رسالة الضيف.. أهل القدس في حماية المقاومة وقرار المواجهة بيد “إسرائيل”

رسالة الضيف.. أهل القدس في حماية المقاومة وقرار المواجهة بيد “إسرائيل”

يرى مختصون في الشأن الإسرائيلي أن رسالة قائد هيئة الأركان في كتائب القسام محمد الضيف للاحتلال الإسرائيلي “قوية للغاية” من حيث المضمون والتوقيت، وتُعد تطورًا مهمًا في استراتيجية المقاومة لحماية شعبنا في مختلف المناطق.

وحمل تصريح الضيف- وفق المختصين الذين تحدّثت إليهم وكالة “صفا”، دلالات ورسائل واضحة للاحتلال، مفادها أن الفلسطينيين لن يسمحوا للاحتلال بالاستفراد بالمدينة المقدسة، وتنفيذ مخططاته دون أي رد، وأن مراكمة القوة لا تقتصر على حماية أهالي قطاع غزة، بل تنتقل اليوم لتشكل حماية لأهالي القدس أيضًا.

ووجّه الضيف، مساء الثلاثاء، تحذيرًا أخيرًا إلى الاحتلال والمستوطنين في ظل العدوان المتواصل على أهالي حي الشيخ جراح بالقدس.

ونقل الناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” عن الضيف تأكيده أنّ قيادة المقاومة وكتائب القسام ترقب ما يجري عن كثب.

وأضاف “أبو عبيدة” “يوجه قائد الأركان تحذيرًا واضحًا وأخيرًا للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليًا”.

وتواجه عشرات العائلات في حي الشيخ جراح خطر التهجير والطرد من بيوتهم وأملاكهم في أي وقت، لصالح المستوطنين، وسط تصاعد اعتداءات واستفزازات قوات الاحتلال ومستوطنيه بحق السكان والمتضامنين معهم.

توقيت مهم وحساس

المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات يرى أن تصريح القائد الضيف “قوي جدًا”، وجاء في توقيت حساس وخطير، خاصة في ظل اشتعال الأوضاع في مدينة القدس والضفة الغربية، وما يخطط له الاحتلال من تهجير لسكان الشيخ جراح.

ويوضح بشارات أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من موجة تهجير وتطهير عرقي، واستيطان إسرائيلي، واعتداء على المقدسات يتطلب تصريحًا مُحملًا بإشارات ورسائل فعلية واضحة وقوية للاحتلال.

وعن دلالات تصريح الضيف، يقول بشارات إن الفلسطينيين لن يسمحوا للاحتلال بأن ينفرد بالمدينة المقدسة، وأن ينفذ مخططاته التهويدية والاستيطانية دون أي رد ومقابل لدفع الثمن.

ويضيف أن هذا التصريح يؤكد أن المقاومة جاهزة للرد على ممارسات الاحتلال واعتداءاته في القدس، وأن المدينة ليست وحدها، بل هناك جيش قادر على حمايتها والدفاع عنها.

ويشير إلى أن هناك صمت رسمي في “إسرائيل” على تصريح الضيف، وهناك جدية لدى الصحفيين الإسرائيليين في قراءة هذا التصريح من طبيعة ردود الحملة العسكرية في الضفة، ومحاولة حرف ما يرغب بإيصاله التصريح عن مساره الصحيح.

وفي أعقاب تصريح الضيف، فإن الجهات الأمنية الإسرائيلية- وفقًا لبشارات- تخشى من تصاعد الأوضاع وعودة عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار في القدس والضفة، وكذلك تنفيذ عمليات على غرار عملية حاجز زعترة.

والأحد الماضي، نفذ مقاومون عملية إطلاق نار على حاجز زعترة جنوبي نابلس، وأصابوا ثلاثة مستوطنين، وصفت إصابة اثنين منهم ببالغة الخطورة، بينما انسحبت المركبة المهاجمة من المكان رغم استهدافها بالرصاص من جنود الحاجز.

وتواصل قوات الاحتلال حملتها العسكرية ببلدة عقربا في مسعى للوصول إلى منفذ عملية إطلاق النار، والذي تشتبه بأنه لجأ إلى عقربا.

ويقول المختص في الشأن الإسرائيلي: “هناك خشية حقيقية لدى الاحتلال من تبعات وتداعيات تصريح الضيف، وطبيعة رد المقاومة على اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في حي الشيخ جراح”.

وخلال هبّة باب العامود الأخيرة في القدس، هتف المتظاهرون باسم قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف أثناء مسيرات ومواجهات مع قوات الاحتلال بالمدينة.

تطور نوعي

ويتفق مدير وحدة الأبحاث في مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية حمزة أبو شنب مع بشارات في أن توقيت تصريح الضيف مرتبط بأحداث القدس، وما تتعرض له من اعتداءات إسرائيلية متكررة تطال أيضًا المسجد الأقصى، وخاصة محاولات تهجير سكان الشيخ جراح.

ويقول أبو شنب إن رسالة الضيف للاحتلال تأتي أيضًا في ظل مشاهد اعتداءات الاحتلال على المقدسيين وإهانتهم والاستفراد بهم دون أي رادع.

ويضيف أن “دلالات التصريح واضحة، فهو يشكل تطورًا نوعيًا في استراتيجية المقاومة، لأن مراكمة القوة لا تقتصر فقط على حماية سكان غزة والدفاع عنهم، بل تمتد اليوم إلى حماية المقدسيين”.

وبحسب أبو شنب، فإن رسالة الضيف تعطي تعزيزًا قويًا للمقاومة ولشعبيتها الواسعة، “كما شاهدنا حالة الفرحة على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا التصريح”.

ويوضح أن “الرسالة وصلت، وعلى الاحتلال أن يقرأها ويفهمها جيدًا، فالمقاومة هي الغطاء والحامية للكل الفلسطيني سواء كانوا في القدس أو الضفة أو غزة”.

ويتابع “الضيف رجل أفعال، وقائد المقاومة الأول الذي يقاتل الاحتلال، ونحن الآن أمام الأفعال، فإذا لم تلتزم إسرائيل وتتراجع عن اتخاذ خطواتها في القدس، فإننا سنكون أمام مواجهة وجولة تصعيد، القرار اتخذ، وعلى العدو ألا يختبر المقاومة”.

قرار المواجهة

وفي السياق، يتوقع المحلل السياسي حسن عبدو، نشوب مواجهة عسكرية بين المقاومة والاحتلال، حال استمرار الاعتداءات في حي الشيخ جراح بمدينة القدس.

ويقول عبدو لوكالة “صفا”، إن: “تصريح الضيف أثبت أن القدس تشكل أولوية قصوى لدى المقاومة التي تراقب الأوضاع عن كثب، ومن الممكن أن تخوض مواجهة واسعة من أجل ما يجري هناك”.

ويشير عبدو إلى أن “حجم المتابعات الإسرائيلية لرسالة الضيف، يدلل على أن الاحتلال قد يراجع حساباته تجاه ما يرتكبه من جرائم في الشيخ جراح”.

ويضيف أن “الرسالة شكلت دعمًا لأهالي الحي الذين يواجهون مخططًا واضحًا للتهجير”، لافتًا إلى أن “قرار المواجهة من عدمه يتوقف على إجراءات الاحتلال”.

وحول تأثير رسالة الضيف على القرار الرسمي الإسرائيلي، يتوقع عبدو أن يتراجع الاحتلال “تكتيكيًا” عن إجراءاته في الشيخ جراح، مستدركًا:” لكن هناك مشروع إسرائيلي حقيقي يتمثل بتهويد مدينة القدس وأحيائها، وفصل المدينة عن جنوبي الضفة الغربية تمامًا”.

أما على الصعيد الداخلي؛ فوجد تصريح الضيف ارتياحًا من المواطنين، خاصة أنه لا يعبر عن كتائب القسام فقط، إنما عن سرايا القدس والأجنحة العسكرية المقاومة في قطاع غزة، وفق عبدو.

ويؤكد أن “المقاومة غير راغبة في الذهاب إلى مواجهة هذه الفترة، لكن الضغط المتواصل على أهلنا في القدس والحديث عن اقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان، قد يدفع نحو تصعيد الأوضاع”.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: