“كورونا” يسلب بهجة رمضان من متسوقي نابلس (صور)

“كورونا” يسلب بهجة رمضان من متسوقي نابلس (صور)

البوصلة – فرضت أزمة وباء كورونا المستجد نفسها على استعدادات المواطنين في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، لاستقبال شهر رمضان المبارك لهذا العام.

ففي أسواق مدينة نابلس التي كانت تعج في مثل هذه الأيام بالمتسوقين، لم يعد الحال كذلك هذا العام، في ظل القيود المشددة على حركة المواطنين والنشاط التجاري، منعًا لتفشي كورونا.

في سوق البصل، أحد أشهر أسواق البلدة القديمة، غابت كثير من السلع المرتبطة بالشهر الفضيل، كالمخللات والعصائر والفوانيس الرمضانية، وحلت محلها السلع الأساسية من خضار وتمور ومواد تموينية.

سعيد أبو زيدان الذي كان يستغل شهر رمضان لتوفير مصدر رزق من صنع العصائر والمشروبات الباردة، قرر هذا العام إقامة بسطة لبيع الخضروات التي يكثر الطلب عليها برمضان، كالخس والنعناع والبقدونس والفجل.

ويقول أبو زيدان لوكالة “صفا”: إنه و”في ظل الأوضاع الصعبة لن يكون هناك طلب على المشروبات الجاهزة، وستكون أولوية المواطنين تأمين الحاجات الأساسية”.

نشاط دون المستوى

ونشطت الحركة التجارية في نابلس مع اقتراب رمضان، لكنها بقيت دون المستوى المعهود.

واستغل كثير من التجار إعلان الحكومة عن تخفيف بعض القيود المفروضة على النشاط التجاري، واستأنفوا نشاطهم بمبادرة ذاتية، حتى وإن كان بعضهم لم تشمله الإجراءات الجديدة.

وبعد يوم من خطاب رئيس الوزراء محمد اشتية، الذي أعلن فيه عن جملة تسهيلات شمال الضفة، سجلت نابلس عودة كبيرة للنشاط التجاري وحركة المتسوقين، مع تراجع مخاوفهم من تفشي الوباء.

لكن مشهد الاكتظاظ بالأسواق دفع كثيرين لقرع أجراس الخطر والتحذير من وقوع كارثة صحية، وهو ما دفع محافظ نابلس لاعتبار ما جرى “حدثًا شاذًا في تاريخ نابلس”، وتعهد بمنع تكراره.

كرّ وفرّ

وتعيش أسواق المدينة حالة من الكر والفر بين التجار من جهة، وقوى الأمن من جهة أخرى.

ووقف عمار أبو خليل، وهو صاحب محل للأدوات المنزلية، بجانب شق باب محله، يرتقب حركة الأمن تارة، ويستقطب الزبائن تارة أخرى.

ويقول أبو خليل لوكالة “صفا” إن التسهيلات التي أعلنت عنها الحكومة جيدة، لكنها ليست كافية.

ويلفت إلى أن الحكومة حددت يومي الجمعة والسبت لعمل هذا القطاع، في حين أنهم ومنذ شهر لم يتلقوا أي دخل.

ويشير أبو خليل إلى أنه: “مطلوب الموازنة بين متطلبات الصحة والاحتياجات المعيشية للمواطنين”.

بين الصحة والاقتصاد

ويتوقع مراقبون وخبراء اقتصاديون أن تترك أزمة كورونا ضررًا مدمرًا على الاقتصاد المحلي، خاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي تشكل 85% من المنشآت الاقتصادية في فلسطين.

عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة نابلس ياسين دويكات يقول لوكالة “صفا” إن نقص السيولة بيد المواطن تدفعه للإحجام عن استهلاك السلع غير الأساسية.

ويعتبر أن التجاوزات التي يقوم بها بعض التجار تأتي بتأثير من ضغط الحاجة، مبينًا أن التاجر عليه التزامات كثيرة، ويحتاج إلى سيولة نقدية للوفاء بها.

ويعزو دويكات تجاوزات بعض التجار إلى سعيهم للحصول على سيولة تلبي احتياجاتهم الأساسية، بعد شهر من توقف نشاطهم التجاري، وقبل أن تتطور الأمور نحو الأسوأ.

كما أن محلات الملابس والأحذية تسعى إلى تصريف مخزونها من البضائع الصيفية قبل انقضاء الموسم، تجنبًا لتكبد خسائر فادحة. وفق دويكات لـ”صفا”.

ويؤكد ضرورة التفكير بحماية اقتصاد المواطن، مع الحفاظ على إجراءات الوقاية من الفيروس، معربًا عن اعتقاده بأن تسهيلات أخرى سيعلن عنها قريبًا إذا لم يسجل ارتفاع ملحوظ بالإصابات.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: