د. رامي عياصره
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

قراءة في حركة الاحتجاج الأمريكية

د. رامي عياصره
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

في قراءة سريعة لحركة الاحتجاج التي سادت الشارع الأمريكي بسبب مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد وما نتج عنها من تفاعلات يمكن استخلاص التالي:

  – كل دولة ومجتمع له مشكلاته وهمومه المرتبطة بطبيعة تكوينه وتاريخه ومكوناته وديمغرافيته الخاصة به،  وهي تعتبر ثغراث قد لا يسلم منها أي مجتمع كان، فهي جزء من الاجتماع البشري القائم على  تعدد الأعراق والألوان والجنسيات والأديان والثقافات وطرائق التفكير.

وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية على أساس جمع كل هذه الفسيفساء في اطار دولة واحدة شكلت أقوى دولة في عالم اليوم،  وحوّلت كل هذا التنوع إلى مصدر قوةٍ للدولة ومتانة للمجتمع بدلاً من ان تكون مصدراً للتنازع والتناحر والضعف.

لكن لا شكّ انّ ما جرى من احتجاجات على مدار الأيام الماضية وبهذا الشكل هزّ من صورتها، وأكل من رصيدها أمام شعوب العالم التي كان يُنظر لها على أنها قلعة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وبشكل مطلق عند البعض.

– الحاجات والمتطلبات الإنسانية والمجتمعية كثيرة ومتعددة، ومتنوعة كذلك، فدولة الرفاهية والرخاء لا تغني عن دولة العدالة وكرامة الإنسان، وتحقيق معاني المساواة وحقوق الإنسان والحريات السياسية والعدالة الاجتماعية مسائل لا يستغني عنها الإنسان في حياته.

 وكلا الشقين في الحقوق المادية والمعنوية مطلب إنساني لا تستقيم الحياة بدونها.

ولهذا لا يُستغرَب قيام مثل هذه الاحتجاجات وبهذا الزخم في الولايات المتحدة الأمريكية وامتدادها إلى بعض دول العالم مثل  فرنسا وبريطانيا، فما بالنا في دول العالم الثالث في عالمنا العربي والإسلامي الذي يعاني الإنسان فيه في كل جوانب الحياة وعلى كل الأصعدة المادية والمعنوية.

– القيادة السياسية لها دور مهم في إدارة مرحلة الاحتجاج العامة كهذه، منهم من يلتصق بشعبه ويعتبر نفسه ووجوده على رأس السلطة السياسية ترجمة لإرادة جمهور المواطنين ، ويقوم باحتواء الموقف وتحويل القوة الجماهيرية المتواجدة في الشارع إلى قوة بناء وتمتين للدولة من خلال اتخاذ خطوات إصلاح حقيقي تسد الخلل وتصلح الخطأ .

وبالمقابل نجد قيادات سياسية بائسة منفصلة عن الواقع وعن مطالب مواطنيه، وينظر إلى كل ما يحدث بعين المؤامرة ، وانه أعلم من الجماهير المتظاهرة، ويعتبر نفسه أنه هو من يقرر الحلول ويحددها بنظرته الأحادية دون الالتفات لما تطالب به الجماهير والدوافع التي حركته، هذا ما يفعله ترامب اليوم تماماً بخلاف المعهود في العالم الغربي وديمقراطياته المستقرة.

ولذلك يجد معارضة قوية و واضحة لطريقته في التعاطي مع الأزمة من الديمقراطيين المعارضين، ومن الشارع الغاضب، وحتى من حكّام الولايات ، ووصل الأمر إلى وزير دفاعه الذي رفض انزال الجيش الأمريكي لضبط الشارع بخلاف ما دعا له ترامب.

– الدولة القوية لا تخاف من أصوات الاحتجاج، لأنها دولة مؤسسات قوية، ودستور راسخ، وقوانين مستقرة، وإدارة نظيفة بعيدة عن أمراض الاستبداد و أوبئة الفساد، دولة واثقة من ذاتها، وقادرة على إعادة إنتاج نفسها بما يبقيها على مسرح العالم بدور رئيسي وأساسي، وتحول التحديات إلى فرص، وليست دولة خائفة مرتجفة، تعاني التكلس وردة الفعل بعد فوات الأوان بطريقة ” الآن فهمتكم ” أو ” فاتكم القطار”.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts