لوبوان: هكذا أبطلت الملكة إليزابيث الثانية مفعول قنبلة ميغان

لوبوان: هكذا أبطلت الملكة إليزابيث الثانية مفعول قنبلة ميغان

الملكة إليزابيث

ينبغي للجامعات أن تُدرج في منهج العلوم السياسية الذي تقدمه لطلابها الطريقة التي عالجت بها ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية الصدى الإعلامي المذهل لما كشف عنه دوق ودوقة ساسكس لأوبرا وينفري في برنامجها التلفزيوني في السابع من مارس/آذار الحالي، بشأن مزاعم وجود عنصرية داخل القصر الملكي.

هذا ما بدأت به مجلة “لوبوان” (Le Point) الفرنسية تحليلا لمراسلها في لندن مارك روش، الذي يرى أن الملكة تمكنت من وأد تمرد حفيدها الأمير هاري وزوجته ميغان في المهد، وبكل إتقان ومهنية، واصفا إياها بأنها “ذات تكتيك رائع”؛ إذ تركت العاصفة تمر قبل شن هجوم مضاد.

وذكر الكاتب أن الملكة اتبعت نصيحة زوجها فيليب، وهو ضابط سابق في البحرية الملكية، وأحد الملتزمين باتباع قواعد البحر القاسية، والتي منها: “في حالة حدوث عاصفة نغلق جميع المنافذ، ونسحب الشراع، ونتكدس في قاع القارب إلى أن تمر العاصفة”.

وفعلا، لم تكن الملكة في عجلة من أمرها للرد على ما وُجّه للعرش من إهانة بشكل فوري، وإنما تركت اتهامات حفيدها هاري وزوجته ميغان تنتشر، ولم تتعجل الرد عليهما.

وإذا كانت القرارات الإستراتيجية لإليزابيث الثانية لا تتخذ عادة إلا ببطء -مما يجعل منتقديها يتهمونها بالافتقار إلى سرعة البديهة وإلى المبادرات والتصميمات الطموحة- فإن الملكة على المستوى التكتيكي ذات كفاءة عالية، وفقا للكاتب. الذي يضيف أنه عندما تكون سمعة العائلة الحاكمة على المحك، تكون رئيسة الدولة (94 عامًا) حازمة، خاصة أن حياة الملوك ليس بها مجال للمشاعر؛ ولذلك فإن إليزابيث خططت للانتقام بلا هوادة، حسب روش.

وأضاف الكاتب أن كل شيء بدأ بهدوء، وأكد القصر -في بيان له- بعد المقابلة أن القضايا المثارة -لا سيما تلك المتعلقة بالعرق- مثيرة للقلق، ولا بد من أخذها على محمل الجد، و”ستتعامل معها العائلة في اجتماع خاص”.

كما أعربت إليزابيث الثانية عن “حزنها” بعد سماع تلك الاتهامات، وحولت الحديث عن هذا الموضوع من الدوائر العامة إلى محيط العائلة الضيق.

ثم بدأت التسريبات تترى وراء الكواليس، وتردد صداها في الصحف الصفراء؛ فالأمير تشارلز -الذي استُهدف مباشرة بهجمات نجله الأصغر- لم ينبس رسميا ببنت شفة، لكنه أكد -وفقًا لمصدر مجهول نقلته إحدى الصحف- أن “هاري ظل يتصل بي لطلب المال، لقد أراد أن يجعل مني بقرة حلوبة، لكنني لم أعد أرد على مكالماته”.

ثم استخدمت الملكة -في الوقت المناسب- أسلحة من العيار الثقيل؛ حفيدها الأمير وليام وزوجته كيت، إذ صرح دوق كامبريدج في 11 مارس/آذار الحالي أثناء زيارته مدرسة في شرق لندن قائلا “لسنا عائلة عنصرية على الإطلاق”. وذلك ردا على سؤال لأحد صحفيي البلاط الذين يحظر عليهم أصلا طرح الأسئلة إلا بإذن.

كما نشر دوق ودوقة كامبريدج على حسابهما الرسمي على تويتر بطاقة كتبها أطفالهم؛ جورج وشارلوت ولويز، إلى “جدتهم ديانا” في عيد الأم؛ مما نسف محاولة ميغان الارتباط “بأميرة القلوب”.

وبالإضافة إلى ذلك، تعمد الأميران القيام بمبادرة من العمل الخيري من خلال الترويج الجاد لحملة التطعيم ضد فيروس كوفيد-19.

وحسب الكاتب، فإن الشخص الوحيد الذي ذكرته ميغان بالاسم من بين أعدائها، هي دوقة كامبريدج، وأصبحت أكثر شهرة من أي وقت مضى؛ إذ بعد أن تعلمت دروس الزواج الفاشل بين الأمير تشارلز والسيدة ديانا، ظلت هذه المرأة “الذكية والعقلانية والحكيمة والحصيفة” حريصة دائمًا على ألا تحل محل زوجها المهيأ للملك أبدًا في الأماكن العامة، ولم تجرِ مقابلة قط.

ولم تلعب دوقة كامبريدج سوى دور واحد، وهو وظيفتها كملكة المستقبل من خلال دعم زوجها، ولا بد أن الاحتفال بالذكرى العاشرة لزواج القرن بين ويليام وكيت، الذي تم في 29 أبريل/نيسان 2011، سيوفر فرصة جديدة لإظهار الاستقرار العائلي المنشود.

وبفضل الحنكة والمهارة اللتين تتمتع بهما إليزابيث الثانية، أصبح يُنظر إلى السلطة الملكية من جديد على أنها حصن ضد زوابع العصر، وهذا ما عكسته استطلاعات الرأي، منذ المقابلة التلفزيونية؛ إذ فقدت ميغان وهاري حظوتهما في المملكة المتحدة، والعبرة بالخواتيم كما يقول المثل “من يضحك أخيرا يضحك كثيرا”، حسب ما ختم به الكاتب تحليله.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: