حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

ما بعد كورونا: انكفاء وتمدد

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

قبل أن تداهمنا « كورونا « بقليل، كانت الجولة الثانية من جولات « الربيع « العربي قد حطت أوزارها، لا احتجاجات في الشارع، ولا مطالب سياسية، ولا صوت يعلو على أصوات الطبول التي دقت لمواجهة « الوباء « الذي عم الإنسانية كلها.

الآن، نحن في نهاية الشوط الأخير من المباراة « الكورونية «، لا يهم من فاز اذا كان ثمة فائز أصلا، ولا يهم «التصفيق» الذي باشره المتفرجون الجالسون على المقاعد او الآخرون الذين أداروا المشهد وتابعوه، المهم هو مواجهة لحظة الحقيقة بعد ان يخرج الناس من البيوت التي التزموا البقاء فيها لممارسة حياتهم الطبيعية، اللحظة هنا لا تتعلق بالفواتير التي سيدفعها هؤلاء، وهي اكثر من ان تحصى او اصعب من ان تسدد، وانما تتعلق بموقف الحكومات عند الإجابة على سؤال « ما بعد الوباء «، وهو سؤال صعب ومعقد ومحمل بما لا يخطر على البال من حيرة وخوف وشك، ومن مطالب واستحقاقات، ليس فقط على صعيد الاقتصاد الذي أنهكته شهور الحظر والحصار ولكن على صعيد السياسة التي تعطلت ثم تفاجأت ( هل تفاجأت حقا ؟ ) بعواصف التغيير وقد هبت عليها من اكثر من اتجاه.

من المتوقع ان نشهد مسألتين : الأولى انكفاء الحكومات على نفسها لمحاولة إزالة « آثار العدوان الكوروني « او التقليل من خسائره على مستوى الاقتصاديات العامة، ثم على مستوى « تمرير « حالة العسر السياسي او ادامة اللايقين السياسي لأطول فترة ممكنة، والمسألة الثانية تمدد الشعوب على شكل « يقظات « وفزعات واحتجاجات قد لا تكون محسوبة تماما لاستعادة توازنها والمطالبة باسترداد خسائرها، والضغط على الحكومات لتحقيق مطالبها، بدءا من الاقتصاد وصولا الى السياسة.

حركة الشارع في هذا الاتجاه – حسب تقديري – ستكون مختلفة هذه المرة، ليس فقط لان المناخات الاقتصادية والسياسية في معظم أقطار عالمنا العربي من حيث الواقع الصعب تبدو مهيأة ومناسبة وضاغطة نحو دفع الناس للاحتجاجات أكثر مما كانت عليه قبل عشر سنوات، وإنما لان انكفاء العالم، كله وانشغاله بنفسه، وعدم اكتراثه بما يحصل خارجه، سيمنح الشعوب العربية فرصة جديدة لتكرار ما فعلته في جولاتها الأولى والثانية، كما ان الضريبة الكبيرة التي دفعها المجتمع – أي مجتمع عربي – ستكون كفيلة بدفعه الى المطالبة بالتغيير، لاسيما اذا لم تتحرك الحكومات بالاتجاه الصحيح لتعويضه عما خسره في الأزمة، وهو احتمال ضعيف ليس بسبب عدم رغبة الحكومات بذلك، وانما لضخامة ما حدث من مشكلات، ولعدم قدرتها او لعجزها عن إيجاد ما يلزم من حلول لها.

لا اريد ان اشير الى احتمالات المكان الذي ستنطلق – ربما – منه حركة الناس في عالمنا العربي، ولا الى الظروف او غيرها من التفاصيل، يكفي ان أقول بأن ثمة استحقاقا جديدا لانفجار « التاريخ « الذي حدث قبل عشر سنوات بات قاب قوسين من عالمنا العربي او أدنى، هذا الاستحقاق تغذيه ازمة كورونا وتدفع عجلاته للامام، ومن واجب الحكومات العربية ان تستدركه وتحسن التعامل معه بروح « الدولة « العادلة والقادرة على اللقاء مع شعوبها في منتصف الطريق.. بدل ان تضيع رصيد الثقة الذي صبّ في خزائنها أثناء الأزمة.. وتبدأ بالبحث عن رصيد جديد.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts