مرشح الرئاسة الجزائرية عبدالقادر بن قرينة يكشف أبرز نقاط برنامجه الانتخابي

مرشح الرئاسة الجزائرية عبدالقادر بن قرينة يكشف أبرز نقاط برنامجه الانتخابي

عبدالقادر بن قرينة

سياسي ونقابي جزائري بارز، محسوب على التيار الإسلامي، ويرأس حاليا حركة البناء الوطني والتي يخوض من خلالها الانتخابات الرئاسية الحالية، شغل عدة مناصب في الحكومة الجزائرية، أهمها وزيرا للسياحة والصناعات التقليدية، ونائب لرئيس البرلمان إنه عبدالقادر بن قرينة المرشح المحتمل لرئاسة الجزائر.

وفي حوار خاص مع وكالة “سبوتنيك” قال بن قرينة: “يمثل تداول جيل الشباب على السلطة وأن التيار الفكري والسياسي الذي يملكه هو الأكثر انتشارًا في الساحة”.

واعتبر بن قرينة أن “المشهد السياسي الحالي هو مشهد تطويري لمنظومته السياسية”.

وأكد بن قرينة أن الحرك لا يرفض الانتخابات بأي شكل من الأشكال وكانت مطالبه تخليص الانتخابات من سيطرة الإدارة مشيرا إلى أن مطلب المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات تجاوزه الزمن ولا يمكن الآن وقف المسار الانتخابي.

ووعد المرشح المحتمل لرئاسة الجزائر حال فوزه بإجراء تعديل دستوري يقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية، ويخلق التوازن بين السلطات، دون توغل للسلطة التنفيذية على السلطة التشريعية والقضائية، لتأسيس نظام شبه رئاسي”.

وجاء في نص الحوار الذي أجرته وكالة سبوتنيك مع المرشح للرئاسة الجزائرية عبدالقادر بن قرينة التالي:

بداية … كيف ترى المشهد السياسي الجزائري الحالي؟

المشهد السياسي الحالي في الجزائر صنعته أحداث الحراك الشعبي الذي ثار على المنظومة السابقة، ومظاهر الاستبداد والفساد فيها، وبالتالي فإن مقياس ما قبل  22 فبراير 2019 لا يمكنها القراءة الصحيحة للتطورات الحاصلة في البلاد.

فهناك حراك شعبي سلمي واعي يتجاوز الطبقة الحزبية التقليدية نحو تغيير عميق في السلطة يستفيد من أخطاء الماضي ويؤسس لخارطة سياسية جديدة، ومن هنا يمكن القول إن مكونات المشهد السياسي الحالي في الجزائر هي الحراك وتطلعاته والانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في 12/12 القادم والتي ترشح لها من أصل 143 ممن سحبوا أوراق الترشح 5 مرشحين فقط، كانت لهم القدرة بشكل أو بآخر الحصول على التوقيعات الشعبية، وأيضا هنالك مكون الانسجام الحاصل بين الشعب والجيش الذي غير كثيرًا في طبيعة العلاقة بينهما بعد غياب الكثير من القادة الذيين يوالوون فرنسا، وأيضا هناك تأثير إقليمي ودولي بشكل أو بآخر على المشهد السياسي الجزائري.

هل ترى أن خيار الانتخابات هو الأمثل الآن؟

أعتقد أن الخيار الذي أصبح يفرض نفسه هو الخيار الدستوري الذي تنتهي مآلاته إلى العودة للشرعية الشعبية لانتخاب رئيس جمهورية تتجاوز به البلاد حالة الرئاسة المؤقتة الممثلة في رئيس الدولة، وبالتالي فقد تراجعت الخيارات الأخرى كثيرا وخاصة خيار المرحلة الانتقالية لأن القوى التي طالبت به لم تحظ بقبول شعبي، وللآثار التي يمكن أن تصاحب هذا الخيار فيما يتعلق باستقرار الدولة.

وأنا أحد المرشحين الخمسة أعتقد من زاوية النظر الخاصة بي أن هناك أربعة مرشحين + 1 هو أنا، فأنا أمثل تداول جيل الشباب على السلطة، والتيار الفكري والسياسي الذي أملكه هو الأكثر انتشارًا في الساحة والخارطة الجغرافية والديموغرافية التي تدعمني أقوى من المنافسين، وأعتبر أن المشهد السياسي الحالي هو مشهد تطويري لمنظومتنا السياسية ولذلك سأعمل على تلبية مطالب الحراك الشعبي وتوسيع قاعدة الحكم وتحقيق نقلة نوعية انطلاقًا من هذا التطور الحاصل في منظومتنا السياسية التي تتحرر لأول مرة من إكراهات الضغط الفرنسي المستمر منذ الفترة الاستعمارية.

الكثير من التظاهرات مستمرة.. برأيك هل يرفض الشارع الجزائري الانتخابات؟

الشارع الجزائري يعبر عن تطلعاته في تغيير حقيقي ومستمر وتظاهراته السلمية الواعية والشاملة لكل فئاته بدأت مليونية واستمرت لعدة أسابيع تعبيرًا عن ظاهرة وطنية في التغيير تحت شعارات “الجيش الشعب خاوة خاوة” (خاوة مصلطح يعني رغم أنف الشخص)، والوفاء للتاريخ الجزائري وموروثه السياسي والوفاء لنوفمبر كرمز لثورة التحرير وحماية الوحدة الوطنية، والانسجام الشعبي والتأكيد على إنهاء الوصاية الأجنبية على الجزائر، ومحاربة الفساد الذي دمر الاقتصاد الوطني. ولا يمكن القول إن الحراك كان له ارتباطات حزبية لأنه بعض الأحزاب رفضها الحراك خاصة تلك المحسوبة على المنظومة السابقة، وهناك أحزاب استوعبها الحراك ومنها حركة البناء الوطني التي أرؤسها.

ومن هنا يمكن القول إن الحراك لا يرفض الانتخابات بأي شكل من الأشكال وبهذا كانت مطالبه تخليص الانتخابات من سيطرة الإدارة، ووزارة الداخلية وهو ما تجسد الآن في اللجنة الوطنية المستقلة، لتنظيم الانتخابات والتي تعتبر من أهم الضمانات في شفافية الانتخابات الرئاسية القادمة، ومن هنا نتوقع أن تلعب الحملة الانتخابية دورًا كبيرًا في توجيه الرأي العام، وزيادة منسوب المشاكة الشعبية في الموعد الانتخابي القادم.

البعض يطالب بمرحلة انتقالية قبل انتخابات الرئاسة.. كيف ترى هذه المطالب؟

هذا مطلب تجاوزه الزمن ولا يمكن الآن وقف المسار الانتخابي فاللذين انخرطوا في العملية الانتخابية على مستوى التوقعات شكلوا نسبة كبيرة من المواطنين. ودعاة المرحلة الانتقالية لا يملكون إجابة حول مصدر وشرعية من يقود المرحلة الانتخابية، ولهذا نحن نعتبر أن الانتخابات هي مصدر لشرعية المؤسسات القادمة، وتحت سقف الدستور والشرعية الشعبية، يمكن أن نعالج مطالب أصحاب المرحلة الانتقالية في التعديل الدستوري وإعادة بناء مؤسسات شعبية بعيدًا عن التزوير والتلاعب، بالفعل الانتخابي، وأيضا بناء اقتصاد وطني متماسك وحر يسمح بتأمين الاستثمار الداخلي والخارجي، وتنويع شركاتنا الاقتصادية وإخراجها من النمطية القديمة التي تهيمن عليها قوى تقليدية والاستفادة من المحاور الأخرى الأكثر أمنًا.

هل تعتقد أن الأجواء السياسية الآن تسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية؟

نعم، الجزائريون أجروا انتخابات في ظروف أقسى من هذه، والشعب الجزائري يستطيع التغلب على التحدي حينما يتعلق الأمر باستقرار وأمن البلاد، أو يتعلق الأمر بثوابت الأمة وقيمها الأساسية.

أما الآن فإن الظروف القانونية والسياسية أكثر ملاءمة وأقدر على توفير الحرية للشعب الجزائري ليختار من يحكمه خصوصا وأنها أول انتخابات تجرى بدون ظاهرة الرئيس المرشح التي كانت سببًا في تزوير الانتخابات من 1995 إلى اليوم.

تعتبر الممثل الوحيد للقوى الإسلامية.. كيف ترى الأمر في ظل فشل أنظمة مشابهة بالحكم في عدة دول؟

أنا ممثل الشعب الجزائري بما فيه، من اليمين واليسار والمحافظين والإصلاحيين أو بحسب مصطلحنا الجزائري القوى الوطنية والقوى الديمقراطية والقوى الإسلامية لأنني مرشح جيل الاستقلال الذي يؤمن بأن الجزائر تحتاج إلى إصلاح اقتصادي وسياسي، لا تحكمه الأيديولوجيات النمطية وإنما تحكمه مصلحة الشعب والدولة.

كما أعتقد أننا نستفيد من أخطاء الآخرين لأن تجربة جزبي تجربة متقدمة في المشاركة السياسية والقراءة الصحيحة للمؤثرات الدولية، وفهم مفاصل تأثير القوى الدولية في منطقتنا والقراءة الصحيحة لما حدث في مصر، أو سوريا أو ليبيا، تجعلنا نرتب جيدًا عوامل العبور الآمن نحو المستقبل تحت شعار (معًا من أجل جزائر جديدة) وليس جمهورية ثانية، ونحن سنجدد ونطور منظومتنا القديمة دون أن نتنكر لموروثها الحقيقي ودون الوقوع في الفخاخ التي دمرت تجارب اليمن أو مصر أو سوريا أو ليبيا أو العراق، وحاولت تدمير تركيا وإيران.

كما أننا نؤمن جيدًا بضرورة حماية الجبهة الداخلية للجزائر، ورفع مستوى الديمقراطية فيها، وإبعاد البلاد عن العنف مهما كانت التضحيات ووسطيتنا وانفتاحنا سيجعل علاقتنا الدولية محكومة بالوفاء والمصالح المشتركة.

ما موقف الإسلاميين من القوى الإسلامية الأخرى من ترشحك؟

الشعب الجزائري شعب مسلم بعيدا عن التطرف ويحسن قراءة التجارب، ولذلك سيكون حضوري في الانتخابات قيمة إضافية تحقق الأمل للشباب وتحقق الأمل للعمال، وتحقق الأمل للمرأة انطلاقًا من قيم الاحترام لحقوق الإنسان والعدالة والمساواة وتشجيع المبادرة والإبداع والإحسان إلى الآخر والوفاء بالمواثيق والاتفاقات الدولية والحرص على السلم الاجتماعي وهذه كلها قيم يقدسها الإسلام ونحرص نحن على إعطائها في طابع عصري يتلاءم مع التطور الحاصل في العالم، لأن الإسلام ليس دين الإرهاب، وليس دين يهدد استقرار الأوطان، كما تريد أن تصدره لنا المنظومة الأمريكية الأمنية.

بهذه القيم وغيرها أنا متوجه لكل الجزائريين مهما اختلفت مشاربهم، من أجل أن أكون مرشحًا لهم.

برأيك إلى أي درجة يحتاج الجزائر تغيير دستوره الحالي؟

بدرجة كبيرة، سيكون أول ما أقوم به هو تعديل دستوري يقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية، ويخلق التوازن بين السلطات، دون توغل للسلطة التنفيذية على السلطة التشريعية والقضائية، توازن يؤسس لنظام شبه رئاسي يصبح للبرلمان فيه دور المساءلة، وحجب الثقة من الحكومة ويكون دوره يمثل الفصل الحقيقي وليس تابعًا كما هو الآن للسلطة التنفيذية، وذلك التوازن نعتقد أنه يحمي الديمقراطية من حكم الفرد ومن اللوبيات المحيطة به، والتعديل الذي أقصده في الدستور يجب أن يمر عبر حوار سياسي واسع ثم عبر استفتاء شعبي حقيقي ليكون دستور الأجيال القادمة، فالجزائر دولة محورية تحتاج إلى دستور بمقامهما وليس بمزاج رئيسها فقط.

الرئيس القادم سيحمل لواء الثورة.. برأيك كيف ستتعامل مع محاولات بوتفليقة للعودة مجددًا؟

لم تعرف الجزائر عودة نظام من الأنظمة التي انتهت، ولذلك فإن نظام بوتفليقة الآن في إطار التفكيك رغم الصعوبات، ولم يكن ذلك ممكنًا رغم الحراك السلمي، الذي قام به الشعب وحماه ورافقه الجيش الوطني الشعبي، وأدخل عددًا من رموز الفساد في نظام بوتفليقة إلى السجن.

هذا الحراك لن يسمح بعودة نظام بوتفليقة وأنا سأتعامل مع احتياجات المستقبل في بناء منظومة أمينة من الاستبداد والفساد وسأعمل على استعادة الثروة المنهوبة، ونزع عوامل الاحتكار التي حرمت الجزائر من الكثير من المصالح بسبب الرؤية الأحادية، والتبعية القاتلة.

هناك العديد من الملفات التي تنتظر الرئيس.. ما هي أهم الملفات التي ستبدأ بها لترضية الشارع؟

أنا سأعمل على الاستجابة لتطلعات الشباب، وتطلعات الشعب واضحة في أربعة مراحل؛ محور سياسي ينتج دولة قوية برقابة شعبية وتوسيع دائرة الحريات، محور اقتصادي يقوم على الطاقات المتجددة واستثمار القدرات البشرية في البلاد وتحرير التنمية، محور اجتماعي أساسه إعادة تنظيم التنمية الاجتماعية وإشراك الجميع فيها، محور ديبلوماسي يقوم على توسيع العلاقات الجزائرية وتنويعها وربطها بالملفات الاستراتيجية وتبادل المصالح الواضحة.

ما هي أبرز الملفات الخارجية العالقة التي ستعمل على حلها حال فوزك بالانتخابات؟

الملفات الخارجية أساسها محورية الدولة الجزائرية وهذه المحورية لا يمكن أن تكون حقيقية إلا بقوة الجبهة الداخلية للبلاد بما يسمح بترقية دور الجزائر في إحياء العلاقات الإفريقية وتنشيط السلم في منطقة البحر الأبيض المتوسط في ظل حقوق الشعب في الأمن وتقرير المصير، إضافة إلى ترقية العلاقات التاريخية للجزائر بما يضمن التوازن الاستراتيجي في المنطقة، لأن الجزائر تحيط بها العديد من المخاطر والتهديدات، فيما يتعلق بأمنها القومي ودورها الاستراتيجي في المنطقة.

نحن ندرك تمام الإدراك أن عهد الدولة الوطنية ذات السيادة هو الآن يواجه مخاطر لصالح دولة الشبكات، ونعتقد بأننا دولة محورية في المغرب العربي والساحل والصحراء وإفريقيا، ويجب أن يسلم لنا بذلك، ولا نقبل أن تبقى دولة جسرية تنقل رسائل من الغرب إلى الجنوب، بل دولة تساهم في السلم وتقديم الحلول والأفكار، دولة تخرج من التبعية إلى تنويع الشركات، لاسيما الاقتصادية تعم علاقاتها التاريخية مع فضائها التقليدي غير الأطلسي في إطار محور أوراجية ودول بريكس، وغيرها من الفضاءات التي لا تفرض التبعية بل تحقق الانعتاق والقطبية العالمية وأولوية القانون الدولي وليس قانون الغاب وواقع القوة.

هل تؤيد فكرة إعادة العلاقات العربية مع سوريا.. وإعادتها للجامعة العربية؟

بالطبع، نحن لم نقبل أصلا بقطع العلاقات العربية مع سوريا، فسوريا جزء هام في منظومتنا الإقليمية، والأمة العربية والإسلامية، وحليف استراتيجي للجزائر وقد لعبت دورًا تاريخيًا في دعم الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، كما تشكل ارتكازًا مستمرًا في محور الانعتاق من الهيمنة الغربية على المنطقة، وهذه الملفات نتقاسمها مع الدولة السورية، والشعب السوري، ولذلك سنعمل جاهدين في حال كنت رئيسًا للجمهورية، ليس فقط لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، بل لتضطلع سوريا بدور هام في مستقبل المنطقة، بعد استعادة أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وسوف نكون بجانبها، حتى تتجاوز أزمتها.

كيف ستتعامل مع المغرب وقضية البوليساريو؟

التعامل مع المغرب ليس مربوطًا بملف البوليساريو، فالمغرب دولة شقيقة ولابد من السعي لبناء مغرب عربي متعاون في العديد من الملفات، ليتمكن من الخروج من حالة الضعف الفردي والاستغلال الغربي لدوله كل على حدة، فمنظومة المغرب العربي قوة توازن استراتيجي بين إفريقيا وأوروبا، لكن ملف البوليساريو هو ملف شعب يريد تقرير مصيره، وفلسطين آخر نقاط الاستعمار في العالم، وملف الصحراء موجود على طاولة الأمم المتحدة، ونحن ندعم الشرعية الدولية في الحرص على تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، ودوره في الأمن والسلام والتنمية في المنطقة، بعيدًا عن أي تجاوز للقانون الدولي أو فرض حلول غير عادية على شعب يريد تحقيق ذاته وطموحاته لاسيما في جو الأمن والاستقرار والسلم.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: