عائشة الخطيب
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

فيروز فلسطين “ريم بنا”

عائشة الخطيب
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

“فيروز فلسطين” هكذا وصّف محمود درويش الفنانة الفلسطينية ريم بنا ..
لكن لم تكن ريم فيروزاً فقط بفنها وصوتها، بل كانت روح فلسطين، ولون فلسطين، وتراث فلسطين ..
لقد احتوت ريم بنا التراث الفلسطيني بأهم ثلاثة رمزيات شعبية وهي: ( الفن الشعبي، والزيّ والتطريز الفلسطيني، والزرع والنبات الفلسطيني ) ..

إنها رمز من رموز المرأة الفلسطينية المقاومة، ورمز لهيّبة وخلود الهويّة الفلسطينية، إنها درسٌ في منهج التُراث الفلسطيني بأكمله بدءاً من عذوبة صَوتها البديع والذي غنتّ فيه الجّفرا، والتهاليل وغيرها من الفن الشعبي .. مروراً باهتمامها بالزرع والنبات الفلسطيني .. وانتهاءاً بفن التطريز والنقوش على الزيّ الفلسطيني ..

ريم بنا – امرأة من مدينة الناصرة الفلسطينية، تقطن في بيتٍ تُطل شرفته على مرج بن عامر “الذي تم احتلاله وتغير أسمه إلى يزرعئيل” والذي دائماً ما كانت ريم تؤكد على أن شرفة منزلها تُطل على تلك الأرض بأسمها الصحيح وتذكره وهو: مرج بن عامر ..

كانت لريم بنا هوايات مُتعددة، إلا أن إحدى أبرز تلك الهوايات هو حبها للنباتات والشتلات الزراعية، حيث زينتّ شرفتها بالكثير من الشتلات والنباتات التي كانت تُسقيها حباً وجمالاً كجمال ناظريها، وتزرع من النباتات ما اشتهرت به أرض فلسطين مثل: البرتقال، والنعناع، والحبق، والجهنميه وغيرها.. بالإضافة لشغفها في زراعة الكثير من نبات الصبار المُلهم لها ونظير ذلك ما كتبته يوماً عبر حسابها قائلة ” أزرع الصبار .. لأن الصبار يذكرني بالمقاومة تماماً، كَصمود صَبار فلسطين المقاوم على السّناسل المتبقية منذ العام ١٩٤٨م في نكبة فلسطين، إذ رغم دمار البيوت وتهجير أهلها إلا أن الاحتلال لم يسّتطع اقتلاعها أو التخلص منها، وبقيت هي العلامة الوحيدة لوجود قرية مدمرة في كل مكان..”
لقد كانت ريم دائما ما تستحضر التراث الفلسطيني وأهميتُه بتشبيهاتها وكتاباتها الجميلة عنه .. وكانت دائماً ما تقوم بإحياء المناسبات الفلسطينية ومن ضمنها فعالية حصاد قطف الزيتون، والذي يواكب ذلك مشاركات غنائية وأحاديث تعبق بالجمال وبهويّة تلك الأرض، تصف ريم بنا في أحد المناسبات هذا اليوم: بأنها “كان يوماً فلسطينياً بجدارة”..
وكانت تُحيي دائماً ذكرى يوم الأرض بزيارتها مع أبنائها إلى قرية الجاعونة، ودائماً ما كانت تحرص على المسميات الصحيحة، حيث إن قرية الجاعونة التي تم تهجير أهلها قد قام الإحتلال بتغير أسمها إلى “روش بينا” !

في رمزية أخرى تفننت ريم بنا في التطريز الفلسطيني، حيث أجادت ريم بمهارة رائعة التطريز الشعبي الفلسطيني، حيث أحيت جميع حفلاتها من المشرق إلى المغرب وجالت العالم وهي ترتدي في كل مرة زياً من وحَيّ التراث الفلسطيني، أو متوشحة بالكوفية الفلسطينية وما تحمله تلك الكوفية من رمزية نضالية وكأنها تقول للعالم هنا فلسطين وهنا لنا هويّة تعبر عن تُراث وماضي نقشناه نقشاً لن يزول مع مرور الزمن .. وهذه هويتي.
ولم تكتفي ريم بإرتداء الزيّ الفلسطيني، بل كانت تعمل على التطريزات الشعبية الأخرى التي تتحلى بها، وتُزين بيتها بها وكل ذلك من تطريزها الخاص، بالإضافة لذلك فقد كانت تصنع من النقش الفلسطيني الكثير من الإكسسوارات، والحلي، والمفارش وغيرها .. وتنشره على أوسّع نطاق، في دول الشرق والغرب..

لقد كانت ريم بنا نموذجاً لمعنى أن يحمل الشخص هويّته وتراثه بين جنبيه ، وأن يُصبغ تفاصيل حياته بذلك التراث الذي يعبق جمالاً وروحاً ودهشةً حين تسّمعه، أو تراه ..
ثم أي جمال أن يكون الشخص شاعراً، ومغنياً، وفناناً، وتشكيلياً ومُزارعاً في سَبيل التعريف بإرث وطنه وبلاده وتراث أجداده وأرضه ..
إنها امرأة من الطراز الفلسطيني بقوتها، ومقاومتها، وحبها للحياة التي عاشتها .. وإنها المثل الأعظم لإحياء التراث الشعبي بتفاصيل الحياة بأكملها .

متطلب تخرج من دبلوم التراث الفلسطيني، من أكاديمية دراسات اللاجئين .

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts