صفقة “شاليط”.. الكارثة التي حلت على “إسرائيل”

صفقة “شاليط”.. الكارثة التي حلت على “إسرائيل”

رغم مرور عقد من الزمن على إتمام صفقة “شاليط” إلا أن المجتمع الإسرائيلي لا يزال يعيش آثار الصدمة، أما المستوى السياسي والعسكري فلا يزال يتحسس مكان الصفعة التي أظهرت ضعفه وكشفت عجز أجهزته الأمنية عن إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط واضطرارهم في نهاية الأمر التسليم والإذعان لشروط المقاومة بعد أكثر من خمس سنوات من العناد والمكابرة.

الكارثة

أحد تجليات الصدمة التي يعايشها المجتمع الإسرائيلي هي اعترافات المحللين والخبراء بأن ما حدث لا يمكن وصفه إلا بالكارثة التي حلت بـ”إسرائيل” إذ أنها اضطُرّت للتخلي عن مبادئها وشروطها وأذعنت في نهاية الأمر للتفاوض غير المباشر مع “عدوها” ما يعني اعتراف ضمني بأنه صاحب السيادة والكلمة.

لكن الأمر لا يقتصر على ذلك فقد اعترف المختص بالشأن العربي آفي يسخاروف بأن إجماعاً لدى المحللين والخبراء حيال صفقة شاليط وما تسببت به من أضرار استراتيجية لـ”دولة إسرائيل” ووافقت على إطلاق 1027 أسير مقابل جندي واحد.

رسالة للمجتمع الفلسطيني

يسسخاروف اعتبر أن أحد الأضرار الاستراتيجية تتمثل بالرسالة التي فهمها الجمهور الفلسطيني حيث بات يدرك بأن الطريق الأفضل والأكثر فعالية لإطلاق سراح الأسرى من ذوي الأحكام العليا وإجبار “إسرائيل” على تقديم تنازلات هي المقاومة وخطف الجنود، خصوصًا في ظل فشل السلطة من إطلاق سراحهم منذ اتفاقية أوسلو.

وتابع: “لا شك بأن هذه الصفقة تعتبر من أكثر الصفقات نجاحا في تاريخ حماس وهي الأسوأ في تاريخ إسرائيل على الاطلاق وقد ساهمت في رفع مكانة حماس وزيادة شعبيتها في الشارع الفلسطيني الذي بات يعتبرها الحركة الوحيدة التي تمتلك رؤية وقدرة للمقاومة أمام إسرائيل”.

خلية هداريم

يسسخاروف تطرق إلى دور خلية هداريم (يحيى السنوار، روحي مشتهي وتوفيق أبو نعيم) ونجاحها في تغيير الواقع في الحلبة الفلسطينية والسيطرة على مجريات الأحداث، فضلاً عن نجاحها في توطيد العلاقة بين الذراع العسكري والسياسي.

لكن الأهم هو أن هذه الخلية باتت تفرض رؤيتها حتى على مجريات الأحداث في “إسرائيل” مستدلاً بذلك ما حدث خلال معركة سيف القدس أو ما يسمى بعملية “حارس الأسوار”، بحسب يسسخاروف.

وقال: “هذه المجموعة وصلت إلى ذروة فعاليتها حينما اتخذت قرار جريء وغير مسبوق للبدء بمعركة أمام إسرائيل بسبب المواجهات في القدس وأصبحت وصية ليس على غزة فقط بل على الضفة وشرقي القدس”. وأشار إلى أن السنوار يتبنى موقف أكثر تشددًا تجاه “إسرائيل” وهو ما يضعها في موقف مخزي ومحرج.

تجاوز الخطوط الحمراء

إقدام “إسرائيل” على التفاوض مع حماس بشكل غير مباشر لم يكن مؤشر ضعف فقط بل تجاوز لجميع الخطوط الحمراء التي وضعتها على مدار الأعوام الماضية، فقد تخلت عن شروطها بعدم إطلاق سراح أسرى من شرق القدس أو من الداخل المحتل.

عدا عن ذلك فإن إطلاق سراح 1027 أسير مقابل جندي واحد كان بمثابة سابقة لم تحدث حتى في صفقة جبريل التي أُطلق خلالها 1150 أسير مقابل ثلاثة جنود.

لماذا وافقت “إسرائيل” على الصفقة؟

إن محاولة “إسرائيل” تجميل الصورة والظهور بأنها (دولة) تحترم مبادئها وتلتزم بتعهداتها أمام جنودها وعائلاتهم؛ تتناقض مع ما قاله الوسيط الألماني جرهارد كونرد الذي اعترف خلال مقابلة مع يديعوت أحرونوت أن نتنياهو رفض اقتراحا أفضل قبل عامين.

وهو ما يؤكد بأن قبوله بهذه الصفقة بعد عامين كان نتاج لضغط العائلة التي تمكنت من إخراج ما يقارب من مليون (إسرائيلي) إلى الشوارع للمطالبة بالإفراج عن جلعاد شاليط وخشية نتنياهو من تأثير هذا الحراك على مستقبله السياسي.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: