رمضان في المغرب.. أجواء إيمانية وتآزر اجتماعي

رمضان في المغرب.. أجواء إيمانية وتآزر اجتماعي

– أهم ما يميز رمضان انشغال المساجد على مدار اليوم بقراءة القرآن وسرد أحاديث البخاري
– انتظام “الدروس الحسنية” وهي اجتماعات للعلماء على مدارسة العلم في القصر الملكي بحضور الملك

يستقبل المغاربة شهر رمضان المبارك بأجواء إيمانية وتآزر اجتماعي فيما بينهم، وسط إجراءات اتخذتها السلطات هذا العام لمواجهة جائحة كورونا.

ويقول مصطفى بن حمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب (أعلى هيئة دينية في البلاد) إن للمغاربة في رمضان ظاهرة خاصة وعرف شعبي بصورة مميزة عن الأشهر الأخرى.

ويضيف بن حمزة (وهو رئيس المجلس العلمي بمدينة وجدة) في مقابلة مع الأناضول، أن “عامة المغاربة يحترمون هذا الشهر احتراما كبيرا إلى درجة أن الكثير من المظاهر الاجتماعية تتغير قبل رمضان”.

ويوضح: “هناك أماكن تغلق لأن التصرف فيها لا يجوز، وهناك أناس يتوقفون عن شرب الخمر، وهناك من يراجعون أنفسهم ثم يؤوبون إلى المساجد”.

وأشار إلى أن “الناس يكونون منشغلين في أعمالهم، لكن مع أذان المغرب نرى المدن تتوقف للإسراع للإفطار والاستعداد لصلاة التراويح”.

** ظاهرة خاصة

وتتعدد المظاهر التي تميز المغاربة في رمضان، ولعل من أهم ما يميزها هي انشغال المساجد على مدار اليوم بقراءة القرآن وسرد أحاديث البخاري، بحسب بن حمزة.

ويؤكد بن حمزة، أن المغرب تتميز أيضًا في اجتماع العلماء على مدارسة العلم بحضور الملك محمد السادس في القصر الملكي، وهذا ما يعرف الآن بـ”الدروس الحسنية”.

والدروس الحسنية هي محاضرات تلقى بحضرة الملك، وتحت رئاسته الفعلية وبحضور كوكبة من العلماء والمشايخ والدعاة والقراء وأصحاب الفكر والثقافة من المغرب وخارجه طيلة أيام شهر رمضان.

** عرف شعبي

ولا تقتصر المظاهر المميزة للمغاربة في رمضان على الأعمال التعبدية، بل يتجاوز إلى ما هو اجتماعي ليصنع المغاربة في هذا الجانب ما يسميه بن حمزة “عرفا شعبيا”.

ويوضح أن ذلك “يتمثل في الأعمال الاجتماعية من تبادل البر والإحسان الذي نراه في رمضان أكثر مما موجود في باقي الأيام”.

ويشير بن حمزة إلى أن هناك مؤسسات رسمية تقوم بالبذل والعطاء تجاه الفقراء والمحتاجين، وينصرف إلى هذا العمل الخيري أيضا الكثير من المواطنين.

** تراويح في البيت

وللسنة الثانية سيضطر المغاربة، كما هو شأن أغلب مسلمي العالم، لأداء صلاة التراويح في البيوت، امتثالا للتدابير التي وضعتها الحكومة لتفادي إصابات كورونا.

ويلفت بن حمزة، إلى أن العلماء والمرشدين كانوا يدعون دائما إلى ضرورة التقيد بالنصائح الطبية، وبما تقوم به الجهات المعنية، “لذلك أغلقت المساجد، لتجنب البؤر”.

ويضيف: “هناك مجلس علمي طبي خاص، ويجب أن تراعى هذه التوجيهات لأن حفظ الأنفس في الشريعة الإسلامية مقدم على كل شيء”.

ويشدد على أن الالتزام بالتوجيهات الصحية “أمر واجب لأن الدين ليس الارتماء والتهور، وعندما يقول الخبراء أن الفيروس أصبحت له دورة ثالثة فهم لا يتحدثون عن جهل”.

وفي عام 1963، أنشأ العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، بالتزامن مع انتخاب أول برلمان، الدروس الحسنية التي تنظم في رمضان من كل سنة، وحافظ الملك محمد السادس على هذه التجربة الفريدة.

ومع مرور السنوات، أصبحت الدروس الحسنية “سنة” انفرد بها المغرب في شهر الصوم، تقام بالقصر الملكي بالعاصمة الرباط الذي يتحول إلى جامعة رمضانية، بحضور كوكبة من العلماء والفقهاء والمشايخ والدعاة والقراء.

وفتحت الدروس الحسنية أبوابها لكبار العلماء باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية، سنية أم شيعية، كما فتحت الباب لمشايخ الصوفية.

واعتلى منبرها علماء كبار أمثال أبو الأعلى المودودي والشيخ متولي الشعراوي والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي والفقيه المقاصدي أحمد الريسوني والزعيم الشيعي موسى الصدر وغيرهم.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: