ياسر الزعاترة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

عن أسئلة «كورونا» وفتاواه

ياسر الزعاترة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام.

وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ التداعيات تخصّ النخب السياسية والفكرية، فإن أسئلته الخاصة لجهة طريقة العدوى وسبل الوقاية والعلاج، لا زالت تتصدر اهتمام الغالبية الساحقة من الناس، بخاصة أن إجابات واضحة وحاسمة لم تتوافر عملياً، وهو ما فتح الباب أمام المتعالمين والدجالين والمشعوّذين، من دون أن يعني ذلك أن أهل العلم والطب يقدّمون إجابات محسومة.

لن نتوقّف بالطبع عند أسئلة من وقف وراء المرض، وما انطوى عليه الجدل من نظريات المؤامرة؛ فذلك جانب قيل فيه الكثير، وتحدّثنا عنه سابقاً هنا، ولا حاجة لاستعادته.

أحد الأصدقاء قال لي إن شقيقه الطبيب المقيم في بريطانيا، قد أصيب بالمرض، لكن زوجته وابنتيه لم يصابا رغم أنه ظل يعيش بينهما، وقال إن قريباً آخر له أصيب، وهو يعيش في شقة صغيرة مع 10 أشخاص، ولم يُصب أي منهم (لم يكن يعرف أنه مصاب بالفعل).

هذا المثال -وهناك سواه الكثير- يراه البعض دليلاً على أن الرعب الذي انتشر بين الناس حول انتشار الفيروس في الهواء، ومن خلال أي لقاء مع مصاب، ولو من دون مصافحة أو تقبيل، ولا حتى اقتراب كبير، ليس صائباً، فيما يذهب أطباء وخبراء في اتجاه آخر.

دعك هنا من قصص الوقاية وأنواع الأكل والشرب، وتبعاً لذلك قصص العلاج التي لم يثبت منها شيء حتى الآن، حتى إن أحد أدوية الملاريا قد أنتج نزاعاً داخل الولايات المتحدة، بين فريق ترمب وبين مدير معهد الحساسية والأمراض المعدية الذي قال إن ذلك الدواء لم يخضع لما يكفي من التجارب.

لا تسأل بعد ذلك عن دول هامشية في هذا المضمار ما زالت تدّعي بين حين وآخر عن اكتشافها الدواء المناسب.

لا تزعم هذه السطور أنها تقدّم إجابات شافية، ولا هي تخوض في ذلك، وما تريده هو القول إننا إزاء جائحة جديدة، وكل من يتحدث في الأمر عليه أن يتواضع، تاركاً للزمن ولأهل الخبرة والاختصاص المدعومين من قِبل مؤسسات معتبرة؛ تقديم الإجابات عبر تجارب حقيقية وشواهد واضحة، بدلاً من الاستمرار في بثّ الوهم على كل صعيد.

تبقى قصة الفتاوى، والتي أشعلت جدلاً لم يتوقف؛ بعضه تم حسمه عملياً، كحال إغلاق المساجد، وبعضه بدأ حديثاً ويتعلق بالحج وما إذا كان سيُلغى أو يتم بصورة رمزية، بجانب صوم رمضان، وما إذا كان بالإمكان الفطر، تبعاً لنظرية أن شرب الماء مهم للوقاية.

هنا يحضر الفرق بين الفتاوى من أهل العلم الصادقين الذين يحظون باحترام الناس، وبين عصابات التهريج التي تخرج بين حين وآخر، وفي كل سياق من أجل مخالفة السائد، أو لنصرة الأنظمة في أي اتجاه سارت.

«كورونا» كوفيد ـ 19، مشهد يفضح الكثير من العبث الذي يحاصرنا دائماً، وعلى كل صعيد؛ لكنه يفعل ذلك دفعة واحدة، كما لم يفعل أي شيء قبله منذ عقود طويلة.

(العرب القطرية)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts