عشرات القتلى والجرحى لمليشيات حفتر بغارات لـ”الوفاق” على قاعدة الوطية

عشرات القتلى والجرحى لمليشيات حفتر بغارات لـ”الوفاق” على قاعدة الوطية

لا تزال قوات حكومة “الوفاق” تضرب حصاراً جوياً وبرياً على قاعدة “الوطية”، جنوب غرب طرابلس، فيما تواصل مليشيات خليفة حفتر استهدافها للمدنيين في طرابلس.

وقالت عملية “بركان الغضب”، اليوم السبت، إن سلاح الجو نفذ ست ضربات جوية داخل قاعدة الوطية وفي محيطها، أمس الجمعة، واستهدف أيضاً عدداً من الآليات في طرق الإمداد المتصلة بالقاعدة، مؤكداً سقوط 70 عنصراً من مليشيات حفتر بين قتيل وجريح.

من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي للعملية عبد المالك المدني، أن ثلاثا من هذه الضربات تمكنت من تدمير آليتين، بالإضافة لتجمع لأفراد المليشيات داخل القاعدة. وفي الوقت الذي أشار فيه المدني، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى أن الضربات الجوية سوف تستمرّ لهذا اليوم، رجح الخبير الأمني الليبي، محيي الدين زكري، أن تكون المعركة الجوية التي ركزت على قاعدة “الوطية”، ضمن خطط قوات الحكومة للسيطرة على القاعدة قبل التوجه لاقتحام مدينة ترهونة، جنوب شرق طرابلس.

وقال متحدثاً لـ”العربي الجديد”، إن “اقتحام ترهونة وطرد مليشيات حفتر من جنوب طرابلس من دون السيطرة على القاعدة سيبقى عملاً عسكرياً ناقصاً ومهدداً”، مشيراً إلى أن حلفاء حفتر، لا سيما الروس، قادرون على إعادة القاعدة للعمل في وقت قصير.

وتابع أن “خطة إنهاك مليشيات حفتر بواسطة الضربات الجوية أيسر وأقل تكلفة من الاقتحام براً ودخول قوات “الوفاق” في حرب طويلة، بسبب اتساع رقعة القاعدة وتحصنها بالجبال، ما يصعّب عملية السيطرة عليها”، مرجحاً استمرار قرب سقوط القاعدة مع استمرار الضربات الجوية.

وأعلنت مليشيات حفتر تنفيذها 18 غارة جوية في طرابلس ومحيطها، مدعية استهدافها لمواقع عسكرية، وهو ما ينفيه زكري، بسبب فقدان قوات حفتر لفعالية سلاح الجو بعد حصار قاعدة الوطية، وتعطيل المهبط الجوي بترهونة، مؤكداً أن حديثها عن 18 ضربة جوية هو في الحقيقة حصيلة القصف الصاروخي والمدفعي العشوائي على الأحياء المدنية في طرابلس خلال اليومين الماضيين.

من جهتها، أعلنت البعثة الأممية في ليبيا مقتل 15 مدنياً خلال شهر مايو/أيار الحالي، وذلك في بيان لها أمس الجمعة، دانت فيه القصف الذي تعرض له حي زاوية الدهماني. وأوضحت البعثة أن “الهجمات العشوائية تزايدت منذ 1 مايو/أيار الجاري”، مشيرة إلى أنها تنسب إلى مليشيات حفتر، بما فيها الهجمات على أبوسليم وتاجوراء والهضبة البدري وزناتة وزاوية الدهماني. وأضافت أن تلك الهجمات خلّفت ما لا يقلّ عن 15 مدنياً، وإصابة 50 آخرين من المدنيين، وإلحاق أضرار بالمنازل والممتلكات المدنية الأخرى.

وفي هذا الوقت، لا تزال البنية الداخلية لحلف حفتر تشهد اهتزازات عنيفة منذ بروز الخلاف بينه وبين رئيس مجلس النواب، المجتمع بطبرق، عقيلة صالح، على خلفية انقلاب حفتر على الاتفاق السياسي والدعوة لتفويضه، آخرها إعلان أبرز قادة التيار المدخلي لرفضه تفويض حفتر.

وأكد القائد السابق لكتيبة التوحيد، والقيادي البارز في تيار المداخلة السلفيين، أشرف الميار، خلال فيديو تداولته منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع، تمسكه بـ”عقيلة صالح كولي أمر شرعي”، مؤكداً أيضاً رفضه لفكرة “التفويض” التي أعلن عنها حفتر منذ أسابيع.

ويبدو أن حفتر فشل في الوصول إلى الحكم بفكرة التفويض والانقلاب على الاتفاق السياسي، بعد المعارضة الكبيرة التي لقيها من صالح، لكن الناشط السياسي الليبي عقيلة الأطرش، يرى في حديث الميار مؤشراً على تزايد خلخلة بنية معسكر حفتر.

ويلفت الأطرش، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى مكانة الميار في أوساط المداخلة السلفيين، الذين يكونون جزءاً هاماً من مليشيات حفتر التي تؤمن له السيطرة على الكثير من الأجزاء في بنغازي، كما تعتبر مليشياته الموجودة حالياً جنوب طرابلس.

وقال: “أعتقد أن حفتر أصل الفتوى التي جاء بها المداخلة بمعسكره، القائمة أساساً على ولائهم لصالح كولي أمر شرعي”، مضيفاً: “حتى لو لم يتراجع المداخلة عن دعم حفتر كمقاتلين، إلا أن ورقة المداخلة ستكون من أهم الأوراق التي سيستخدمها صالح للضغط على حفتر وإرغامه على إشراكه في سلطة القرار”.

ولوح الميار أثناء حديثه إلى القبول بفكرة العودة للحوار السياسي، مؤكداً دعمه لمبادرة صالح السياسية، التي أعلن عنها قبل أسابيع، بل واعتبرها الأنجح من الاستمرار في “العمل العسكري”، معترفاً بأن طيران “الوفاق” كان سبباً في خسائر كبيرة في معارك حفتر.

وتعليقاً على تأييد حلفاء صالح لمبادرته السياسية، يوضح الأكاديمي الليبي خليفة الحداد، أن صالح وشركاءه يسيرون في اتجاه حفتر لوضع عراقيل أمام أي حلّ سياسي، موضحاً أن الاختلاف بين حفتر وصالح “فقط في الأسلوب”.

ويؤكد الحداد، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن الدعوات الدولية المتواصلة للرجوع للمحادثات السياسية، وآخرها تصريحات مسؤولين بالخارجية الأميركية، لن تجد صدى كبيراً لدى الأطراف الليبية التي لا تزال تعوّل على المعركة لإحداث تغيرات وتوازنات جديدة.

ونقلت السفارة الأميركية في ليبيا، على حسابها في “تويتر”، عن الخارجية الأميركية تأكيدها أن واشنطن ستستمر في الضغط على روسيا وتركيا والإمارات وغيرها، من أجل تشجيع حكومة “الوفاق” وقوات حفتر على العودة إلى طاولة المفاوضات برعاية الأمم المتحدة، بعد وقف دائم لإطلاق النار. لكن الحداد لا يرى في تأكيد الخارجية الأميركية أي جديد، معتبراً أنه “كلام سياسي، وإلا فدعوات واشنطن لم تتوقف منذ أشهر من دون أن تتوقف روسيا أو الإمارات عن دعم حفتر، كما أن تركيا موجودة في ليبيا وفق اتفاق حكومي”، مؤكداً أن حكومة الوفاق تعمل على استثمار فتور العلاقة بين حفتر وحلفائه، وتفوقها العسكري الحالي، لإحداث تغيرات في الميدان، وإبعاد حفتر من الغرب الليبي لكسب أوراق جديدة في أي عملية تفاوض مقبلة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: