بشرى سليمان عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

مكيال التعليم

بشرى سليمان عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

لم يخطر في بالي يوماً أن نصل إلى الحد الذي تبخس فيه قيمة ومكانة العلم والتعليم، وأن نصل إلى الحد الذي تقاس فيه الأمور بموازين مختلفة، بحيث يتم تقييم الفشل على أنه نجاح، وأن يُنتقص من حقوق الطلبة في التعليم – سواءً كان داخل المدارس والجامعات وسواء كان تعليماً عن بُعد -، ولكننا – مع الأسف – وصلنا إلى هذه المرحلة، ربما يقول قائل أن السبب هو أزمة فيروس! وأنا أقول ربما يكونُ كذلك، ولكن السبب الأقوى أنه تمَّ اتخاذ كورونا سبباً لكل تقصير حدث، ولكل خطأ تمّ، ولا أقول عن غير قصد، لأن هذه الأخطاء صدرت عن جهات تمتلك مستوى من التعليم والخبرة الكافية والكفاءة العلمية والعملية، ولكنها وقعت في الخطأ، وأصرَّت عليه، ونعلم جميعاً العواقب الوخيمة المترتبة على هذه الأخطاء.

 لقد قامت معظم المدارس الخاصة بالتدريس عن بعد، بطريقة لا ترقى بالتعليم، سواءً كانت عن طريق الفيسبوك أو الواتس! وقامت بإعطاء اختبارات تقييمية إلكترونية مليئة بالأخطاء العلمية التي لا ترقى بالتعليم ، كل هذا وأكثر، ولم تكن لوزارة التربية والتعليم رقابة على أداء تلك المدارس.

على الجانب الآخر، كان دور وزارة التربية والتعليم متواضعاً جداً عبر المنصات التي تمَّ إطلاقها، وعبر شاشات التلفزة، إذ أن وزارة كبيرة مثل وزارة التربية والتعليم ، كبيرة بما تملك من كوادر وخبرات وإمكانيات، نراها تُستقطَب من شركات خاصة قامت بالتحكم في مشهد التعليم عن بعد، ومن هنا أرى أن الخلل كان واضحاً في مكيال التعليم، الذي ظلم الكثير من أبنائنا الطلبة

عندما أنظر في عيون طفلٍ في الصف السابع الأساسيّ، مرافقاً والده إلى محل الخضار، ويعبث بالموبايل ويقول أنه يتعلم عن بعد!! سألته، ماذا تعلمت فقال الجمع والضرب!! وسألته من تقدم للإمتحانات، فأجاب ببراءة “كلنا معاً” ، إن هذا الطفل البريء لم يتعلم شيئاً حتى اللحظة سوى العبث بجهاز الهاتف الذكي! ووزارة التربية والتعليم تقول أنها نجحت في التعليم عن بعد، عذراً منكم يا وزارة التربية والتعليم، لم ولن تنجحوا في التعليم عن بعد، بل نجحتم في المساهمة في ضياع جيلٍ كاملٍ! بل أجيال، وسوف تُسألون عن ذلك في يوم المشهد العظيم.

أما بالنسبة للجامعات الرسمية، فقد سمعنا وشاهدنا العجب العجاب، حين يرفض أحد أساتذة الجامعات إعطاء كل شعبة حقها من الوقت، وقام (ت) بجمع خمس شعب على موقع واحد في الوقت ذاته، وفي نهاية الأمر لم يطالبوا الجامعة بخمس الراتب، بل اعتبروه حقاً مكتسبًا، يبخسون الناس أشياءهم!

ربما يقول قائل، ما هذه النظرة السوداوية للمشهد التعليمي في ظل أزمة كورونا؟ وأنا أقول: إنها ليست أزمة فيروس، إنما هي أزمة أخلاق وقيم، أزمة تعليم حقيقية، وأزمة في قطاع التربية والتعليم.

عندما نقرأ الآيات الكريمة، ندرك تماماً كبف كان مكيال التعليم وكيف أنه ظلم الكثير، قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) – (الآية 85 سورة هود ).

 إن معظم الممارسات قامت على الكيل بعدة مكاييل، وبخست الناس أشياءهم، فهل من مستمع؟ وهل من قارئ؟

*الآراء المنشورة تعبّر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن وكالة البوصلة الإخبارية.

 (البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts