حبيب أبو محفوظ
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

زمن الكورونا.. بين الحجر المنزلي والعزل الانفرادي

حبيب أبو محفوظ
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

مع الإعلان عن بدء حظر التجوال في الأردن قبل شهر بالتمام والكمال، للحد من إنتشار فيروس كورونا المستجد، فإننا بذلك نكون قد بدأنا مرحلةً جديدة لم يكن معظمنا قد خاض تجربتها من قبل، نعيش في بيوتنا مع أولادنا نأكل أطايب الطعام، ونحصل على الدواء المناسب حين الحاجة إليه، أكثر من ذلك نغادر المنزل بحرية لمدة 8 ساعات في اليوم لحين دخول موعد الحظر الجديد، فضلاً عن وجود العديد من أجهزة التسلية كالتلفزيون وبرامجه المختلفة، والإنترنت وعالمه المتنوع الذي لا حدود له، والنتيجة الدائمة، التذمر والضجر والملل، والرجاء من الله تعالى أن تزول هذه الغمة لتعود حياة الناس إلى سابق عهدها بالذهاب إلى العمل، والتنزه، وزيارة الأقارب، وغيرها من شؤون الحياة التي كنا نمارسها، ولا نعرف قيمتها الحقيقة إلا حينما فقدناها.
أقول هذا الكلام، وأنا أستذكر حال الأسرى الفلسطينيين والأردنيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف السابع عشر من شهر نيسان / إبريل من كل عام، فالأسير يعيش لسنواتٍ طويلةٍ في زنزانة إنفرادية أو مع مجموعة صغيرة من الأسرى كل ما ينتظره بفارغ الصبر أن تحين ساعة ما تسمى بـ”الفورة”، وهي الساعة الوحيدة في اليوم التي باستطاعته من خلالها أن يرى السماء، ولكن من خلال أسلاكٍ شائكة، وليس بصورتها الكاملة.
زنازين الأسرى محكمة الإغلاق، جدرانها مرتفعة، وذات أبوابٍ سميكة، وأقفالِ شديدة، وسقوفٍ منخففة تشبه القبور، على هذه الشاكلة المؤلمة يحتجز الاحتلال الصهيوني الأسرى الفلسطينيين، بلا طعامٍ مناسبٍ ولا دواء، دون نومٍ صحي، ولا تواصلٍ البتة مع العالم الخارجي، لكّنهم رُغم ذلك لم يستسلموا لانتهاكات الاحتلال بل تحدوها بإرادتهم وصمودهم، ولم تشكل ممارسات السجان الصهيوني الممنجهة ضدهم، إلا دافعاً جديداً على الإستمرار في طريق المواجهة حتى لو كانت اللحظات قاسية، والظروف مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
نحجر أنفسنا في بيوتنا من أجل صحتنا وصحة أبناءنا، وهناك 5000 أسير محتجزون في زنازينهم من أجلنا، ونصرةً لقضيةٍ عادلة، لهم أبناء وآباء وأمهات وزوجات ينتظرونهم، وإذا كان من رسالة، فهي لنا جميعاً بأن نستذكر -في ظل هذه الظروف الطارئة التي نعيشها في بيوتنا-، حال هؤلاء الأسرى والأسيرات من الذين يحتاجون لالتفاف جماهيري حول قضيتهم ونصرتها، وليس أفضل من هذه الأوقات لتحصيل ذلك.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts