“علماء الأردن” تحذر من الصلاة خلف هذه الأجهزة

“علماء الأردن” تحذر من الصلاة خلف هذه الأجهزة

البوصلة – نبهت رابطة علماء الأردن من الصلاة خلف الإمام عبر التلفاز أو الراديو مبينة أن هذا لا يصح شرعاًلأن من شرط الجماعة أن يرى من يقتدي بالجماعة الصفوف وليس من خلال المرئي أو المسموع.

وأضافت الرابطة في بيان لها صدر الجمعة بأنه سيترتب على هذه الفتاوى المتداولة أبعادٌ خطيرة منها يصبح الناس في الأحوال العادية أو لأعذار واهية يصلون خلف إمام في التلفزيون أو المذياع وينقطع بذلك الناس عن المساجد ، وهذا أمر مستحدث له أبعاده الخطيرة ، ولم يقل به أحد من الائمة .

ووجهت الرابطة جميع مكونات الأسرة الأردنية لاغتنام الفرصة بالمواظبة على أداء الصلوات وقراءة القرآن والإكثار من أعمال الخير ، والتعاون ، والوحدة ، والتراحم ، بإخراج الزكوات ، والصدقات ، وتفقد الأرحام ، والفقراء ، والمساكين ، والأيتام ، والابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى من المحرمات ، والبرامج الهابطة ، فنعلنها توبة خالصة لله ؛ حتى يرفع الله عن الأمة البلاء ، والمحن .

وفيما يلي نص البيان:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فقد أهلّ الله علينا شهر رمضان المبارك ، فاللهم أهلّه على المسلمين عامة وأهل بلدنا في المملكة الأردنية الهاشمية خاصة بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ، ونسأله تعالى في هذه الأيام المباركة أن يرفع عنا الوباء والبلاء والأمراض وسيء الأسقام..

كما نتوجه بالمباركة والتهنئة بقدوم هذا الشهر المبارك إلى الأسرة الأردنية قيادةً وحكومةً وشعباً..

وإننا بهذه المناسبة نوجّه الدعوة إلى جميع مكونات الأسرة الأردنية لاغتنام الفرصة بالمواظبة على أداء الصلوات ، وقراءة القرآن ، والإكثار من أعمال الخير ، والتعاون ، والوحدة ، والتراحم ، بإخراج الزكوات ، والصدقات ، وتفقد الأرحام ، والفقراء ، والمساكين ، والأيتام ، والابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى من المحرمات ، والبرامج الهابطة ، فنعلنها توبة خالصة لله ؛ حتى يرفع الله عن الأمة البلاء ، والمحن .

الإخوة الكرام :

كثر الخوض على وسائل التواصل الاجتماعي عن فتح المساجد لأداء الصلوات المفروضة ، وأداء صلاة التراويح ، وإن النفس تنفطر ألماً عندما تشاهد المساجد فارغةً من عمّارها بالصلوات والدعوات ، ولكن رحمة الله بعباده أن جعل دين الإسلام يسراً ، وجعل حفظ النفوس من مقاصد الدين ، وما تمّ قفلها إلاّ للمحافظة على الأنفس ، ولمّا كان حفظ النفوس واجباً كانت الوسائل المؤدية إليه واجبة، وقد أجمع الأطباء على أن الحجر الصحي ، وعدم

التجمّع في الأماكن العامة هي الوسيلة الأساسية في عدم انتشاره ، فأُقفلت المدارس ، والجامعات ، وأُغلقت المحال التجارية ، والمؤسسات الصناعية، ولم تفتح إلا لضرورة تناول متطلبات العيش ، وقيّدت حركة الناس إلا بتصاريح خاصة ، وكل هذا لتحقيق الأمن والسلامة للناس ، وقد أعلن سيد البلاد أن كرامة الإنسان وحفظ حياته أغلى من كل شيءٍ..

وبدأ بلدنا بحمد الله تعالى بالتعافي نتيجة لهذه الخطوات الحكيمة ، وسنشهد- بإذن الله – عودة قريبة لمساجدنا ، ومما يدخل الطمأنينة إلى النفوس يُسر هذا الدين؛ ففي الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري في صحيحه : (إن هذا الدين يُسر ولن يُشادّ الدين أحد إلا غلبه ، فسدّدوا وقاربوا ، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ) .

وروى الإمام أحمد في مسنده عن محجن بن الأدرع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :(إنكم لن تنالوا الأمر بالمغالبة وخير دينكم أيسره ) .

قال في الفتح : في هذا إشارة إلى الأخذ بالرخصة الشرعية ، فإن الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع ، ولا نرى أعظم رخصة للصلاة في البيت لا في المسجد من قصد المحافظة على الأنفس وتعيّن ذلك طريقا لها ، ولهذا فإننا نخشى أن تكون الدعوة إلى فتح المساجد في هذه الظروف رغم ما يؤدي إليه من احتمال انتقال الوباء إلى الناس من التنطّع الممقوت والمحرم ، وقد نهى الرسول صلى الله عليه عن التنطّع فقال:( هلك المتنطعون ) ، وهم المبتعدون عن الوسطية والاعتدال ،

وقد عاب الله تعالى على كل من يغلو في الدين فقال سبحانه : ( ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ) ، أي لا تتجاوزوا حدّ الاعتدال بالتفريط في العبادات أو الإفراط فيها ، والله سبحانه يقول : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) ، ويقول سبحانه : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)؛ فالله سبحانه يريدنا أن نأخذ بالأسباب ولا نلقي بأيدينا إلى التهلكة ، ويكتب الله تعالى لكل من صلّى في بيته ومع أهله صلاة الفرض أو التراويح أجر صلاته في جماعة في المسجد؛

فما أعظم رحمة الإسلام ورفقه بالمسلمين!

ولا بدّ من التنبيه إلى أمر آخر وهو أنه لا تصح الصلاة خلف الإمام من خلال التلفاز أو الراديو ، لأن من شرط الجماعة أن يرى من يقتدي بالجماعة الصفوف وليس من خلال المرئي أو المسموع ،

ونرى أنه سيترتب على هذه الفتوى أبعادٌ خطيرة منها يصبح الناس في الأحوال العادية أو لأعذار واهية يصلون خلف إمام في التلفزيون أو المذياع وينقطع بذلك الناس عن المساجد ، وهذا أمر مستحدث له أبعاده الخطيرة ، ولم يقل به أحد من الائمة .

ونرى أن في هذا تنطّعاً وتكلّفاً بحجة الحرص على الجماعة وهي متأتية له بصلاته جماعة بأهل بيته .

وفقنا الله تعالى لما يرضيه والعمل بكتابه ، وسنة نبيه بالحكمة والموعظة الحسنة،

وتقبل الله منكم الطاعات ، وكل عام وأنتم إلى الله أقرب .

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: