في إدلب.. السوريون يفتقدون الأضاحي بعيد الأضحى

في إدلب.. السوريون يفتقدون الأضاحي بعيد الأضحى

يقبل السوريون في منطقة “خفض التصعيد” بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا على عيد الأضحى، وسط غياب مقومات شراء الأضحية، نظرا لارتفاع سعرها.

وسط أجواء هادئة نسبيا في ظل وقف إطلاق النار الساري بالمنطقة، يستعد ملايين المدنيين في إدلب لاستقبال العيد؛ غير أن الغلاء الكبير بالمنطقة ينغص عليهم إضافة إلى بعدهم عن ديارهم، حيث أن نسبة كبيرة منهم لن تستطيع توزيع لحوم الأضاحي هذا العيد.

ولمواجهة هذا الغلاء، ومشاركة أقرانهم من المسلمين ولو جزءا بسيطا من فرحة العيد، ينتظر عشرات آلاف المدنيين، مد يد العون إليهم من تركيا والعالم.

ولنقل هذه المعاناة إلى الرأي العام، التقت الأناضول عددا من السوريين في سوق بيع الأضاحي، ومنهم ناصر جديدة.

جديدة قال إنه نازح من محافظة حماة المجاورة لإدلب، مبينا أنه أراد شراء أضحية؛ غير أن إمكانياته المادية لم تتح له ذلك.

وأشار جديدة إلى أنه يعيش على صندوق مساعدات تأتيه إلى المخيم الذي يقطن فيه مع أسرته بإدلب.

وقال: “أسعار الأضاحي مرتفعة جدا، الشعب لن يستطيع أكل لحم الدجاج، ناهيك عن لحم الغنم”.

بدوره، قال نور الموسى، إن متوسط سعر الخروف الواحد، يبلغ 2500 ليرة تركية (نحو 365 دولار).

ولفت إلى أن العديد من سكان المنطقة لم يأكلوا اللحم منذ أشهر.

من جانبه قال حسن عساف، بائع الأضاحي، إن الطلب قليل على شراء الأضاحي هذا العام، بسبب الغلاء الكبير.

وعن سبب الغلاء الكبير، أشار عساف إلى إغلاق المعابر التجارية بسبب جائحة كورونا، مع انقطاع التواصل مع المناطق الأخرى.

وأضاف متسائلا: “الناس غير قادرون على شراء رغيف الخبز، فكيف سيشترون أضحية؟، مبينا أن سعر أضحية جيدة يبلغ 700 ألف ليرة سورية (338 دولار).

وفي سوق الملابس، الحال ليس أفضل من سوق الأضاحي، حيث الأسعار الفاحشة، تنغص على السوريين الراغبين بشراء ملابس العيد لأطفالهم على الأقل.

وقال محمد خطاب، وهو صاحب محل لبيع الملابس، إن أسعار الملابس ارتفعت إلى مستويات عالية جدا تزامنا مع ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية (الدولار= 2000 ليرة).

وأوضح خطاب أن محله يستقبل يوميا بين 10 و15 زبونا، 70 بالمئة منهم يرجعون دون شراء قطعة ملابس واحدة، بعد اطلاعهم على الأسعار.

وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق “منطقة خفض التصعيد” في إدلب في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه واصلت هجماتها على المنطقة.

وأدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و942 ألف آخرين، إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ كانون الثاني/ يناير 2019.

وفي 5 مارس/ آذار الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: