل حكومة من الشعب الذي زعم أنه شعبٌ واحد، ولكنّهم في الوقت ذاته عاجزون عن تحقيق استقرارٍ داخليٍ لديهم.

وشدد على أن هذا المجتمع العنصري الذي حاولت الحركة الصهيونية أن تجلبه من خارج فلسطين وتزرعه فيها، ما زال داخليًا فاشلاً رغم هذه السنوات الطويلة، وما زالت جذوة المقاومة عربيا وإسلاميًا مشتعلة، وما زال هناك من يرفض في العالم هذا السرطان الاحتلالي.

وأكد نوفل أن “أزمة الحركة الصهيونية مستمرة، طالما الشعوب حية وتقاوم هذا المشروع”.

ونوه إلى أن المشروع الصهيوني يسعى لصنع سلام مع الشعوب العربية لكنّه فشل في ذلك، ويعلم قادة الاحتلال أن التطبيع مع الحكومات والرسميين لن يحقق لها الأمن والاستقرار.

وقال نوفل إن الشعوب العربية تعتبر القضية الفلسطينية وقضية القدس والأقصى هي قضيته المركزية، وإن وقعت الحكومات العربية اتفاقيات التطبيع، لكن لو أتيح للشعوب العربية في كل الدول التي طبعت علاقاتها أن تعبر عن نفسها سيعلمون كم حجم الأزمة التي يعيشها هذا الكيان المحتل”.

ما زالت الأمّة مقصرة بمنع آثار الوعد المشؤوم

بدوره عبّر كاظم عايش رئيس جمعية حق العودة للاجئين، في تصريحاته لـ “البوصلة” عن أسفه لمرور أكثر من مائة عام على “تصريخ بلفور” المشؤوم بمنح اليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وما زالت دولة الاحتلال تجد من يحتضنها من أمريكا ودول الغرب لتحويل هذا الوعد والتصريح إلى واقع، بينما أمتنا التي رفضت على استحياء هذا التصريح لم تقم بما يجب عليها من السعي لمنعه وإزالة آثاره الكارثية.

ونوه عايش إلى أن الأمّة العربية والإسلامية ما زالت تقف موقف المتفرج ممّا يحدث في فلسطين واليوم التهديد أحاط بالقدس، وما زالوا لم يقدموا المطلوب والواجب تجاه قضيتهم.

واستدرك بالقول: بدلًا من القيام بواجبهم بالدفاع عن القدس والمقدسات بدأوا بفتح علاقات مع الكيان الصهيوني يكرس وجوده والاعتراف به رغم أن التشريعات والقرارات الدولية أعطت الفلسطينيين لم ينتبه لها لا العالم ولا العرب ولا المسلمون في حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولتهم.

ونوه إلى أنه “وعلى الرغم من ظلم هذه القرارات وإجحافها بحق الفلسطينيين إلا أنهم لم يفعلوا شيئًا حيالها”.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني ما زال يقاوم ولم يلقي السلاح ولم يفرط بحقه على الرغم من أن سياسات ومواقف القيادات الفلسطينية من يوم أن تنازلوا عن ميثاقهم الوطني ووقعوا معاهدة أوسلو “الخيانية”، المفرطة بحق الفلسطينيين، ومن يوم توقيع هذه المعاهدة ما زال بعض السياسيين الذين أمسكوا بزمام قيادة منظمة التحرير في موقف لا يحسدوا عليه من التفريط والتخاذل.

وأضاف بالقول: “لكن الشعب الفلسطيني وقواه الحية والمقاومة ما زالوا متمسكين بحقهم، وما زالوا قادرين على أن يضعوا حدًا للغطرسة الصهيونية”.

“لكن هذا لايكفي، ويجب أن يكون لهم سند من الأمة العربية والإسلامية، حتى يصمدوا على هذا الدور ويحققوا إنجاز التحرير الذي لن يكون بعيدًا”، بحسب عايش.

وشدد على أنّ سنة التاريخ أن الظلم لن يدوم والحق يجب أن يعود لأصحابه، وما دام هناك متمسكٌ بهذا الحق ويعمل له فإننا لن نضيع هذه البلاد وستكون مرة أخرى بإذن الله ترفع راية التوحيد من جديد.

بريطانيا.. غطرسة بدلاً من الاعتذار

وعبّر رئيس جمعية حق العودة كاظم عايش عن غضبه الشديد لا سيما وأن “وعد بلفور” يمرّ مرة بعد أخرى فيما بريطانيا التي اقترفت هذه الجريمة بحق الشعب الفلسطيني، بدلاً من الاعتذار للشعب الفلسطيني عن المجازر والضحايا والتشريد واللجوء والمنكوبين الذي نتج عن وعدهم المشؤوم، وبدلاً من أن تقدم موقفًا مختلفًا ما زالت تحتفل بكل صلافة وبكل صفاقة بذكرى هذا الوعد وتعتبره إنجازًا للسياسة البريطانية.

وختم بالقول: “هذا ليس غريبًا فنحن نعلم أن الصهاينة ومن وراءهم ممّن أقاموا مشروعهم هم حلفٌ واحدٌ ضد هذه الأمة وضد وجودها وضد حضارتها، ولكن هذا الأمر لن يطول وستعود الحقوق لأصحابها بإذن الله”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: