عبدالقادر بن قرينة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

في ذكرى مجزرة الأغواط

عبدالقادر بن قرينة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بِسْم الله الرحمن الرحيم
وصَل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

تستذكرون هذه الأيام من شهر نوفمبر المبارك المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي قبل 168 عاما عندما حاصر منطقة الأغواط في 22 نوفمبر1852 التي ظلت مستعصية على الفرنسيين بفضل مقاومة أبناءها البررة، وانتهت بمحرقة فظيعة، صباح يوم الرابع من ديسمبر، استبقت أفران النازية حيث تم حرق الآلاف من سكانها الأبرياء بما في ذلك النساء والأطفال (3600 جزائري وفرنسا تشير إلى 2300 ضحية فقط) بمادة الكلوروفورم السامة في أولى حالات استخدام للسلاح الكيميائي بغرض الإبادة ضد المدنيين، لتكون عبرة للبلدات والمدن الأخرى في جميع أنحاء جنوب الجزائر.
إن الجزائر اليوم لا زالت تقاوم أطماع المستعمر وحنينه إلى الماضي الأسود، الملطخ بدماء أبنائها في الشمال والشرق والغرب والجنوب، بعقلية التبعية والوصاية عبر محاولاته اليائسة في التدخل في شؤون الداخلية للجزائر ومنجهيته المتواصلة في فرض آرائه وإبداء مواقفه حول خيارات الجزائر السيادية، في الوقت الذي هي اليوم عازمة، أكثر مما مضى، على المضي قدما في إصلاح ما أفسدته العصابة، التي عششت في أحضان الفساد، وهي تخطو بخطى ثابتة، لا يغزوها شك أو تردد، نحو بناء مؤسساتها على أساس عودة السيادة للشعب الجزائري باعتباره مصدر شرعية النصوص والمؤسسات والسلطات والحفاظ على سيادة قرارها والدفاع بدون هوادة على أمنها القومي في تلاحم منقطع النظير بين شعبها وجيشها الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني بعد حراك الملايين المبارك.

تتعالى هذه الأيام بعض الأبواق في محاولات جديدة لوقف المسار الإصلاحي الدستوري في البلاد تحت عنوان المرحلة الانتقالية، ليقتات من ريعها البعض، بدفع إلى حالة الفراغ وما يَتَرَتَّب عليها من مخاطر وانزلاقات غير محمودة العواقب تسلب فيه السيادة، وتعود بالبلاد إلى نقطة الصفر، في ظل مخاطر هشاشة الجبهة الاجتماعية، نتيجة الأزمات المتعددة سياسية وغير سياسية ولا سيما منها الأزمة الصحية وما نتج عنها من أزمات اقتصادية واجتماعية، وينضاف إلى ذلك التدافُع الإقليمي والدَّوْلِيّ المتسارع وتداعياته على كل المنطقة كلها، وهي مخاطر حقيقية قد لا قدر الله إذا لم نكن في مستوى تحمل المسؤولية والوعي التام بها وبأدوات تنفيذ الخطط فإننا قد نبحث عن “جزائر” ولن نجدها.

ندرك أنه مهما كان اختلاف هؤلاء فإنهم متحدون لتحطيم أي دولة تمتلك جزءا من قرارها الوطني وتدافع عن سيادتها، وقد أكملوا مشروع التحطيم بمشرق الأمة، وها هم الآن يتفرغون لغربها والجزائر كدولة وكأمة وكشعب في قلب المخطط المستهدف.

إننا في حركة البناء الوطني لا يمكننا فهم هذا المسعى إلا كعنوان للمغامرة، والمخاطرة باعتباره محاولة جديدة ويائسة تريد أن تنهش من إرادة شعب يريد أن يثبت هويته ويسترجع حريته ويكرس سيادته في ظل ديمقراطية حقيقية، جسدتها تزكية الدستور الجديد عبر استفتاء شعبي، نتفهم نتيجته ونعي رسائله ونسلم بها، ونراه ناقصا ما لم تستكمل باقي خطوات الإصلاح الأخرى لنجعل الجزائر في منأى عن الأجندات المجهولة العواقب المدعومة بأطراف أجنبية تدافع عن مصالحها في المنطقة ولا تقبل أن ترى نجاح مشروع التحول الديمقراطي فيها، الذي سيكون حصنا منيعا ضد المخاطر الحقيقية التي تتربص بها.
ولا يسعنا في هذا الظرف الحساس الذي تمر به الجزائر الحبيبة إلا أن نؤكد على ضرورة توحيد الصف الوطني وتمتين الجبهة الداخلية وتذليل كل الصعاب عن طريق الحوار ومشاركة جميع الخيرين من أبناء الجزائر في بناء المؤسسات وفي زيادة واستمرار التلاحم لاسيما بين الشعب والجيش بتجند كل النخب الوطنية والمحاور المجتمعية لتجنب التقليل من الآثار المدمرة للمخاطر، والعمل على إسراع واستكمال إصلاح مؤسسات الجمهورية عبر تجديدها وإضفاء وتعزيز الشرعية الشعبية في باقي المؤسسات المنتخبة محليا وَبَرْلَمَانيا، وشراكة الجميع في التنفيذي المتاح منها.

عبدالقادر بن قرينة
رئيس حركة البناء الوطني

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts