شهداء الضفة.. جنازة بدل الزفاف وأم سعيدة (تقرير إنساني)

شهداء الضفة.. جنازة بدل الزفاف وأم سعيدة (تقرير إنساني)

على نطاق واسع ومكثف، تفاعل الشارع الفلسطيني مع قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، 5 فلسطينيين شمالي ووسط الضفة الغربية المحتلة.

فمنذ الإعلان عن أسماء الشهداء، شرع رواد على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية في نشر أخبار وقصص إنسانية عنهم.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن إسرائيل قتلت، خلال عدوانها على الضفة الغربية فجر الأحد، فلسطينيين اثنين في جنين وثلاثة شمالي القدس.

ووفق وسائل إعلام رسمية فلسطينية، فإن الشهداء هم: يوسف محمد فتحي صبح (16 عاما)، أسامة ياسر صبح (22 عاما)، وكلاهما من قرية برقين جنوب غربي جنين (شمال)، إضافة إلى أحمد زهران ومحمود حميدان وزكريا بدوان، وثلاثتهم من بلدة بِدّو شمال غربي القدس المحتلة.

** تهنئة أعقبها رحيل

من بين الصور المتداولة بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لـ”دنيا خلف”، خطيبة الشهيد أسامة صبح، وهي تبكيه وتودعه، بعد أن فارقها قبيل شهر من يوم زفافهما.

وتداول نشطاء منشورا هنأت فيه دينا خطيبها أسامة، قبيل ساعات من استشهاده، بيوم ميلاده، قائلة: “كل عام وانت حبيبي، وانت بالقلب مسكنك”.

ووصل أسامة فجرا إلى مستشفى ابن سينا في جنين بحالة حرجة، إثر إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية بُرقين، وفق وزارة الصحة.

** “غسل ملابسنا وعارنا”

و استذكر أسرى فلسطينيون سابقون أصدقاء لهم طالهم الرصاص الإسرائيلي الأحد.

فمستذكرا زميل الأسر السابق، الشهيد حاليا زكريا بدوان، كتب براء نواف العامر، عبر “فيسبوك”: “كان في قسم 21 في سجن النقب (الإسرائيلي)، عاملًا على الغَسّالة.. رحمك الله يا من كنت تغسلُ ملابسنا، وها أنت اليوم تغسلُ عارنا”.

ونشر أمير أبو عرام، إعلامي، مقطعا مصورا لصديقه الشهيد أحمد زهران وهو يمتطي الخيل وكتب: “أحمد شهم ونشمي (شجاع)! أحمد صاحب مزاج رائع! صاحب نكتة بوقت المزح، وصاحب عزيمة وهيبة وقت الجد!”.

** “كان شهيدا يدب على الأرض”

وعن الشهيد محمود حميدان كتب صديقه معتصم سمارة، عبر “فيسوك”: “خرج من المعتقل وهو يحمل السند في حفظ القرآن غيبا عن ظهر قلب!. الآن يُقال لمحمود اقرأ وارقَ، ورتل كما كنتَ تُرتل في الدنيا فإِنَّ منزِلَتَكَ عند آخر آيةٍ كنتَ تقرؤُها”.

وتابع راثيا صديقه: “من عاش مع هذا الفتى الأبي، حنطي البشرة أبيض القلب، سيدرك حتما أنه كان شهيدا يدب على الأرض”.

أما مصطفى حميدان، والد محمود، فقال لشبكة “جي ميديا” الإعلامية المحلية: “أُفرج عن محمود قبل شهر بعد سبع سنوات اعتقال، وكان جل اهتمامه أن ينهي الدراسة الجامعية”.

وأضاف: “صِحينا (استيقظنا) على فاجعة، محمود صديق للشهيد زكريا وجميعهم أسرى مُحررين، طخوهم (أطلق عليهم جنود الاحتلال النار) وما كانوا (الشهداء) مسلحين”.

** أم الشهيد سعيدة

وإن بكى قلبها، فإن أمينة زهران أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي برباطة جأشها وشجاعتها في حديثها لصحفيين.

فعن ابنها الشهيد أحمد زهران، قالت أمينة إن ضابطا في المخابرات الإسرائيلية هددها قبل أيام بإعادته لها مقطعا “شقفة (قطعة) شقفة” إذا هو لم يسلم نفسه.

وأردفت: “أحمد اعتُقل مرات وكان شهما، رجل مهابة وعزة، يا ليت كل شباب فلسطين زيّه (مثله)”.

ولا تبدي الأم حزنا، بل تهنيء ابنها باستشهاد: “أهنئ ابني، هذا اليوم السعيد”، لأنه الآن “مع أحمد ياسين (مؤسس حركة حماس واغتالته إسرائيل عام 2004)، هو مش أحسن منهم أرواحنا فدا فلسطين، بدنا الآخرة مش الدنيا”.

وأبدت افتخارها بابنها الشهيد وباقي إخوانه لأنهم “مش جواسيس ولا باعة أراضي (للاحتلال) ولا حشاشة (مدمنين)”.

** “دماء لن تذهب هدرا”

وأدانت الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير مجزرتي جنين والقدس، فيما قالت حركات، بينها فتح وحماس والجهاد الإسلامي، إن “دماء الشهداء “لن تذهب هدرا (هباء)”.

وأعلنت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلّح لـ”حماس”، أن شهداء القدس الثلاثة من عناصرها؛ وبينهم قائد ميداني.

في حين قالت سرايا القدس، الجناح المسلّح لـ”الجهاد الإسلامي”، إن شهيد جنين أسامة ياسر صبح هو أحد عناصرها.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: