كاظم عايش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

عالم مجنون

كاظم عايش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بمجرد أن تفكر في معرفة ما يجري من حولك، وتخرج عن إطارك الذي ترسمه لنفسك، تفاجأ بما يدور في هذا العالم الافتراضي الذي يعج بكل شيء، عالم تويتر وفيس ويوتيوب وانستغرام وغيرها وغيرها مما تنتجه آلة الدعاية المحمومة بدون توقف، عالم تجد فيه كل شيء، تجد فيه التقى والصلاح والاخلاق والقيم، كما تجد فيه كل المحرمات، وكل ما لا يخطر لك على بال، دون ضوابط، ولكن، ليس دون رقابة، فكل ما تفكر في الدخول اليه يمكن أن يكون تحت عين الرقيب، والمتابع.

ولأن المطلوب لمن يخططون للسيطرة على هذا العالم من خلال آلة الاعلام والنشر التي يتحكمون فيها باقتدار هو التعمية على مخططهم الاجرامي (أنا مؤمن بنظرية المؤامرة)؛ فهم لا يتوقفون عن ابتداع كل ما هو جدبد ومبتكر من ادوات ومادة التلهية والاثارة والتجديد وتجاوز الخطوط الحمراء للاخلاق والمباديء والحياء، وينفقون الكثير من الاموال في تفاهات تجتذب الملايين ممن لا قضية عندهم، ولا شيء مقدس لديهم، وهم أشبه بقطيع تائه لا يعرف الى أين يمضي، جل همه أن يبحث عن شهوته ولذته، حتى إذا مل منها، بحث عن التجديد والمزيد، وهكذا تمضي مسيرة السعار الشهواني المحموم الى حافة الهاوية دون استشعار للخطر، وتسقط ضحايا من الشباب والفتيات والكبار والصغار دون توقف، ودون أن يرف لهؤلاء المجرمين جفن، أفلام من العنف والرعب والعري، وسيل من الغثاء والضياع، كل ذلك لخدمة المخطط الشيطاني (فجاءت الشياطين فاجتالتهم)هذا هو الوصف النبوي لحالة الناس حين يعرضون عن طريق الهدى، وينسون المهمة التي خلقوا لأجلها، وهي عمارة الارض بمنهج خالقها.

حين تراقب سيرورة الأمور بتمعن، يصيبك الخوف، فالناس يسارعون إلى نهاياتهم البائسة دون توقف، بل البشرية بأجمعها تسعى إلى حتفها بظلفها، فالحرب المسعورة على الدين والأخلاق والقيم تنذر بشر مستطير، والضحايا التي تسقط لا تجد من يبكي عليها، وأسعدها حظا تلك التي تجد من يلتقط لها صورة ويجعلها خبرا عابرا بين ملايين الاخبار التي تعج بها الدنيا دون توقف.

من المسؤول عن إيقاف هذا السقوط المرعب نحو الهاوية، وأين هم الذين يقفون أمام هذا السيل الطاغي من الجريمة والضياع والاستلاب، ولماذا أنشغل المصلحون بهمومهم الخاصة عن الهم العام، ولماذا سكت العقلاء والمفكرون وأصحاب الرأي عن الجريمة، واكتفوا بالبحث عن السلامة والهدوء، لماذا لا نسمع صيحات مدوية تنذر الناس بالمصير الذي ينتظرهم إن هم بقوا على هذا الوضع الشاذ المزري المخيف، هل أصاب البشرية الصمم ازاء هذا البلاء الذي يطرق مسامعهم دون توقف، أم أصابهم العمى عن المشهد المروع الذي يتجلى أمامهم حتى استمرأوه واستسلموا له؟

إن جل ما يطمع به ناصح أو مشفق على مصير البشرية اليوم هو أن يجد على الخير أعوانا، لأن النصيحة أصبحت كمن يصيح في واد أو ينفخ في رماد، وينطبق عليها قول الشاعر

لقد أسمعت لو ناديت حيا  ولكن لا حياة لمن تنادي

تلك كلمات نقولها معذرة إلى الله، ولعل الله ينفع بها.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts