قراءة إسرائيلية حول تبعات “اليوم التالي” لغياب عباس

قراءة إسرائيلية حول تبعات “اليوم التالي” لغياب عباس

قال جنرال إسرائيلي؛ إن “سيناريوهات كثيرة حول الأيام التي ستأتي بعد رحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معظمها ذات طابع درامي؛ لأن الطريقة التي ستتصرف وفقها إسرائيل، سيكون لها تأثير عميق على تصميم “اليوم التالي”، ومن الضروري التحضير لهذا بالفعل هذه الأيام”..

وأضاف مايكل ميلشتاين في دراسته التي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وترجمته “عربي21″، أنه “يجب ألا يكون اليوم التالي لأبو مازن مختلفا عن اليوم السابق، والكثير منه يعتمد على إسرائيل، مع ضمان الاستقرار الاقتصادي في الضفة الغربية، التي شكلت وصفة لهدوء نسبي في المنطقة لأكثر من عقد من الزمان، وقد تساهم فترة ولاية بايدن باستقرار النظام الفلسطيني في سياق “اليوم التالي” لغياب عباس”.

وأكد ميلشتاين، رئيس الشعبة الفلسطينية بجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ومستشار الشؤون الفلسطينية بوزارة الحرب، أن “التطورات التي تشهدها واشنطن تثير هدوءا وتفاؤلا حذرا في رام الله، لكن مستقبل الوضع في قيادة السلطة الفلسطينية سيعتمد على الانتخابات التي ستجريها، وتفضيل قادتها التوحد بدلا من تطوير صراع عنيف على السلطة، لاسيما مع تعمق الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، وفشل المصالحة”.

وأشار ميليشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، إلى أن “القيادة الفلسطينية ليس لديها رؤية سياسية، ويصعب في إسرائيل فهم التعقيد الذي يميز شخصية عباس؛ لأن الميل لقراءته بالنظارات الإسرائيلية يخلق انقساما، فإما يكون عباس شريكا في السلام أو عدوا رافضا، ومن الناحية العملية، يجسد تناقضات تعكس الصورة المعقدة للنظام الفلسطيني بأكمله، مما جعله رصيدا وعبئا في الوقت نفسه”.

وأوضح أن “عباس من وجهة نظر إسرائيل مكّن الاستقرار الاستراتيجي بالضفة الغربية، وأوقف تمدد الربيع العربي للفلسطينيين، وكبح تمدد حماس، وحافظ على علاقات وثيقة مع إسرائيل؛ ومن ناحية أخرى قاد نظاما فاسدا، وانتهك حقوق الإنسان، ويتوقع أن تسجل حقبته في التاريخ كأفضل وأسوأ ما عرفه النظام الفلسطيني على الإطلاق، خاصة في الضفة الغربية: سواء الاستقرار والازدهار، أو أزمة عميقة ومستمرة” على حد وصفه.

وأضاف أنه “من بين المشاكل الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل، تكثيف استعداداتها لـ”اليوم التالي” لأبو مازن، هذه ليست قضية فلسطينية، بل يتوقع أن تؤثر بشكل مباشر على موقع إسرائيل الاستراتيجي، لأن اختفاءه من الساحة قد يترك الوضع الفلسطيني في ضباب شديد دون إجراءات لنقل السلطة، ودون خلف جاهز، مع مجموعة مرشحين، واحتمال نشوب صراع بينهم؛ لأن سياسة أبو مازن تعمق الشرخ بين غزة والضفة”.

وأكد أنه “من علامات الاستفهام الثقيلة، تظهر سيناريوهات تتطور مع اختفاء عباس، أهمها توحيد القوى ممن يدعون إرثه لتحقيق استقرار فتح، على الأقل مؤقتا، حتى ظهور زعيم مهيمن من المجموعة الحاكمة؛ والمعسكرات المتنافسة، واحتمال أن تكون النضالات صعبة وطويلة الأمد، تقوض الحكم الفلسطيني، وتخلق ظواهر من الفوضى و”كانتونات” بالضفة الغربية، تسيطر عليها القيادات المحلية أو المليشيات المسلحة”.

وتوقع أن “تحصل مناشدة فورية من الفلسطينيين بعد اختفاء عباس من أجل تحقيق عملي وبعيد المدى للمصالحة، وهي خطوة سترافق تشجيع الانتخابات العامة، ودمج حماس في القيادة الفلسطينية والمؤسسات الحكومية، دون الانجراف بمغامرات الحروب الأهلية، وإظهار اهتمام محدود بخريطة المخيمات”.

وأشار إلى أن “المسار الصحيح لإسرائيل يعتمد على مزيج من المساهمة باستقرار النظام الفلسطيني، خشية التأثير سلبا على إسرائيل، وعدم الابتعاد عمن يشكل تهديدا خطيرا، وتنسق إسرائيل تحركاتها مع قوى المنطقة، التي تبدي انخراطا في قضية “اليوم التالي” لغياب عباس، وأهمها مصر والأردن والخليج، بينما تحاول حشد قوتها السياسية والاقتصادية لتحقيق استقرار الفلسطينيين، دون الانغماس بمغامرات “الترشح” نيابة عن القوى الإقليمية”.

 وتوقع أن “تساهم ولاية بايدن باستقرار النظام الفلسطيني في “اليوم التالي”، لأن أبو مازن أنهى الأزمة التي طال أمدها مع إسرائيل، وهو مستعد لتجديد العلاقات مع الإدارة الأمريكية؛ على أمل تجدد مساعداتها الاقتصادية، ثم بدء المفاوضات السياسية، وتعود واشنطن لتؤدي دور الوسيط العادل بنظر الفلسطينيين، لأنه يؤسس إطارا للحوار المباشر بين الطرفين، مما سيسهم باستقرار السلطة حتى بعد اختفاء عباس”.

وختم بالقول بأن “القراءة الإسرائيلية لمستقبل اليوم التالي بعد غياب عباس، ستعتمد على الانتخابات الفلسطينية نفسها، ومدى قدرة قادة المستقبل الفلسطينيين على فهم أن تبني أجندة المواجهة مع إسرائيل ربما يعني فترة قصيرة، وأن بقاءهم على المدى الطويل يتطلب تقاربا وثيقا مع إسرائيل، مما سيتطلب من إسرائيل اتخاذ قرار تاريخي بشأن مسألة الفصل بين الشعبين”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: