مظاهرات لليوم الثاني في لبنان والحكومة تلغي اجتماعها

مظاهرات لليوم الثاني في لبنان والحكومة تلغي اجتماعها

عاد المتظاهرون صباح اليوم الجمعة إلى وسط العاصمة بيروت للمطالبة بإصلاحات اقتصادية والتنديد بالغلاء وضرائب جديدة كانت الحكومة تعتزم فرضها في إطار الموازنة الجديدة، في حين ألغت الحكومة اجتماعا كانت ستعقده اليوم لبحث تداعيات الاحتجاجات.

وقال مراسل الجزيرة جوني طانيوس إن عشرات المحتجين تجمعوا صباح اليوم بعد ساعات من إخلاء قوات الأمن وسط المدينة من المحتجين الذي خرجوا إلى الشوارع عقب الكشف عن اعتزام الحكومة تضمين الموازنة الجديدة ضرائب يستهدف بعضها الاتصالات على الإنترنت، بما فيها خدمة واتساب. 

وأضاف أن عودة المحتجين إلى وسط بيروت، لليوم الثاني على التوالي، وإن بأعداد قليلة مقارنة بالأعداد التي خرجت الليلة الماضية، تأتي وسط دعوات لمواصلة التظاهر، كما تتزامن مع دعوة الاتحاد العمالي العام في لبنان إلى إضراب عام شامل وغلق المدارس.

وتابع المراسل أن بعض الطرق التي جرى إغلاقها من قبل المحتجين في مناطق قريبة من بيروت، وكذلك في الجنوب والشمال وكسروان وجبل لبنان، لا تزال مقطوعة حتى صباح اليوم.

وفي وقت سابق اليوم، قامت جرافات بإزالة العوائق من المناطق التي شهدت فجرا اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، والتي أسفرت عن إصابة 26 من المحتجين وستين من قوات الأمن الداخلي.

وعمت المظاهرات التي خرجت الليلة الماضية معظم أنحاء لبنان، وقال مراسل الجزيرة إن بعض المحتجين رفعوا شعارات تطالب بإسقاط الحكومة.

وأشار إلى أن انفلاتا وقع في بعض مواقع الاحتجاج، كما أشار إلى أن المواجهات التي وقعت فجرا أدت إلى إغلاق ساحة رياض الصلح.

ونقل عن قوات الأمن قولها إن بعض المتظاهرين اعتدوا على الأملاك العامة والخاصة وعلى أفراد الأمن، في حين قال متظاهرون إن القوى الأمنية اعتدت عليهم؛ مما أسفر عن جرح العشرات منهم.

الحكومة تتراجع
وفي مواجهة المظاهرات، أعلن وزير الاتصالات اللبناني محمد شقير ليلا التراجع عن فرض الضريبة على خدمة واتساب، بناء على طلب رئيس الوزراء الحريري.

وانطلقت المظاهرات بعد ساعات من إعلان وزير الإعلام جمال الجراح إقرار الحكومة فرض ضريبة على الاتصال عبر تطبيقات على الهواتف الجوالة، من بينها تطبيق واتساب، على أن يبدأ العمل بالقرار بدءا من يناير/كانون الثاني المقبل.

وكانت الحكومة اللبنانية تسعى لفرض هذه الضريبة لتوفير نحو مئتي مليون دولار سنويا، رغم أن كلفة الاتصالات في لبنان تعد من الأعلى في المنطقة.

وقال مراسل الجزيرة في لبنان إن مجلس الوزراء ألغى اجتماعا للحكومة كان مقررا عقده ظهر اليوم لبحث هذه التداعيات، في ظل الاحتجاجات والإضرابات التي تشهدها البلاد.

من جهته، نقل موقع “مستقبل ويب”، القريب من تيار المستقبل، عن مصدر حكومي لم يسمه أن رئيس الوزراء سعد الحريري سيوجه رسالة إلى اللبنانيين بعد ظهر اليوم.

وعلى صعيد ردود الأفعال السياسية، نصح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رئيس الوزراء بأن تستقيل حكومته بسبب ما وصفه بفشلها الذريع في وقف تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وكان وزراء حزب القوات اللبنانية أعلنوا مقاطعتهم اجتماع مجلس الوزراء الذي كان مقررا اليوم. وقال غسان حاصباني نائب رئيس الحكومة إن القوات اللبنانية (لها أربعة وزراء في الحكومة) ستكون إلى جانب الحريري في أي خطوة يتخذها.

كما قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إنه اقترح على الحريري أن ينسحب حزباهما من الحكومة، وذلك عقب اندلاع الاحتجاجات المنددة بفرض ضرائب جديدة.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أقرت الحكومة اللبنانية رفع الرسوم على التبغ والتنباك المستورد والمنتج محليا، كما أن هناك مقترحات بضرائب جديدة على المحروقات، وزيادة ضريبة القيمة المضافة تدريجيا.

وفي تقرير نشره أمس، قال صندوق النقد الدولي إن بعثة منه زارت لبنان واقترحت على السلطات أن تشمل الإجراءات المالية زيادة الضريبة على القيمة المضافة، وتوسيع قاعدة الضرائب، وإزالة الإعفاءات، ورفع الضريبة على المحروقات، ورفع الدعم عن قطاع الكهرباء الذي يكلف خزينة الدولة مبالغ باهظة.

(الجزيرة + وكالات)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: