أسامة أبو ارشيد
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لسنا أبطالاً!

أسامة أبو ارشيد
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

والله أن الواحد أصبح يخجل أن يكتب شيئاً عن ما يجري في فلسطين. تشعر وكأنك تنافس الأبطال الحقيقيين في بطولاتهم في ميدان التضحية والفداء، في حين نُنَظِّرُ نحن من منازلنا الآمنة المكيفة، أو نتظاهر في ميادين مؤمنة ومحمية!

بعد مظاهرة الأمس في واشنطن، وفي أثناء عودتي برفقة بناتي إلى السيارة، والتي كانت بعيدة حوالي ثلاثين دقيقة، بقيت أنظر إليهنَ، وهنَّ صبايا، أتأكد أنهنَّ يقطعن الشارع بأمان. كنَّ أحياناً يتأخرنَّ عني، ذلك أنهنَ كنَّ يتحدثنَّ مع رفيقاتهن اللواتي جئن للتظاهر أيضاً.

كلنا خارج ميدان التضحية والفداء لسنا أبطالاً. في قطاع غزة.. في مناطق الاحتكاك في القدس وفي الضفة الغربية وفي الثمانية وأربعين هم الأبطال الأبطال. أما نحن فنقوم بجهدنا لنصرتهم.. لإعلاء صوتهم.. لعونهم… ولكننا آمنون.

عدت في الأمس للبيت وبناتي معي سالمات مطمئنات. كنت أخشى عليهنَّ من سائق متهور في أأمن بقاع واشنطن، بين البيت الأبيض والكونغرس. أما أهلنا في قطاع غزة فيستشهدون ويصابون ويدفنون تحت الأنقاض وهم نائمون على خوف ووجل في غرف نومهم في الليل.

والله لسنا أبطالاً…

نحن نستمد الكرامة منكم.. نستمد العزيمة منكم.. نرفع رؤوسنا بكم.. نذرف الدمع عليكم.. نرفع أصواتنا.. نحرك الجماهير من أجلكم.. نقدم ما استطعنا من دعم وإغاثة.. ولكننا لسنا أبطالا.. أنتم الأبطال.. أنتم الأبطال.

اللهم عذراً إليك من ضعفنا.. اللهم عذراً إليك من قهرنا.. اللهم عذراً إليك من قلة حيلتنا… اللهم إنا نبرأ إليك من كل قاعد.. ومن كل متخاذل.. ومن كل متواطئ.. ومن كل عميل.. ومن كل خائن..

اللهم نصرك نصرك… اللهم اشف صدورنا.. وأرحم إخواننا المستضعفين.. أمنهم وأحمهم وألطف بهم.. أرحم شهيدهم.. وشافي مصابهم.. وصبر ثكلاهم.. وأنصرهم على من ظلمهم.. نصراً مبيناً يا الله.. اللهم آمين..

وأخيراً.. لسنا أبطالاً.. أنتم الأبطال يا تاج رؤوسنا.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts