قيادي بحركة النهضة التونسية: الحملة على الغنوشي تدار من الخارج

قيادي بحركة النهضة التونسية: الحملة على الغنوشي تدار من الخارج

محمد البرعومي - قيادي بحركة النهضة التونسية

قال عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة التونسية المكلف بالإعلام محمد البرعومي إن ما يتعرض له رئيس الحركة ورئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) راشد الغنوشي من حملة شرسة، مصدره من خارج تونس بمساعدة أشخاص داخل البلد. وتعرض الغنوشي في الفترة الماضية لحملة استهدفت نزاهته المالية ومواقفه من قضايا إقليمية مثل الأزمة الليبية.

وأضاف البرعومي في حوار خاص مع الجزيرة نت أن ما يحدث في الأيام الماضية من حملة تستهدف حركة النهضة ورئيسها الغنوشي يمثل استهدافا للتجربة التونسية الفتية، مؤكدا أن هذه الحملة التي تشنها أطراف إقليمية لضرب مسار الانتقال الديمقراطي في تونس ليست وليدة اليوم.

وتابع القيادي في حركة النهضة أن ما يتمتع به الغنوشي من رمزية تاريخية ونضالية تعززت بعد ترؤسه البرلمان، جعل التجربة التونسية وحركة النهضة تتعرضان “لحملة شرسة من خارج تونس من طرف شبكات إعلامية وتلفزيونية، ومن داخل تونس أيضا من لدن بعض الأفراد”.

وفي رده على ما يدور حول رئيس حركة النهضة من تشكيك في نزاهته المالية، أشار عضو المكتب التنفيذي إلى أن الغنوشي صرح بممتلكاته مرتين، الأولى بصفته رئيسا للنهضة والثانية بصفته نائبا للشعب ورئيسا للبرلمان، ولم تشكك أي جهة رسمية في ذمته المالية، مؤكدا أن ثروته الحقيقية هي نضاله لمدة 50 سنة من أجل الحريات والديمقراطية، ورصيده في المعرفة والبحث والكتابة.

وقال إن الغنوشي شخصية عابرة للمناصب، وإن استهدافه يعد استهدافا لمؤسسة البرلمان التي تمثل أرقى صور الممارسة الديمقراطية، مشيرا إلى أن رصيده النضالي يخوّل له القيام بدور كبير داخل تونس وخارجها في مجال القضايا الدولية.

غرفة عمليات
وتحدث البرعومي عن حملة منظمة تديرها “غرفة عمليات” واحدة، وتجندت لها وسائل إعلام عربية، مصرية وإماراتية، كما تحرّكت لها منابر إعلامية وصفحات تواصل اجتماعي في تونس.

وأكد أن الحملة المذكورة “لن تعطّل مسار الديمقراطية التونسية، وإنما تحمّلنا مسؤولية أكبر للمضي إلى الأمام بهذه التجربة، بما تمثل من تجربة رائدة في المنطقة والعالم العربي”.

ورأى أن استهداف التجربة الديمقراطية لتونس ورموزها الوطنية وزعمائها، يفرض المزيد من التضامن والتعاون بين الأحزاب والتيارات والمنظمات التي تسعى لمواصلة هذه التجربة، وحماية هذا المسار الديمقراطي.

وحسب المتحدث نفسه، فإن ما يجري في تونس يفرض مواصلة المطالبة بحكومة وحدة وطنية تجمع كافة الأطراف السياسية والتيارات الفكرية لصد الحملات والهجمات الخارجية، والتعاون لحل المشكلات الداخلية الاقتصادية والاجتماعية، ولا سيما المرتبطة بتداعيات انتشار فيروس كورونا.

ودعا القيادي في حركة النهضة إلى دعم الحكومة من أجل خدمة مطالب كافة التونسيين في ظل الظرف الصعب والاستثنائي الذي تمر به البلاد، واستعرض أسباب دعوة الحركة إلى حكومة وحدة وطنية، خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي فاقمتها أزمة فيروس كورونا.

وعما يروج عن خلافات بين الرئاسات الثلاث في تونس (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان)، أوضح البرعومي أن النهضة ملتزمة بطبيعة العلاقة التي ينظّمها الدستور بين هذه الرئاسات الثلاث، وأن أي خلاف يُحلّ بالحوار.

بلاغات للنيابة
وكان الغنوشي قد تقدّم الأربعاء الماضي ببلاغات إلى النيابة العامة ضد أشخاص ومؤسسات “تعمدت نشر إشاعات وأكاذيب”، وخلال الأيام الماضية زعمت تقارير لإعلام سعودي وإماراتي أن الغنوشي جمع ثروة مالية ضخمة منذ عودته إلى تونس.

كما اعتصم نواب الحزب الدستوري الحر المعارض لمدة أسبوع تحت قبة البرلمان، إثر رفض طلب تقدموا به لعقد جلسة استجواب لرئيس البرلمان راشد الغنوشي. غير أن النواب الستة فضوا اعتصامهم بعد قبول البرلمان الطلب، وإعلانه عقد جلسة حوار مع الغنوشي للحديث عن مواقفه السياسية الإقليمية -خاصة الملف الليبي- يوم 3 يونيو/حزيران المقبل.

ويرى مراقبون أن الحملة تهدف إلى الوقيعة بين البرلمان والرئاسة في تونس، وإثارة معارك جانبية بين الكتل رغبة في تفكيك مؤسسات الدولة، في حين يعتبرها خبراء محاولة للتغطية على الفشل في ليبيا.

وبمناسبة عيد الفطر، دعا الغنوشي مواطني بلده إلى التضامن ورصّ الصفوف والتهدئة، وقال “نتّجه إلى مرحلة أخرى هي مرحلة ما بعد كورونا، لذا ندعو الجميع إلى التضامن ورصّ الصفوف، وندعو إلى التهدئة وندعو إلى التوافق”.

وأضاف أنه “بعد النجاح في الانتقال الديمقراطي والسياسي، علينا أن نتوجّه إلى المجتمع -وخاصة إلى الفئات الضعيفة والجهات المحرومة- لتحقيق التنمية المطلوبة”. وأشار إلى أن “الرهان يتمثل في نجاح التنمية كما نجحنا في السياسة، وأن ننجح في العدل الاجتماعي كما نجحنا في الحرية”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: