كتائب القسام.. نواة العمل المشترك و”الأم الرؤوم” لفصائل المقاومة

كتائب القسام.. نواة العمل المشترك و”الأم الرؤوم” لفصائل المقاومة

البوصلة – لم تكن غرفة العمليات المشتركة للمقاومة في قطاع غزة باكورة وحدة العمل المقاوم ضد الاحتلال على الأرض؛ فقد سبق ذلك جهودٌ كتنفيذ عمليات مشتركة في سنوات انتفاضة الأقصى قبل 21 عامًا.
وتقول أجنحة عسكرية لفصائل المقاومة في تصريحاتٍ لوكالة “صفا” إن الفضل بتطوير العمل العسكري وأدوات المقاومة يعود للقسام، التي تمكنت من خلق معادلات جديدة من الصراع مع الاحتلال.


وتم الإعلان للمرة الأولى عن تلك الغرفة المشتركة في غزة عام 2006، وظهرت في صيغتها الأولية بين القسام وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وحين بدأت مسيرات العودة على حدود غزة منتصف 2018، تم الإعلان عن غرفة العمليات رسميًا في صيف ذلك العام.
ويزخر تاريخ المقاومة بالكثير من اشتراك القسام مع فصائل أخرى، تمثلت بعملياتٍ استشهادية وإطلاق نار وكمائن متقدمة ورشقات صاروخية وقصف بالهاون، والتصدي لتوغلات بكلٍ من قطاع غزة والضفة المحتلة.


كما تمثل العمل المشترك بين الفصائل خلال الاجتياح الكبير بجنين عام 2002، عندما واجهت عناصر المقاومة الاجتياح، فيما ظهر الأنموذج الأهم في جنين القسام الذي أثبت تلاحم المقاومة على الأرض، وفق الفصائل لوكالة “صفا”.
ولا يُمكن إغفال دور الكتائب بعملها المشترك الذي قاد عام 2005 إلى انسحاب جيش الاحتلال من القطاع بالتزامن مع آخر العمليات المشتركة بين “صقور فتح” والقسام التي أطلق عليها آنذاك “براكين الغضب”.


لكن عام 2006 كان عامًا مفصليًا بتوحيد العمل المشترك بين تلك الفصائل، فيما تؤكد الأجنحة العسكرية للفصائل أن حماس وجناحها العسكري أوجد بيئةً راعية وحاضنة لفصائل العمل المقاومة، بدءًا من حماية أظهرها من العملاء، وليس انتهاءً لتوفير العتاد العسكري.
وبحسب فصائل المقاومة، فإن القسام دأبت على تدشين ورش التصنيع ونقل تجاربها وخبراتها الميدانية والفنية والعلمية لكافة فصائل المقاومِة، لتبدأ فصلاً مزهرًا من تكامل العمل الجهادي.


وسجَلت عملية “الوهم المتبدّد” ما يمكن أن يكون “باكورةً لتوحيد العمل المشترك”، حين نفذت القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام عملية أسر الجندي “جلعاد شاليط” وحررت مقابله أكثر من ألف أسير في سجون الاحتلال.
ولا يمكن الإسرار بالقول إن القسام هي من تترأس المقاومة، ودأبت إلى فتح بوابة المشاركة بهذه الغرفة لتحويل المقاومة إلى ثقافة يومية شعبية للشعب الفلسطيني، وللسعي على إنجاح خطها الأيديولوجي، باعتبارها وفرت مناخًا تنافسيًا بين فصائل المقاومة.


“موازنة الحكم والمقاومة”
وهنا تقول حركة “الأحرار” إن حماس وعلى مدار 34 عامًا، قادت العمل العسكري المقاوم ضد الاحتلال عبر تقديم الدعم البشري والمسلّح والنوعي لتلك الأجنحة العسكرية.
ويوضح الناطق باسم حركة الأحرار ياسر خلف في حديثه لـ”صفا” أن القسام عملت على صقل وتدريب كتائب الأنصار بالتشارك مع بقية عناصر الفصائل العسكرية من خلال تقديم الدعم اللوجستي والعتاد العسكري.


ويشير إلى أن القسام باتت رأس حربة المقاومة الساعية إلى تقوية عود تلك الأجنحة لتكون أشد صلابةً في لحظات المواجهة.
ويرى الناطق باسم “الأحرار” أن حماس وجناحها العسكري كان لهما الفضل بتأسيس غرفة العمليات المشتركة للمقاومة المبنية على وحدة الموقف في إطار المواجهة وصولاً لأن تكون هذه الفصائل ركنًا أساسيًا من العمل الجهادي في الميدان.

وقال إن جيش الاحتلال يحسب ألف حساب لكتائب القسام لتصدرها الدور الريادي على الأرض، وكانت معركة “سيف القدس” في شهر رمضان الماضي خير دليل على ذلك.
ويشير إلى أنه بفضل القسام، تمكنت المقاومة بكل أجنحتها العسكرية من الوصول إلى درجةٍ عاليةٍ من العمل العسكري المطوّر.
أما لجان المقاومة الشعبية وجناها العسكري “ألوية الناصر صلاح الدين”، فترى أن حماس وذراعها العسكري شكّلا رافعةً للمقاومة في غزة بكافة مكوناتها وتوجهاتها الفكرية والسياسية.
وأوضح الناطق باسم الألوية، “أبو مجاهد” أن حماس استطاعت أن توازن بين عملية الحكم وبين تطوير قدرات المقاومة من حيث الحضور العسكري والميداني.
وأكد أنها خلقت البيئة والحاضنة لهذه المقاومة بدعمها المنقطع النظير لكافة الأجنحة العسكرية دون استثناء من حيث التدريب وتوفير مواقع التدريب لها وكذلك الدعم المعنوي والمادي واللوجستي بهدف الارتقاء بقوة الأذرع المقاومة.


“حاضنة للفصائل”

وفيما ترى “كتائب المجاهدين” على لسان ناطقها “أبو بلال” في تصريحٍ لوكالة صفا” أن أبرز ما يميز حركة حماس وكتائب القسام أنهما لم يدخرا جهدًا مطلقًا من أجل وصول فصائل المقاومة وأذرعها العسكرية للجهوزية العالية لمواجهة الاحتلال وجرائمه.
وقال: “سخرت القسام كافة الإمكانيات وعلى كافة الأصعدة والميادين للارتقاء بأداء الأجنحة العسكرية، فيما الجميع يدرك ويجمع على أن القسام ومنذ انطلاقة حركة حماس راكمت من القوة والخبرة والجماهيرية ما يؤهلها لأن تكون حاضنة حقيقية للمقاومة بدون استثناء”.
وأشار أبو “بلال” إلى أن ذلك ساعدها للوصول إلى توحيد الفصائل المقاومة الفاعلة في الميدان تحت قرار واحد وقيادة واحدة تحت مسمى غرفة العمليات المشتركة.


“الإنجاز يتطلب الوحدة”

أما كتائب المقاومة الوطنية، الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فترى أن حماس وجناحها المسلح لعبا دورًا مهمًا في حماية أمن فصائل المقاومة، بفضل يقظتها الدائمة ومقدراتها الواسعة.
وأشار الناطق باسم كتائب المقاومة الوطنية “أبو خالد” في تصريحه لـوكالة “صفا” إلى أن “الفصائل كلها مجتمعة لأن تكون العصا الغليظة في مواجهة الاحتلال وإيقاع أكبر الخسائر به في أي مواجهة محتملة”.
ويرى أن حماس منذ انسحاب الاحتلال من غزة، عمدت إلى احتضان الفصائل إيمانًا منها أن العمل وحدها في الميدان لن يُحقق أي إنجاز، وأن رعاية باقي الفصائل العاملة في الميدان عبر تنظيم المناورات العسكرية وتقديم الدعم اللوجستي طريق للوصول إلى تحقيق تلك الإنجازات المأمولة.
ولفت إلى أن معركة “سيف القدس” الأخيرة كانت خير مثال على نجاح العمل المشترك المتمثل في “الغرفة المشتركة”، ففيها كان التنسيق الموحد في القرار العسكري، بدءًا من لحظة الإطلاق ولحظة التوقف ولحظة الهدنة”.


“خيار مستحيل”

فيما رأت حركة الجهاد الإسلامي، الفصيل العسكري الأقوى بعد كتائب القسام أن التطور العسكري والحضور الواضح على الأرض والنجاح بتحقيق اللُحمة بين الفصائل يعود فضله كله إلى حماس وجناحها العسكري.
ويوضح القيادي في الحركة أحمد المدلل أنه “لولا وجود حماس وكتائبها لما استطاعت باقي الفصائل من تطوير أدائها وأدواتها ولا حتى في إيجاد معادلة لإخضاع الاحتلال في المواجهات”.
ولفت إلى أن “القسام تمكنت من صًنع واقعٍ جديد وخلق ارتباك وهاجس أمني لدى الاحتلال، من خلال السعي الدؤوب لتطوير العمل العسكري وأن تجعل من احتلال غزة خيارًا مستحيلاً لدى الجيش الإسرائيلي”.


صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: