بشرى سليمان عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

فقر التعلُّم

بشرى سليمان عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

    تدل الإحصائيات مؤخراً أن حوالي 50% من الطلبة يعانون من فقر التعلم، ويجب علينا كخبراء تربويين الوقوف عند هذه النسبة ومحاولة البحث في الأسباب التي أدَّت إلى هذه النسبة، هل يعود السبب إلى المناهج التعليمية؟ أم أنها مجموعة من الأسباب التي أوصلت التعليم ونتاجاته إلى هذا المستوى.

   مما لا شك فيه أن المنهج يشكّلُ جزءاً أساسياً من العملية التعليمية، ولكن المنهج وحده لا يكفي -كسبب-  للوصول إلى ” فقر التعلُّم “. لذلك لا بد من وجود مجموعة من الأسباب، وأبرز تلك الأسباب مخرجات التعليم العالي لسنواتٍ مضت، والتي أفرزت معلمين لا يملكون المعرفة ولا الأسلوب في التعامل مع أبنائنا الطلبة في كافة المراحل الدراسية. وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي لفقر التعلُّم، لأنه لو كان لدينا معلمين ذوي كفاءة فإنهم سوف يمتلكون المقدرة على التعامل مع أي منهج دراسي مهما كان هذا المنهج على مستوى من الضعف أو القوة.

   ومع ذلك، فإنه يتوجب علينا أن نعترف بأن هناك تراجعاً واضحاً في المناهج الدراسية ومنذ سنوات، هذا التراجع يعود إلى صمتٍ تربوي من أصحاب الخبرة والكفاءة، والذي ربما كان مقصوداً -، هذا الصمت الذي دفع بالمناهج إلى أيدي خفيَّة للعبث بها، فغابت منظومة القيم والتاريخ العربي، واستبدلت بأفكارٍ باهتةٍ لا قيمة لها. ونتيجةً لذلك فقد ضعف الأداء في تدريس المواد العلمية التي تنير عقول الطلبة وترفع مستوى الطموح لديهم ، إضافةً إلى ضعف الأداء في تدريس المواد الأدبية كاللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ، والتي تمَّ اختزالها على شكل نقاط للحفظ وليس للتطبيق، الأمر الذي أدى إلى تراجعٍ واضحٍ في منظومة القيم والسلوكيات.

    نعم، إنها مجموعة من الأسباب التي أوصلت الطلبة إلى معاناة ما يسمى بفقر التعلم،هذا الفقر المؤذي، فهو لا يشبه الجوع، إنه فقرٌ من نوع آخر ناتج عن  نقص في التفكير والتعليم والأخلاق والقيم، وهو ناتج أيضاً عن الإفتقار إلى المعلم الأب والمعلمة الأمّ، ناتج أيضاً عن غياب دور المعلم القدوة الذي دفعَ بالجيل إلى مصادرَ كثيرة مجهولةٍ من خلال الإستخدام الخاطئ لأدوات التكنولوجيا، والإستخدام الخاطئ لوسائل التواصل  المختلفة، لقد غاب دور الأسرة والمدرسة بشكلٍ ملحوظ، فكانت النتيجة فقراً في التعلُّم وفقراً في الأخلاق.

   ربما يقولُ قائل، ما هو نوع هذا الفقر؟ هل يشبه الفقر والبطالة؟ وهل تنفعُ معه الحلول الإقتصادية؟ بالتأكيد لا ، لأن هذا النوع من الفقر فقراً تراكمياً نتيجة سنين الجهالة وسوء الأمانة في التعامل مع أجيالٍ مضت،والحل الأمثل في اجتثاث جذور الجهل من المدارس والجامعات، والإرتقاء بنوعية التعليم، والإبتعاد عن التلقين الذي أصبح مسيطراً على التعليم، لعلنا نستطيع إعادة ألق التعليم وإخراجه من غرف الإنعاش، فقد طال السكوت، وحان الوقت لنهضةٍ تعليميةٍ حقيقيةٍ، تضيء درب الجيل الحالي والقادم.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts