مسجد بابري.. هل ينهي قرار المحكمة أطول نزاع طائفي بالهند؟

مسجد بابري.. هل ينهي قرار المحكمة أطول نزاع طائفي بالهند؟

مسجد بابري التاريخي قبل الهدم

تصاعد الجدل في الهند بعدما أصدرت المحكمة العليا حكما وصف بالتاريخي أمس الأول بتسليم أرض “مسجد بابري” في مدينة أيوديا بولاية أترابراديش شمال البلاد، من المسلمين إلى الهندوس، لتشييد معبد ضخم لهم باسم الإله “رام”.

وعمّق هذا الحكم حالة اليأس بين قرابة 180 مليون مسلم هندي وعدد كبير من الهنود المستائين مما اعتبروه تجاوزا للدستور والقانون.

واستمعت هيئة من خمسة قضاة برئاسة قاضي قضاة الهند رنجن غوغوئي، إلى دعوات المسلمين والهندوس لمدة أربعين يوما متواصلة، قبل التوصل إلى هذا الحكم.

ويعتقد الهندوس أن الموقع هو مهد “الإله رام” الذي تجسد فيه “الإله الهندوسي فيشنو”، ويقولون إنه مكان مقدس لدى طائفتهم منذ فترة أبعد كثيرا من بناء المغول المسلمين للمسجد البابري هناك عام 1528.

أرض بديلة
ومنحت المحكمة العليا المسلمين أرضا بديلة بمساحة هكتارين في مدينة أيوديا لبناء مسجد عليها، وهكذا حلت النزاع القديم الذي أثير عام 1858 بين المسلمين والهندوس.

وجاء الحكم بعد 27 عاما من هدم المسجد ووضع أصنام داخله عام 1949، إضافة لتنفيذ عمليتين إجراميتين فيه.

وأمرت المحكمة أيضا بإعداد خطة عملية لإقامة وقف لإدارة تشييد المعبد خلال ثلاثة أشهر، مع إرشادات أخرى في هذ الصدد.

وجاء الحكم في ظل انتشار أمني كبير خاصة في مدينة أيوديا، مع مراقبة شديدة لمواقع التواصل الاجتماعي، خشية وقوع صدامات بين الفريقين.

موقف المسلمين
وكان من المتوقع أن يبنى الحكم على أساس تاريخي وبراهين قانونية، خاصة أن المحكمة نفسها اعترفت بعدم هدم أي معبد بهدف إنشاء المسجد البابري، وأن المسلمين كانوا يصلون فيه حتى عام 1949 حين وضع الهندوس الأصنام داخل المسجد.

وكان موقف المسلمين دائما مع احترام القضاء وأحكامه، وواصلوا دعوة الناس إلى الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي.

وقال قادة مسلمون في مؤتمر صحفي إنهم يقدرون المحكمة لكنهم غير مطمئنين بعد النظر في نص الحكم، وقد يلتمسون من المحكمة مراجعته.

حكم مؤسف
ووصف أمير الجماعة الإسلامية في الهند سيد سعادة الله الحسيني الحكم بالمؤسف والمخالف لمقتضيات العدالة، مؤكدا أن المسلمين مؤمنون بعلوية القانون.

وأضاف “المهم أن يضمن القانون الشعور بالعدالة بين عامة الناس وذلك بإنهاء سيكولوجية الظلم من المجتمع”، مؤكدا أن مطالب المسلمين تقوم على احترام قدسية المسجد، وليس مجرد تعويض بقطعة أرض.

من جهته يقول رئيس المجلس للمسجد البابري قاسم رسول إلياس إن الحكم مثير للشكوك، معبرا عن رفضه قطعة الأرض كتعويض للمسجد.

في المقابل، رحبت الأحزاب السياسية الهندية بالحكم كسبيل لحل النزاع المتواصل منذ عقود، كما وصف الحزب الحاكم الحكم بالصبح الجديد، قائلا إن “الوحدة في التنوع”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: