حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لا تتنازلوا عن أحلامكم..!

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

هذا المقال لا اخاطب فيه جيلنا، نحن الذين تجاوزنا عتبة الخمسين من العمر، كما لا انه لا يندرج ابدا في سياق المواعظ والوصايا التي تتلبس اثواب الحكمة المتأخرة، او تتلفع بالسلطة الابوية، اكتب هنا لابنائنا الذين يشعرون اكثر من اي وقت مضى بالخيبة واليأس، ويراودهم احساس مخيف بان ثمة من يريد ان يختطف احلامهم ( لكي لا اقول اعمارهم )، وبالتالي فقدوا الامل بأي تغيير قادم، او مستقبل يليق بهم كغيرهم من اليشر في هذا العالم الذي ادرك قيمة شبابه، فأولاهم ما يستحقون من احترام ورعاية .

ارجوكم، لا تسمحوا لأحد ان يكسر احلامكم، اعرف ان كثيرين منكم يجلسون الان على ارصفة البطالة، واخرين امام السفارات بحثا عن تأشيرة للهجرة، واعرف ان اصدقاء لكم تذكرونهم ضلت طريقهم الى التطرف، او وقعوا في فخ المخدرات، او ربما قرروا ان ينتقموا من اي شيء، حتى من انفسهم، اعرف ايضا ان لديكم الف مبرر وسبب للهروب من الواقع، والكفر بكل ما تسمعونه، وعدم الثقة بأي شيء حتى لو كان من اقرب الناس اليكم .

اعرف ذلك وافهمه، لكن ما لا اريد ان تقبلوه، هو ان تتنازلوا عن حقكم في ان تكون الحرية فضاءكم الذي تتحركون فيه، وقبلتكم التي تتوجهون اليها، وان تكون العدالة هدفا لا مجرد وسيلة، تنتزعونها بما اوتيتم من قوة، بلا استئذان ولا استجداء، فالحرية والعدالة هما جناحا الحلم الوطني والانساني اللذان يصنعهما الشباب، فقط الشباب، وهما الضمان الحقيقي لاي مستقبل مشرق .

ستجدون في»السوق» مقاولين باسم الحرية والعدالة، فاحذروا ان تصدقوهم، او ان تشتروا بضائعهم الفاسدة، ومقاولين باسم الواقعية، فانتبهوا الى ايديهم وهي تهتز خوفا من تمردكم على الواقع الذي استثمروا فيه لبناء امتيازاتهم، ومقاولين باسم الوطنية فلا تخدعنكم شعاراتهم الزائفة، فهم لا يرون الوطن الا بحجم مغانمهم، ومقاولين باسم الدين فلا تلتفتوا للمواعظ التي يقولون فيها ما لا يفعلون .

وحدها ضمائركم هي الدليل، فصدقوها، وحدها احلامكم هي اليقين، فاحذروا ان تستقيلوا منها، وحدها اصواتكم هي الصادقة، فلا يغرنكم ضجيج الصراخ حين يحاول ان يشوش عليها، او حين تتعطل عن كل اللواقط عن استقبال ذبذبات موجاتها الهادئة .

اعرف ان الاحلام قد تتحول الى اوهام، لكنكم تدركون بوعيكم تلك «الشعرة» الدقيقة بين الحلم والوهم، فلا تبيعوا احلامكم في «مزادات» الباحثين عن الشعبوية، ولا تجمدوها في « ثلاجات» الجالسين على ارصفة اليأس والخوف، وحذار ان تستحضروها في المنام ثم تتركوها في الصباح وكأنكم لا تعرفونها، هذا اسوأ انواع النكران والعقوق.

انتم ايها الشباب احلامنا التي تمشي على الارض، فاقبضوا على جمر الحلم: حلم الحرية والعدالة، وحلم الوطن العزيز، اذا فعلتم ذلك ستردون علينا – نحن الجيل الهرم – التحية بأحسن منها، وعلى الراحلين من آبائكم وأجدادكم الكرامة التي زرعوا بذورها في التراب لتزهر فيكم وتثمر.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts