عبد الله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

لِمَ فرح السوريون بمقتل سليماني وأقام غزيون مجلس عزاء؟

عبد الله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

سألني سوري معارض: لماذا قدمت المقاومة الفلسطينية في غزة العزاء في مقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني؟!

قلت له: ولماذا فرح السوريون بمقتله؟ أجاب: لأنه مجرم يداه ملطختان بدماء السوريين، دمر بيوتهم وقراهم، ودمر أحلامهم، وشردنا في العالم كله.

قلت له: هو ذات الرجل ساهم في إعمار غزة، وأمدها بالمال والسلاح، وساعدها في الوقوف في وجه المجرمين الصهاينة.

باختصار.. هذا الرجل دمر وأحرق هنا، وعمَّر وبنى هناك! عمل طبيبًا حينًا، ومجرمًا حينًا آخر! وللسخرية فقد عمل ذلك في الجسد ذاته.

هذه هي مأساة الأمة باختصار، إنه الانقسام وتناقض المصالح.

إن أكثر شيء نجح فيه أعداؤنا هو جعل مصالحنا تتناقض؛ فما هو في صالحي، هو حتما يناقض مصالح أخي!! هي معادلة قيدتنا منذ أزمان بعيدة. وهي معادلة ليست خاصة بالأمة العربية والإسلامية، بل هي خاصة بكل أمة تضعف، وتترك لأعدائها إدارة شؤونها.

لا شك في أن السوريين يشعرون بالمرارة والغصة لإقامة مجلس عزاء في غزة لقاتل أولادهم ونسائهم، لأنهم باختصار يشعرون بمأساة غزة، ويشعرون بما يشعر به أهالي غزة من خذلان الأخ والقريب، وخذلان العالم لهم بتركهم نهبًا للوحوش، ولا يتوقعون ممن هم في مثل مأساتهمأن يظهروا مشاعر الحزن، والتضامن لمقتل المجرم الذي أبادهم.

إن ذلك بالذات ما يجعل المقاومة الفلسطينية في غزة تقدم العزاء في الرجل الذي وقف معهم، وساعدهم حين خذلهم الآخرون، ولا يستطيعون والحال هذه إدارة الظهر والشماتة، فضلًا عن الصمت.

لن يشعر بالظلم والمرارة والخذلان كما يشعر بها السوريون وأهالي غزة، ودائمًا ما يتوقع المظلوم التضامن من مظلوم مثله، وهذا بالضبط مصدر عتب وغضب السوريين، والكثيرين في العالم العربي.

إن بلاءنا العظيم في انقسامنا الذي تسبب بتناقض مصالحنا، وعدم توحدنا في تعريف مصالح الأمة والسير بها، وفي هذا المشهد المأساوي ليس هناك متسع لمزيد من الافتراق، ومزيد من الانقسام جراء اتخاذ مواقف شعورية، وفي هذا المقام يسعنا أن نعذر بعضنا البعض.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts