لماذا يتم إخفاء معتقلي “العمل الإسلامي” قسريا ومنع زيارتهم؟

لماذا يتم إخفاء معتقلي “العمل الإسلامي” قسريا ومنع زيارتهم؟

عمان – البوصلة

أكد رئيس “هيئة الدفاع عن معتقلي حزب جبهة العمل الإسلامي” المحامي حكمت الرواشدة أن ما يتعرض له معتقلو الحزب اليوم من منع للزيارة منذ أكثر من شهرين ونصف يصل إلى حد “الإخفاء القسري والاختطاف”، مطالبًا الجهات الأمنية بالكشف عن مصيرهم والإفراج الفوري عنهم.

وقال حكمت الرواشدة في تصريحاتٍ لـ “البوصلة”: “إن استمرار منع زيارة المحامين والأهالي لمعقتلي حزب جبهة العمل الإسلامي والاطمئنان على صحتهم وسلامتهم يبعث على الشعور بالخوف من أنهم يتعرضون لظروفٍ وأوضاعٍ غير طبيعية”.

وحذر من أن يكون وراء قرار المنع هذا أمر غير طبيعي “قد يكون تعرضهم للإكراه المادي والمعنوي لانتزاع أقوال واعترافات يتم استخدامها ضدهم لاحقًا”، مطالبا في الوقت ذاته بـ “تطبيق أحكام السجون والسماح للمحامين والأهالي بالاطمئنان عليهم بعد تسرب معلومات بإصابة بعضهم بالمرض”، على حد تعبيره.

وشدد على أن كل محاولات هيئة الدفاع لزيارة المعتقلين والاطمئنان على سلامتهم باءت بالفشل، معبرًا عن استغرابه من أن هذا الأمر لم يمر عليه رغم دفاعه لأكثر من ثلاثين عامًا عن المعتقلين لدى الجهات الأمنية.

وكشف الرواشدة أنه لم يسمح سوى بلقاء يتيم بعد 45 يومًا لأحد أعضاء هيئة الدفاع حتى يأخذ الوكالة دون أن يسمح له بالتحدث إليهم أو الاطمئنان على سلامتهم أو سؤالهم عن التهم الموجهة لهم.

وأكد الرواشدة أن هذا المنع غير قانوني وهو تغولٌ على القانون والدستور الذي يسمح بنص واضح في قانون المحاكمات الجزائية لا لبس فيه لمحامي المعتقل ان يلتقي به دون أي رقيب، معبرًا عن أسفه من أن “هذا النص ما زال معطلاً وممنوعاً”.

وعبر عن مخاوف شديدة من أن إصرار الجهات الأمنية على منع زيارة المعتقلين يؤكد وجود أوضاع غير طبيعية يتعرض لها المعتقلون، متسائلا: “لماذا لا يسمح لنا ولأهالي المعتقلين من الزيارة سواء كانت ستحول قضيتهم للمحكمة أو يتم إنهاؤها لدى الأجهزة الأمنية”.

وطالب الرواشدة الأجهزة الأمنية بالإفراج الفوري عن المعتقلين أو توجيه تهم رسمية لهم والسماح لمحامي الدفاع بالاطلاع على هذه التهم حسب أحكام القانون.

النائب العساف: نطالب بالإفراج عن معتقلي العمل الإسلامي فورًا

من جانبه، عبر الناطق باسم كتلة الإصلاح النيابية الدكتور مصطفى العساف عن استهجانه لاستمرار اعتقال عدد من كوادر حزب جبهة العمل الإسلامي دون توجيه أي اتهامات رسميًا لهم، واستمرار منع الأهالي والمحامين من زيارتهم، مطالبًا في الوقت ذاته بضرورة الإفراج الفوري عنهم.

وقال النائب الدكتور مصطفى العساف في تصريحاتٍ لـ “البوصلة”: “في السابق كان يتم السماح للأهل والمحامين الاطمئنان على ذويهم المعتقلين لكن اليوم وبعد انقضاء أكثر من شهرين ونصف على الاعتقال دون توجيه أي اتهامات لهم فإن هذا أمرٌ مرفوضٌ ومخالفٌ للدستور والقانون”.

وشدد على أنه إن كان لدى الجهات الأمنية أي اتهامات لهؤلاء المعتلقين فلماذا لا يتم تحويلهم للقضاء ليقول كلمته الفصل في قضيتهم؟

وحذر العساف من أن “بقاء المعتقلين معلقين في الهواء دون اتهامات بعيدين عن أسرهم وعائلاتهم وما يتسبب به هذ الأمر من أذى نفسي خاصة في ظل منع التواصل معهم من شأنه أن يزيد حالة التوتر في الساحة لا سيما مع استمرار الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأردن”.

وأكد أن كتلة الإصلاح ستتوجه بمذكرة نيابية للحكومة حول هذه القضية، معبرًا عن أمله بأن تستجيب الحكومة بسرعة وتوقف أي تجاوز على الدستور والقانون أيًا كان مصدره.

وشدد على أن الأردنيين جميعًا على قلبٍ واحدٍ بأن “قضية أمن واستقرار الأردن” هي خط أحمر ومقدس لا يجوز لأحدٍ العبث فيها؛ معبرًا عن رفضه لاستمرار اعتقال كوادر من الحزب دون توجيه أي اتهامات لهم أو إحالة الأمر للقضاء ليقول كلمته في القضية.

مطالبات بكشف مصير المعتقلين ووقف الانتهاكات بحقهم

يذكر أن حزب جبهة العمل الإسلامي، طالب المركز الوطني لحقوق الإنسان بالتحرك لدى الجهات المعنية لكشف مصير المعتقلين من كوادر وقيادات الحزب منذ أكثر من شهرين بدون تهمة، ورفع الظلم الواقع بحقهم وإعطائهم حقوقهم الشرعية ومتابعة الممارسات المخالفة للقانون التي ترتكب بحقهم.

وأشار الحزب في مذكرة أرسلها الأمين العام للحزب المهندس مراد العضايلة إلى المفوض العام للمركز الوطني لحقوق الإنسان إلى ما تعرض له كل من الدكتور منير عقل والدكتور سلمان المساعيد والأستاذ مقداد الشيخ من اعتقال في ظروف من التخويف واقتحام منازلهم في منتصف الليل منذ أكثر من شهرين دون السماح لأحد من ذويهم أو هيئة الدفاع عنهم بزيارتهم أو التواصل معهم، ودون تحويلهم لأي جهة قضائية، “مما أثار لدينا مخاوف من تعرضهم للتعذيب والابتزاز للإدلاء الاعترافات تحت الإكراه” بحسب ما ورد في المذكرة.

وأشار العضايلة إلى ما تقدم به الحزب في وقت سابق من مذكرات للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول ما يتعرض له كوادر الحزب من مضايقات أمنية واعتقالات وحجز لجوازات السفر ، والمنع من السفر والاستدعاءات المتكررة لكوادر الحزب ومناصريهم وأقاربهم دون مبرر.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: