قررت الصين الاثنين وبشكل فوري فرض “حظر شامل” على تجارة الحيوانات البرية وأكلها، التي يشتبه بأن تكون السبب في تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”. واتسع نطاق تفشي الفيروس في كوريا الجنوبية والشرق الأوسط وأوروبا.
واجتمعت اللجنة الدائمة في البرلمان الصيني الاثنين وصادقت على اقتراح بفرض “حظر شامل” على تجارة الحيوانات البرية و”إلغاء العادة السيئة بالاستهلاك المفرط للحيوانات البرية وحماية صحة الشعب وحياته بشكل فعال”، وفق ما نقل التلفزيون الحكومي.
ويعتقد أن فيروس كورونا نشأ في أواخر العام الماضي في سوق للأطعمة في ووهان كان يبيع حيوانات برية بطريقة غير مشروعة. ويعتقد الباحثون الصينيون أنه ربما انتقل إلى البشر من الثعابين التي بدورها ربما أصيبت به من الخفافيش. وتباع الثعابين والخفافيش في سوق ووهان.
وقال مسؤول في لجنة الصحة الوطنية الصينية اليوم الاثنين إن أكثر من ثلاثة آلاف من العاملين في قطاع الصحة في الصين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد الذي ظهر في البلاد في أواخر العام الماضي.
وقال المسؤول ليانغ وان نيان أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع بوريس أيلوارد رئيس وفد منظمة الصحة العالمية في الصين إن أغلب حالات الإصابة ظهرت في إقليم هوبي مركز انتشار المرض الذي أودى بحياة نحو 2600 شخص في بر الصين الرئيسي حتى الآن.
تأجيل
وأضاف أن الإصابات وقعت على الأرجح بسبب الافتقار للمعدات الوقائية وبسبب الإرهاق.
وواصل عدد الوفيات في الصين ارتفاعه مع تأكيد 150 وفاة إضافية، مما رفع العدد الرسمي للوفيات إلى نحو 2600. في حين قررت السلطات الصينية تأجيل الاجتماعات السنوية للبرلمان للمرة الأولى منذ عقود.
وقال رئيس وفد منظمة الصحة العالمية الزائر للصين إن “الإجراءات البالغة الصعوبة” التي اتخذتها الصين لمكافحة فيروس كورونا الذي ظهر أواخر العام الماضي حالت على الأرجح دون إصابة مئات الآلاف بالمرض في البلاد.
وقال بروس إيلوارد في إفادة صحفية مشتركة مع مسؤولين من لجنة الصحة الوطنية الصينية إن مصادر متعددة للبيانات دعمت الاتجاه العام الذي يشير إلى تراجع في عدد حالات العدوى التي ترصدها اللجنة، رغم بعض المشكلات الإحصائية في الأسابيع القليلة الماضية.
وحذرت الصين اليوم الاثنين مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة، وقالت إن السياح الصينيين لاقوا معاملة غير عادلة هناك بسبب إجراءات مغالى فيها للوقاية من فيروس كورونا.
كما استشهد بيان وزارة السياحة الصينية أيضا في التحذير “بالوضع الأمني” في الولايات المتحدة.
وانتقدت الصين مرارا الولايات المتحدة بسبب ما اعتبرته رد فعل مبالغا فيه على انتشار الفيروس الذي شمل قيودا على دخول الزوار من الصين.
وتزايدت المخاوف من انتشار المرض بشكل وبائي في أنحاء العالم بعد زيادة حادة في عدد الحالات في إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية. وفاق عدد المصابين بكورونا 77 ألفا.
إيران
وقال إيراج حريرجي وكيل وزارة الصحة الإيرانية إن 12 شخصا توفوا ونحو 61 أصيبوا بالمرض في إيران. وتركزت أغلب حالات الإصابة في مدينة قم المقدسة.
وقال إيراج حريرجي نائب وزير الصحة الإيراني في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي اليوم الاثنين إن 12 شخصا لقوا حتفهم وأصيب حوالي 61 بفيروس كورونا الجديد.
وأغلب الحالات التي شهدتها إيران كانت في قم، التي تقع على بعد نحو 120 كيلومترا جنوبي العاصمة طهران.
ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء عن أحمد أمير آبادي فراهاني، وهو نائب برلماني يمثل قم، قوله اليوم الاثنين إن 50 شخصا توفوا في المدينة بسبب المرض على مدى الأسبوعين الماضيين، مشيرا إلى أن الحكومة تأخرت في إعلان انتشاره، وأن المدينة ليس لديها الأدوات المناسبة للتعامل مع الأزمة الصحية.
ورفض حريرجي ذلك، وقال في المؤتمر الصحفي إنه سيستقيل من منصبه إذا كان عدد الوفيات في قم ربع ذلك العدد.
وأمرت السلطات في إيران بإغلاق المدارس والجامعات والمراكز الثقافية في نحو 14 محافظة.
وقال التلفزيون العماني إن وزارة الصحة أعلنت اليوم الاثنين تسجيل أول حالتين إصابة بفيروس كورونا في البلاد.
وأضاف أن الحالتين لمواطنتين عمانيتين قدمتا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنهما في وضع مستقر.
وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في عمان تعليق جميع رحلات الطيران المدني بين السلطنة وإيران.
وأعلن العراق أول حالة إصابة لطالب إيراني يدرس علوم الدين في مدينة النجف دخل البلاد قبل أن تحظر الحكومة دخول غير العراقيين القادمين من إيران.
ورصدت الكويت ثلاث حالات للإصابة بالمرض من بين 700 جرى إجلاؤهم يوم السبت من مدينة مشهد في شمال شرق إيران.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن وزارة الصحة قولها إن مواطنا وصل من إيران مصاب بالمرض، وإنها ستبدأ “تطبيق الإجراءات اللازمة للعلاج واتخاذ التدابير الضرورية لمن خالطهم المريض”.
وسجلت الإمارات حتى الآن وجود 13 حالة لديها وقالت إن أحدث حالتين هما سائح إيراني وزوجته.
وقالت الخطوط الجوية القطرية في بيان اليوم إنها ستطلب من الركاب القادمين من إيران وكوريا الجنوبية البقاء في منازلهم أو في منشأة للحجر الصحي لمدة 14 يوما بسبب مخاوف من تفشي فيروس كورونا. ولم تسجل قطر بعد أي حالات إصابة بالمرض.
وعلقت الخطوط الجوية الكويتية والخطوط الجوية العراقية قبل أيام كل الرحلات إلى إيران، بينما أوقفت السعودية سفر مواطنيها والوافدين إليها لإيران.
كوريا
وأعلنت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية اليوم الاثنين 231 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليصل العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس في البلاد إلى 883، وذلك بعد يوم واحد من رفع الحكومة حالة التأهب للأمراض المعدية إلى أعلى مستوياتها.
وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الكثير من تلك الحالات الجديدة لها صلة بكنيسة في مدينة دايجو بجنوب شرق البلاد، بعد أن أثبتت الاختبارات إصابة امرأة عمرها 61 عاما حضرت أكثر من قداس هناك بالفيروس الأسبوع الماضي. وأطلق على هذه المرأة اسم “المريضة 31”.
وأعلنت أيضا المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها سابع وثامن حالة وفاة بسبب الفيروس في مستشفى بمنطقة تشيونجدو، التي شهدت ارتفاعا في حالات الإصابة المؤكدة إلى جانب دايجو المجاورة في الأسابيع الأخيرة.
إيطاليا
وقال رئيس هيئة الحماية المدنية الإيطالية اليوم الاثنين إن شخصا خامسا توفي في إيطاليا إثر إصابته بفيروس كورونا. وفاق عدد حالات الإصابة بالمرض المئتين في شمال البلاد منذ يوم الجمعة.
وتأجلت مباريات لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وكذلك جرى تعليق مهرجان البندقية الشهير، في حين ألغيت عروض أزياء ضمن أسبوع الموضة في ميلانو.
وصدرت أوامر لأكثر من 50 ألف شخص في نحو عشر بلدات في شمال إيطاليا بالتزام منازلهم، بينما أقامت الشرطة نقاط تفتيش لتطبيق الحظر.
وقال روني الطرابلسي وزير النقل التونسي لمحطة إذاعية محلية اليوم الاثنين إن بلاده قد تعلق بعض الرحلات الجوية إلى إيطاليا، لتقليل تعرضها لخطر انتشار فيروس كورونا.
وأضاف لإذاعة “شمس أف أم” أن السلطات تتخذ كل الإجراءات والاحتياطات بالتنسيق مع وزارة الصحة، مشيرا إلى أن قرارات ستُتخذ اليوم أو غدا لتجنب المخاطر بما يشمل تعليق بعض الرحلات الجوية.
