ماذا فعلت كورونا بأكبر موقع إلكتروني لحجز الفنادق في العالم؟

ماذا فعلت كورونا بأكبر موقع إلكتروني لحجز الفنادق في العالم؟

بعد أن كان أحد مفاخر هولندا، تحول موقع “بوكينغ” (Booking) الإلكتروني، والذي يعد الأكبر والأكثر شهرة لحجز الفنادق في العالم، إلى واحد من أكثر المواقع كرها في البلاد، بعد أن خدعت إدارته السلطات الهولندية، وأساءت استخدام الدعم المالي الحكومي الذي تلقته، والذي بلغ 65 مليون يورو في بداية أزمة كورونا العالمية.

وكان الموقع قد استلم هذا المبلغ كجزء من المساعدات الحكومية، التي قدمتها هولندا للشركات في البلاد، لمساعدتها على تخطي أزمة كورونا، وللحفاظ على وظائف العاملين في هذه الشركات، بيد أن الشركة أعلنت -بعد أشهر قليلة من تلقيها الدعم- عن تسريح ربع عدد العاملين في مركزها الرئيسي في العاصمة (أمستردام).

ويبلغ عدد العاملين في الموقع في هولندا 5500 موظف، فيما يبلغ عدد الموظفين حول العالم 17 ألفا و500 موظف.

وأثارت خطوة الشركة حينذاك عاصفة من الغضب في الإعلام الهولندي وداخل مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل النقد إلى الحكومة الهولندية ذاتها، التي حظيت بحصة كبيرة من الانتقاد؛ بسبب عدم فرضها شروطا على الشركة بمنع تسريح أي موظفين مقابل مبلغ المساعدة الذي تلقته من الحكومة.

الملايين لمدراء الشركة

وعادت قضية المساعدات الحكومية الهولندية لشركة “بوكينغ” إلى الواجهة في الشهر الماضي، بعد أن كُشف أن إدارة الشركة منحت مكافآت لبعض مديريها، تقدر بعشرات الملايين، رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يشهدها العالم، ورغم أن الشركة ذاتها قامت بتخفيض رواتب قسم كبير من العاملين بها؛ بسبب توقف السياحة في معظم دول العالم.

أعادت هذه المكافآت قضية موقع حجز الفنادق إلى النقاش العام في هولندا، ووصل هذه المرة إلى البرلمان الهولندي، إذ دعا أحد وزراء الحكومة بأن تتحلى الشركة بمسؤوليتها الأخلاقية، وتعيد مبلغ المساعدة الذي تلقته إلى الحكومة الهولندية.

واستجابت الشركة تحت تأثير الضغط الشعبي والحكومي، وأعادت مبلغ المساعدة إلى الحكومة الهولندية قبل أيام، في خطوة لا يتوقع أن تصلح الضرر الذي حدث لسمعة الشركة، على الأقل في هولندا.

وما زالت “بوكينغ” تمتنع عن الحديث للإعلام الهولندي أو العالمي، ولم ترد على أسئلة موقع الجزيرة نت.

ضربة لسمعة الشركة

وتوقع الكاتب والمفكر الاقتصادي الهولندي، مارتن أريتس، بأن “بوكينغ” تلقت ضربة كبيرة في سمعتها في هولندا؛ لكن يتوقع بأن الضرر سيكون محدودا عندما يتعلق الحديث عن موقع الشركة في السوق العالمي، والذي تهمين عليه بصورة كبيرة.

ويرى أريتس بأن الشركة ستواصل تصدرها في مجال مواقع حجز الفنادق؛ إلا أن أزمتها مع الحكومة الهولندية، ستؤذي إلى حد كبير استقطابها للمواهب، الذين ربما لا يفضلون العمل في شركة مثل “بوكينغ”، وأن هذه المواهب مهمة كثيرا في مستقبل الشركة التي ستواجه منافسة كبيرة في الأعوام القادمة.

وشدد أريتس على حساسية شركات الإنترنت العملاقة تجاه النقد، وعلى الرغم من أن تلك الشركات لا تمانع من الاعتذار؛ إلا أنه وحده بات غير كاف وبدون معنى أحيانا إذا لم يرافقه تغيير حقيقي في سياسات هذه الشركات الداخلية.

ويبدو أن الهجوم غير المسبوق على شركة “بوكينغ”، سيأخذ أشكال مختلفة، ويمكن أن يتطور إلى تحديات حقيقية لهذه الشركة، فقد تم الإعلان مؤخرا في هولندا عن إطلاق موقع جديد لحجز الفنادق يقوم نموذجه الاقتصادي على احترام أكبر لأصحاب الفنادق.

كما تجرأ عدد من أصحاب شركات السياحة في هولندا، على انتقاد “بوكينغ” علنا، وهو الأمر الذي لم يجرؤوا على فعله في الماضي، مثل آد سميت، مدير شركة سياحة في كوستاريكا، الذي شدد في صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي في انتقاده للشروط المستغلة للموقع، والتي كانت دائما ضد مصلحة أصحاب الفنادق، الذين يدفعون للاشتراك في الموقع الإلكتروني، خوفا من خروجهم من المنافسة.

كما يمكن أن تقود الأزمة الأخيرة إلى دفع واحدة من شركات التكنولوجيا العملاقة مثل غوغل، فيسبوك، وغيرها، إلى إنشاء خدمات مماثلة، خاصة أن النموذج الذي يقوم عليه موقع “بوكينغ” لا يتضمن الكثير من الابتكار.

الشركة الأكثر هيمنة في العالم

يعود تأسيس شركة “بوكينغ” إلى عام 1996، وتعد اليوم واحدة من أكبر شركات حجز الفنادق على صعيد الإنترنت، إذ تملك الإمكانية لتأجير 38 مليون غرفة حول العالم.

وبلغت أرباح الشركة في العام الذي سبق كورونا 5 مليارات يورو، علما أنها كانت تدفع من 5 إلى 10 مليارات يورو سنويا إلى محرك البحث غوغل؛ لكي يقوم الأخير بإظهار الموقع كأول خيار للباحثين عن فنادق حول العالم.

وباع مؤسس الموقع الهولندي، جيرت جان بروينسما، الشركة إلى شركة “برايسلاين” (Priceline) الأميركية في 2005 بمبلغ 110 ملايين يورو، وتقدر قيمة الشركة اليوم بـ70 مليار دولار.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: