لماذا يخشى الاحتلال الشيخ رائد صلاح خارج السجن وداخله؟

لماذا يخشى الاحتلال الشيخ رائد صلاح خارج السجن وداخله؟

الشيخ رائد صلاح داخل المحكمة

تصاعدت وتيرة تنكيل الاحتلال الإسرائيلي بالشيخ رائد صلاح، لتمتد إلى فرض قيود وتشديدات جديدة ضده داخل السجن، وعزله وتغييبه عن الأسرى والعالم الخارجي؛ للنيل من شخصه وتأثيره ووجوده حتى خلف القضبان.

وتعرض الشيخ رائد صلاح للعديد من الانتهاكات المجحفة من إدارة السجون، التي حرمته من أبسط حقوقه الإنسانية.

وأصدرت محكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع، أمس الأربعاء، قرارًا بتمديد عزل الشيخ صلاح 6 أشهر؛ بزعم أنه يشكل خطرا على “أمن الدولة”.

والشيخ صلاح (62 عامًا) من مدينة أم الفحم بالداخل المحتل، حاصل على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، ومن مؤسسي الحركة الإسلامية في الداخل، وترأس جناحها الشمالي منذ عام 1996 حتى حظرها من حكومة الاحتلال عام 2015.

ويُعد الشيخ من أبرز الشخصيات السياسية والمجتمعية التي تُقف في وجه سياسيات الاحتلال، ولاسيما في القدس والأقصى.

وتولى صلاح رئاسة بلدية أم الفحم ثلاث مرات متتالية في الفترة بين 1989 و2001.

وكان الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين أطلق مؤخرا حملة إلكترونية عالمية لمناصرة شيخ الأقصى، عبر التغريد على وسم #متضامنمعرائد_صلاح.

الرغبة بالانتقام

ويقول محاميه خالد زبارقة لوكالة “صفا”: “إن سلطات الاحتلال نقلت الشيخ صلاح مؤخرًا من سجن عسقلان إلى قسم العزل في سجن أوهليه كيدار، رغم أنه قضى مدة اعتقاله في العزل”.

ويبين أن إدارة السجون طلبت في جلسة أمس تمديد عزل الشيخ، بحجة أنه يشكل خطرا على أمن الدولة، بالاعتماد على معلومات سرية، وبسبب الشعار الذي أطلقه عام 1996 “الأقصى في خطر”.

ويضيف “يعزلون الشيخ صلاح عن جميع الأسرى الفلسطينيين، ولغاية اليوم لم نطلع على أي سبب قانوني، سوى الرغبة بالانتقام من الشيخ ونشاطه وعمله ومنهجه”.

ويؤكد زبارقة أن الشيخ صلاح يتمتع بصحة ومعنويات عالية، “ويدرك في الوقت نفسه الظرف الذي نعيشه جميعًا في هذه المرحلة المعقدة جدا والمفصلية من تاريخ الأمة الإسلامية، ولديه ثقة عالية بأنه سيأتي الفرج على هذه الأمة”.

ويوضح أن الشيخ صلاح حكم عليه بالسجن 28 شهرًا، قضى منها 11 شهرًا منذ أغسطس/ آب 2017 حتى شهر يوليو/ تموز 2018 ، وبعدها خرج للحبس المنزلي، ثم عاد للسجن في شهر أغسطس عام 2020 حتى اليوم.

وتبلغ حصيلة ما قضاه الشيخ، وفق زبارقة، 18 شهرًا؛ ما يعني أنه بقي على سجنه 10 أشهر، وقضى جميع مدة الاعتقال بالعزل الانفرادي.

ويؤكد زبارقة أن “إسرائيل” تخشى الشيخ رائد وهو أسير عندها، ومقيد بكل القيود التي تفرض على الإنسان، “لذلك كل هذه التبريرات غير حقيقية”.

الاستهداف السياسي

من جانبه، يبين رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب أن استمرار عزل الشيخ صلاح في زنازين انفرادية، يأتي تنفيذًا لقرار من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نفسه.

ويقول لوكالة “صفا”: “عند اعتقال الشيخ سابقا تدخل قادة الحركة الأسيرة من أجل إخراجه من العزل الانفرادي، وكان رد استخبارات السجون أن قراره بيد نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي آنذاك جلعاد أردان”.

ويضيف “يريدون عزل الشيخ رائد، لأنهم يخشون من فكره وشخصيته المؤثرة كونه يحمل قضية المسجد الأقصى في قلبه، ويؤثر على المحيط بشكل كبير”.

ويؤكد أبو عصب أن ما يحصل بحق الشيخ رائد جريمة نكراء، إلا أنه يتصدى لهذه الجريمة بكل عزيمة وإصرار.

تغييب بقصد

من جانبها، توضح المرابطة المقدسية هنادي الحلواني، أن الاحتلال يغيب الشيخ رائد بقصد، من خلال العزل الانفرادي، ليمنع تواصله مع العالم الخارجي حتى مع السجناء حوله.

وتقول الحلواني لـ”صفا”: “يدفع الشيخ رائد الثمن اليوم نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء، ويقبع في سجون الاحتلال، لأنه دافع عن ثوابت الأمة وشريعتنا ومقدساتنا”.

وتضيف “الشيخ دفع عمره وشبابه وسنين حياته، واعتُدي عليه واعتقل مرات عديدة ونكل به وأبعد عن العالم وهجر من بيته وبلده، وأبعد عن أبنائه ووطنه”.

سياسة ظالمة

أما المرابط المقدسي نظام أبو رموز فيؤكد أن الاحتلال يمارس سياسة ظالمة بحق الشيخ صلاح داخل السجون، ويناشد الناس للتضامن معه لأنه قدم الغالي والنفيس لمدينة القدس والأقصى.

ويقول أبو رموز لـ”صفا”: “الشيخ قدم روحه وسنوات عمره بالأسر من أجل المسجد الأقصى، وواجب علينا التضامن معه، لأن سلطات الاحتلال ما زالت تلاحقه داخل الأسر”.

ويصف شيخ الأقصى برجل العزائم “الذي يوزع عزائم على كل الأمة العربية وجميع فلسطين”.

أما المرابطة عايدة صيداوي فتقول: “قلوبنا تعتصر ألما على فراق الشيخ، بسبب الألم الذي يتعرض له في سجون الاحتلال”.

وتضيف صيداوي لـ”صفا”: “من يمس شعرة من رأس الشيخ صلاح، يمس جميع المقدسيين، لأنه رجل رفعه الله واصطفاه وأختاره من بين كل العالم، في سبيل الله وتحرير فلسطين والأقصى”.

وتتابع “من الضروري الدفاع عن شيخ الأقصى الذي ضحى بعمره وشبابه ، في ظل ما يتعرض له داخل الأسر، فالشيخ أمانة في أعناق كل إنسان حر وشريف، داخل فلسطين وخارجها”.

وتقول: “لن يضيعه الله لأنه نصر الأقصى والمقدسيين، ودافع عن الأمة الإسلامية، فالأقصى الذي دافع عنه الشيخ ميزان الأمة”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: