سرحان: الاسرة حصن تزيدة الشدائد قوة ومنعة

سرحان: الاسرة حصن تزيدة الشدائد قوة ومنعة

في الظروف العادية وأوقات الرخاء تكون نظرتنا إلى كثير من الأمور نظرة عابرة بعيدة عن التمحيص والتدقيق. ولا نعطي الامور حقها وقيمتها، فالحياة تسير والبدائل قد تكون كثيرة ومتعددة، وإن كانت ليست بنفس القيمة والكفاءة، والخطأ أثره قد لا يكون مرصود أو منظور.

طالما تحدثنا عن الأسرة ومفهومها وقيمتها ودورها ومكانتها كما يقول مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية وطالما عقدت المؤتمرات ونظمت الندوات والمحاضرات للحديث عن الأسرة، والشعور الغالب هو ضعف دور الأسرة ومكانتها.

ويقول مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان كنا نناقش كيف يمكن أن نعيد للأسرة دورها الريادي مقارنة مع السابق. ولماذا تراجع هذا الدور لصالح وسائل الاعلام والتواصل والبيئة وغيرها؟. وكيف أثر ذلك على تماسك الأسرة وتربية الأبناء مما إنعكس سلبا على المجتمع؟.

وأضاف سرحان: وفي هذا الظرف الإستثنائي بسبب إنتشار فيروس كورونا، أصبحت الدول تغلق حدودها ومنافذها الحدودية، بل وتفصل بين مدن البلد الواحد، وتحد من حركة الأفراد ووسائل المواصلات وهي إجراءات وقائية هدفها الحد من إنتقال الوباء وإنتشاره والحجر على المصابين.

فالخطر كبير والعدو شرس يتجاوز الحدود الجغرافية ولا يقيم شأنا لكبير أو صغير، لغني أو فقير، لا يميز بين لغة أو دين، أو  عرق أو لون.

والإجراءات كما يقول سرحان إستثنائية وخارجة عن العادة، ليس فيها مجال للمجاملة، بل فيها قدر كبير من التقوقع والإنكفاء على الذات.

وبين في هذه الظروف الصعبة يعود للأسرة القها وأهميتها. وتعود كما كنا نقرأ في كتب اللغة انها ” الدرع الحصين”.

وتابع “نعم هي درع وهي حصينة. درع لأن ابنائها لجؤوا إليها بعد أن توقف العمل وأغلقت المؤسسات  وتباعد الاصدقاء. وهي سعيدة “بلمة” أفرادها بالرغم خطر الوباء.. وهي حصينة ومحصنة لحرص أفرادها بعضهم على بعض، كل واحد منهم حريص على الآخر بقدر حرصه على نفسه أو  أكثر”.

وأوضح بأن الأبوين يتابعون أبنائهم ليس فقط في سلوكياتهم بل وفي تحصيلهم الدراسي.

ويقول سرحان: والأبناء وقد عرفوا أن خطر هذا الوباء على كبار السن أكثر  منه على الشباب؛ لا يألون جهدا في التأكيد على آبائهم وأمهاتهم بعدم  مغادرة المنزل  والإلتزام بالإجراءات الصحية.

وهي صورة تعكس قدرا كبيرا من تماسك الأسرة الاردنية بالرغم من مظاهر الخلل التي طالما أشير اليها هنا أو هناك.

ويشرح سرحان: في هذه الظروف يتم ترجمة المفاهيم إلى سلوكيات عملية وقيم أخلاقية، تحرص الاسرة على ضبط إيقاع أفرادها بما يتناسب مع الظرف الإستثنائي. تأخذ على يد من يحاول  أن يتجاوز، حرصا على صحته وصحة الأسرة.

وإن كنا بحكم الواقع وتباعد المساكن أصبحنا نعيش ضمن الأسرة الصغيرة أو ما يعرف        “بالأسرة النووية” إلا ان التواصل عن بعد لا ينقطع مع الأسرة الكبيرة            “الأسرة الممتدة” من أجداد وجدات وأعمام وعمات، وأخوال وخالات. تواصل لا ينقطع طوال الوقت ينقل أدق التفاصيل وكأنهم يعيشون معا.

وحسب سرحان: بل تمتد الدائرة الى أوسع من ذلك الى الأرحام والأقارب وهي قيم طالما إشتكينا انها ضعفت او تلاشت.

ويرى سرحان: أن الأسرة الأردنية تؤكد أنها الخلية الاولى في المجتمع، فهي دائمة التواصل مع الجيران والاصدقاء.

والأسرة الأردنية لن تزيدها المحن والشدائد إلا قوة ومنعة. وستبقى حصنا  للقيم الفاضلة.

وأن مظاهر الخلل هي أعراض طارئة يمكن معالجتها بالجهد المخلص والتركيز  على الإيجابيات والنماذج الناجحة وهي كثيرة.

ويختم سرحان بالقول: لعل هذه المحنة الطارئة فرصة لتقييم مناهجنا الدراسية وتعزيز المحتوى الذي يساهم في بناء أسرة قوية متماسكة منتمية الى وطنها وأمتها، وان يهتم الإعلام بنشر قيم الفضيلة. وأن تعيد   مؤسسات المجتمع المختلفة الرسمية والاهلية من طريقة التعامل مع مظاهر الخلل وعدم تعظيمها والمبالغة فيها. ومعالجتها ضمن منهج علمي مدروس يستند الى  تعاليم ديننا الحنيف والقيم الفاضلة، يؤدي فيه الجميع ما عليه من واجبات ويحفظ الحقوق. لبناء مجتمع تسودة العدالة، تفعل فية الطاقات بعيدا عن بث روح الصراع. وأن يدرك الجميع أن الأسرة هي الملجأ والملاذ الآمن الذي لا بديل عنه. وأن من الواجب تعزيز دورها في ظروف الرخاء لتكون الملاذ الآمن وقت الشدة.

فهي الحصن الذي تزيده الشدائد قوة ومنعة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: