سرحان: المشورة والدراسة المتأنية اساس القرار الناجح

سرحان: المشورة والدراسة المتأنية اساس القرار الناجح

رأى المدير التنفيذي لجمعية العفاف مفيد سرحان أن من أهم عوامل نجاح أي شخص أو مجموعة أو مؤسسة، مهما كان عملها أو عدد أفرادها أو طبيعة مسؤولياتها، هي القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة المناسبة، التي تحق المصلحة وتتناسب مع الظرف. فاتخاذ القرار هو اختيار من عدة بدائل وخيارات أو حلول مقترحة لموقف أو مشكلة أو حالة معينة.

وبين بأن إتخاذ القرارات عملية لا غنى عنها للأفراد او الأسرة أو في المؤسسة أو على مستوى المجتمع والحكومات والدول. 

وأشار إلى أن من العوامل التي تساهم في اتخاذ قرارات صحيحة لدى الأفراد أو المؤسسات أو غيرها، هي توفر المعلومات الكافية حول الموضوع أو المشكلة من جميع الجوانب، بحيث تكون هذه المعلومات دقيقة وعلمية، بعيداً عن العواطف أو الانطباعية او أنها لا تستند إلى مصادر موثوقة. 

وقال  من الضروري ان يأخذ متخذ القرار الوقت الكافي لدراسة الخيارات المتعددة والمتاحة، وأن يأخذ بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار الآثار القريبة والبعيدة المدى لقراره، وأن تكون إيجابيات القرار أكثر من سلبياته، وهذا يتطلب تحديد الأولويات في مرحلة ما، فقد يكون قراراً معيناً مناسباً في ظرف أو مكان ما، ولا يكون نفس القرار مناسباً في ظرف أو مكان آخر، ويتجلى ذلك في القرارات الكبرى، وخصوصاً ما يتخذ منها في اوقات الشدة والازمات، حيث تعدد حاجات الناس ومصالحهم. 

وأوضح من أهم العوامل التي تساهم في إتخاذ القارات المناسبة، توسيع دائرة المشاركين في اتخاذ القرار، وهم الأشخاص والجهات التي يتم إستشارتها والسماع لآرائها قبل اتخاذ القرار، ومن هؤلاء أهل الخبرة والتجربة والاختصاص، بالإضافة إلى الفئة أو الفئات المتأثرة بالقرار أو مجموعة القرارات، وهؤلاء من أكثر الجهات التي يجب السماع لها بإنصات وإهتمام. 

وبين أن التشاركية في إتخاذ القرارات تمكن من الاطلاع على المعطيات بوضوح، وتشعر الجميع بمسؤولياته وأنه شريك وليس متلقي فقط، وتشير إلى احترام صاحب القرار والمسؤول مهما كان موقعه للآخرين، ممن سينفذون ما يطلب منهم. 

وتابع سرحان يقول: حتى عندما يكون القرار على مستوى الأسرة المكونة من عدة أفراد، فإن المشورة والمشاركة في إتخاذ القرار تجعل منه اكثر نضجاً، وتشعر أفراد الأسرة بالطمأنينة والارتياح والاحترام، ليكونوا أكثر حرصاً على إنجاح ما يتم الاتفاق عليه، فهم شركاء في تحمل المسؤولية إضافة إلى أنه يترك أثراً طيباً في نفوسهم، فهم ليسوا مجرد منفذين لأوامر ربما لا يدركون هدفها أو أنهم غير مقتنعين بجدواها، حتى وإن كانت قرارات سليمة، فالحوار والنقاش وتبادل الآراء يمكن الجميع من الاطلاع على جميع جوانب الموضوع أو المشكلة، إضافة إلى تدريبهم على كيفية اتخاذ القرار الصحيح، وأن يكونوا شركاء في اتخاذه وتنفيذه. 

وأكد على أهمية التشاركية على مستوى المؤسسات حيث إن مشورة أصحاب الخبرة والرأي، بل وحتى من سينفذون القرار، يساهم في اتخاذ قرارات أكثر ملاءمة وصوابية، وتجعلها أكثر قبولاً وتشعر الجميع بالشراكة، وشفافية المسؤولين وحرصهم على تحقيق مصلحة الجميع. 

ونوه أنه في ظل استمرار إنتشار جائحة كورونا وآثارها الكبيرة على جميع القطاعات الرسمية والأهلية، وعلى مستوى الأفراد، فإن الحاجة ماسة للتشاركية في إتخاذ القرارات، خصوصاً مع مرور أكثر من عام على تطبيق قرارات متعددة، وجد الكثيرون أنها زادت من معاناتهم، وإن كان الهدف منها وقايتهم من الوباء أو تقليل عدد الوفيات والإصابات. 

وأوضح أن الاستماع إلى آراء مؤسسات المجتمع المدني والناس يؤكد على الاحترام والحرص، ويساهم في توضيح الصورة للجميع. ومعرفة آثار القرارات على الجميع ويجعلهم أكثر حماساً لإنجاح القرارات، والتقليل من درجة التذمر، ويشعر هؤلاء بالمسؤولية ويرفع من درجة الالتزام بالتطبيق النابع من القناعة الذاتية، لا التطبيق بسلطة القانون فقط والخوف من العقوبة. 

وأكد سرحان على أهمية الثقة بالقول: التشاركية والمشورة تزيد من درجة الثقة بين متخذي القرار والجهات المنفذة، ويفسح المجال للحوار القائم على الحجة والمنطق والمعلومة الصحيحة. 

واعتبر أن عدم التشاركية في اتخاذ القرات خصوصاً في القضايا التي تمس الشريحة العظمى من المجتمع، يضعف من درجة الالتزام ويساهم في الشعور بالتهميش . 

وشدد أن التشاركية بحاجة إلى شعور المسؤول أياً  كان موقعه، بأهمية اتخاذ قرارات تتناسب مع حاجات المجتمع وظروفه الاقتصادية، فالقرارات الجماعية تقلل من التوتر، وتوزع المسؤوليات وتجعل من القرارات أكثر قبولاً، وتجعل من المشاركين في اتخاذ القرار أعواناً في تطبيقه وانجاحه. 

فالظروف الصعبة بحاجة إلى مزيد من الشفافية والثقة، والمسؤولية لا تعني التفرد في اتخاذ القرار.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: