د. رامي عياصره
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

في ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

د. رامي عياصره
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

يدخل يوم مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى : ( وذكرهم بايام الله ) من باب التمنن على الخلق بالنعم، وأي نعمة اعظم من مولده صلى الله عليه وسلم، لقد غير ذلك اليوم ( الاثنين 12 ربيع الانوار من عام الفيل / 22 ابريل، نيسان 571 م ) وجه الدنيا والتاريخ.
فهو صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربه عز وجل بأنه نور، ورحمة، وسراج منير، أضاء للبشرية طريق الهداية والصلاح.

وبهذه المناسبة الجليلة العظيمة لا يمكن ان تحيط الكلمات ولو بجزء يسير منها، ولكنني أرى أن البعض يركز على أن التعلق المطلوب من المسلم يكون لنهج وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا وحده يكفي، متجاهلين التعلق بشخص النبي صلى الله عليه وسلم، واحاطته بالحب والقرب والشوق والتقديم والتفضيل. فالتعلق بشخص النبي صلى الله عليه وسلم كذلك هو مقصد شرعي ومطلب ديني، وفي ذلك نصوص كثيرة أهمها:

  • أن الله تعالى أقسم بأطهر وأجل وأكرم عمر لإنسان وهو عمر محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص حين قال جل وعلا : ( لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون ).
    عن ابن عباس أنه قال : ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد – صلى الله عليه وسلم – وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره. -الأمر الصريح من النبي صلى الله عليه وسلم بوجوب حبه حين قال لعمر رضي الله عنه : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين ) الحديث.
  • أمره صلى الله عليه وسلم لأمته بوجوب حبه وآل ببته الأطهار، قال صلى الله عليه وسلم: (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي).

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم لامته بوجوب حبه بشخصه نابع من حب الله تعالى له وتفضيله على سائر خلقه على الاطلاق والأمر بذلك. والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الأمر بذلك هو مبلغ عن ربه جل وعلا، فالامر بحب النبي صلى الله عليه وسلم كان من الله تعالى جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

  • ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عده أحاديث تبين الصلة العظيمة والرابطة الوثيقة للنبي صلى الله
    عليه وسلم بأمته سواء في الدنيا أم في الآخرة.

ومنها تشوفه صلى الله عليه وسلم لرؤية أحبابه ( وددت لو رأيت أحبابي ) ، وبذات الوقت فان المحبين له صلى الله عليه وسلم من أمته الشغوفين ولو بنظرة الى حبيبهم صلى الله عليه وسلم – في الدنيا قبل الآخرة – حتى انهم يفضلون رؤياه على اهلهم واموالهم وذلك من فرط الشوق وجموح الشغف وعمق الهيام بحبيبهم المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( إن أناسا من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله ) .

ومنها معرفته لامته يوم القيامة من بين الامم بعلامتهم غرا محجلين ( إن أمتي يأتون يوم القيامة غُرًّا مُحجَّلين مِن أثر الوضوء، فمَن استطاع منكم أن يُطيل غرَّتَه فليفعَلْ ).

ومنها انه يقف على الصراط ويدعو لامته بان يسلم لهم مرورهم عليه ليجوزوا بعده الى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: ( يضرب الصراط، بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمّته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم ).

ومنها وقوفه صلى الله عليه وسلم على حوضه المطهر مستقبلا أمته ليشربهم من يده الشريفة شربة لا يظمأ شاربها بعدها ابدا، فتأتي الافواج من امته صلى الله عليه وسلم وترد على حوضه، قال صلى الله عليه وسلم: ( (لَيَرِدَنَّ عليَّ ناسٌ من أصحابي الحوضَ حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني، فأقولُ أصحابي، فيقولُ لا تدري ما أحْدثوا بعدك ).

  • التعلق بشخص النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره الاسوة الحسنة والقدوة المتبعة لامته من بعده، وقد شملت قدوته لجميع الفئآت وفي كل المجالات، ومن تتمات تلك الاسوة و القدوة التعلق بشخص النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بخلاف غيره من الإئمة المقصودين لعصمته صلى الله عليه وسلم وغيره غير معصوم، فقوله حق، وفعله صدق، وسكوته إقرار ( يستثنى من ذلك بما صدر عنه في أمور الدنيا مما ليس بوحي وانما أمر يقبل الاجتهاد سواء أكان من وسائل المعاش ام من أمور السياسة ) .
  • شفاعته صلى الله عليه وسلم للناس عموما، ولأمته خصوصا، وهو الذي قال الله تعالى : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) فقال صلوات ربي وسلامه عليه : ( يارب لا أرضى وواحد من أمتي في النار ).
    فيغار الله على كلمة التوحيد في قلوب الموحدين يقول: ( أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فتخرجهم الملائكة، ثم أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة ذرة من إيمان، فيخرجون. أخرجوا من النار من دمعت عينه ولو قطرة ولو مثل رأس الذبابة خشية مني مرة. أخرجوا من النار كل من خافني في مقام. ثم يقول الرحمن الرحيم: أخرجوا من النار كل من قال لا إله إلا الله فيخرجون فتصفق جهنم أبوابها ).
    وعن امير المؤمنين علي رضي الله عنه وكرم وجهه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ( يشفعني الله في أمتي حتى يقول الله سبحانه لي : رضيت يا محمد ؟ فأقول يا رب رضيت ).
  • حفظ الله سيرته المشرفة كما حفظ سنته المطهرة بالرغم من امتداد العصور وتطاول الدهور، وبقائها حية غضة غضةوكأنها حدثت الآن، يستشعرها المحب له صلى الله عليه وسلم ويحس بها ويعيشها وكأنه جزء منها، فشخصية النبي صلى الله عليه وسلم عابرة لحدود الزمان والمكان والشعوب والثقافات والفئآت والقوميات والألوان والاعراق ، وهي بذات الوقت عميقة الأثر شديدة التأثير، شخصية ملهمة ( مؤيدة بوحي السماء )، آسرة ( يحبها كل من سمع بها فكيف بمن رآها )، قيادية ( للبشرية )، عظيمة ( ذات مهابة برغم بساطتها )، معطاءة ( لا تنتظر من الاتباع مقابل )، قوية ( واثقة من غايتها ومستقبل دعوتها )، والتوصيف في ذلك يطول.

يكفي المحب للمصطفى صلى الله عليه وسلم انه حين يصلي عليه مرة يصلي الله تعالى عليه بها عشرا، ويتوافق مع رب العزة جل وعلا وملائكة في الصلاة عليه تكرمة لهذا النبي العظيم ( إن الله ملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ).

محمد صلى الله عليه وسلم قائد البشرية ومنقذها، وحامي حمى عقيدة التوحيد وناصرها، وريث النبوات والرسالات ومؤكدها، بشرت به كل الانبياء قبله، قال صلوات ربي وسلامه عليه: ( أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى عليهما السلام، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ).

نحن مدعوون في هذه الذكرى العطرة أن نقرب ونحبب الامة بنبيها صلى الله عليه وسلم بعد أن عانت كل معاني الغربة بالبعد عن سيرته العطرة وسنته المطهرة ومنهجه الالهي القويم.
وكذلك تعاني البشرية اليوم ما تعانيه من فوضى في الاساسيات وهدر لكرامة الانسان تحت شعار المحافظة على حقوقه.

هنيئا لامة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم.
فمهما قلت وقال البلغاء والخطباء فلن نوفي نبينا صلى الله عليه وسلم ولو بجزء من حقه علينا، يكفي أن الله تعالى جعله سببا في اخراج الامة من الظلمات الى النور، ومن الكفر الى الايمان، ومن الشرك الى التوحيد، ومن الشك الى اليقين.

لله در ذلك الشاعر حين قال مادحا:

يا من ولـدت فأشرقـت بربوعنـا
نفحات نـورك وانجلـى الإظـلام

أأعود ظمئآنـا وغيـري يرتـوي
أيرد عـن حـوض النبـي هيـام

كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنـوب جسـام

ماذا أقـول وألـف ألـف قصيـدة
عصمـاء قبلـي سطـرت أقـلام

مدحوك ما بلغـوا برغـم ولائهـم
أسـوار مجـدك فالدنـو لـمـام

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts