حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لكي لا نسير نحو عناوين مغشوشة

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

من أوصلنا إلى هذا الطريق المسدود؟ ومن يتحمل مسؤولية هذه الاشتباكات التي أشغلتنا عن سؤال «المصير» ووضعتنا في سياقات المجهول؟ أدرك تماماً أننا نهرب من الإجابة أو أننا نتحايل عليها، وأدرك أيضاً أن كثيرين منا باتوا يشعرون بالخطر القادم، لكن – للأسف – ما زلنا نسير نحو «عناوين» مغشوشة، وصراعات لا جدوى لها، ودعوات تؤزم المشهد وتفجره بدل أن تفككه بالحلول والمعالجات المناسبة.

إن ما وصل إليه مجتمعنا لم يكن مفاجئا إلا للذين ما زالوا مصرين على إنكار الحقيقة، فحين تغيب «السياسة» تحضر الفوضى، وحين تنحدر قيم المجتمع بفعل ما طرأ من ضغوطات وإفساد للمجال العام، يتحول الناس إلى مجموعات متناحرة تحركهم نوازع الانتقام من أنفسهم ومن الآخرين، وحين تسد أبواب الحوار ويتلاشى الأمل ويهيمن منطق «الاستهانة» والاستعلاء ويختلط  اللامشروع  بالمشروع ، يفرز المجتمع أسوأ ما فيه، ويعبّر كل مواطن عما بداخله بطريقته الخاصة، ويحاول أن ينتزع حقوقه بيديه، تماما كما يحصل في العصور التي ضلت فيها المجتمعات عن ولادة فكرة الدولة والقانون وأخلاقيات العيش المشترك وقيم العدالة والحرية التي تجعل الجميع يشعرون بالأمن والاستقرار «والرضا» والقناعة.

 قلت إن الإحساس بالخيبة وافتقاد الأمل سيقودنا إلى الطريق «الوعر» وأضيف بأن ما يحدث في بلادنا من «فوضى» ومن ارتباك ومن تصاعد في «نبرة» اليأس والخوف، ومن ضغط على أعصاب الناس وأرزاقهم ومستقبل أبنائهم وحقهم الطبيعي في العيش بكرامة ،ومن سوء في تقدير الموقف ومن مماطلة في تنفيذ «خرائط الطريق» التي سمعنا عنها ولم نرها، يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا ..

فنحن –للأسف- نكتشف بعد نحو عشر سنوات على ما جرى من تحولات في محيطنا العربي كله أن «قطار» الإصلاح ما زال في مكانه لم يتحرك للأمام كما هو مطلوب  وبان «المؤسسات» في بلادنا مشغولة بحساب امتيازاتها ومصالحها، ومترددة في ممارسة صلاحياتها ،نكتشف كل ذلك ثم نتوقع من الناس أن تتحمل وتنتظر الفرج وان تلتزم بالقانون.. ماذا ننتظر بعد؟ هل سنبقى جالسين على مقاعد «المتفرجين» أمام هذه «الحرائق» التي تشتعل من حولنا وتتصاعد وتتصاعد؟

اعترف بأنني عجزت تماما عن فهم أي إجابة اسمعها، سواء من المسئولين أو من الناس أو من النخب، وحده «صوت» الفوضى والارتباك يدلك على «اللغز» المحير الذي تورطنا فيه، أو إن شئت على «المصيدة» التي وقعنا فيها جميعا.. من أوقعنا فيها يا ترى؟

إن أخشى ما أخشاه هو أن تمرّ علينا مثل هذه الأسئلة «بلا اكتراث» وبلا إجابات، وان تبقى أبصارنا معلقة «بأوهام»، أو أن تظل مفتوحة على قراءات مغشوشة ، والأخطر من ذلك أن نصمّ آذاننا عن سماع أصوات الناس التي تحولت إلى حرائق مشتعلة، وعن نبض الشارع الذي يمكن أن تختطفه جهات تتربص بنا ، أو لها مصلحة في تبديد استقرارنا .

بقي لدي رجاء واحد للمسئولين في بلادنا وهو أن نتعلم من تجارب غيرنا ومن مآلاتهم، لكي نستدرك ما قد يفاجئنا من أحداث بحلول مقنعة، رجاء دعونا ننقذ بلدنا من هذا المجهول، دعونا نخرج من منطق الاستعلاء والاستهانة في التعامل مع الناس وقضاياهم ونجرب منطق «الفهم» والاستجابة.. ودعونا نفتح الأبواب المشروعة أمام الناس ونخفف معاناتهم ونطمئنهم على مستقبلهم ونعيد إليهم الثقة بأنفسهم وبلدهم ، لكي لا ندفعهم إلى الدخول من أبواب غير مشروعة ومزدحمة بالألغام أيضا.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts