ياسر الزعاترة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

مناضلو «صفقة القرن»!!

ياسر الزعاترة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

هذه فئة جديدة في الساحة السياسية، ظهرت خلال الأسابيع الماضية منذ إعلان ترمب عن «صفقته» لتصفية القضية الفلسطينية، هذه الفئة تمتهن الخطابة وإطلاق التصريحات والبيانات ضد الصفقة، وتذهب من منبر إلى منبر، ومن بيان إلى بيان، ومن لقاء إلى لقاء.

وفي حين تستحق المواقف الخطابية ضد الصفقة التحية حين تأتي من القوى الحية في الأمة، أو من مستقلين، فإنها لا تستحق سوى الاستهجان حين تأتي من أناس يملكون ما هو أكثر نجاعة في المواجهة، ولكلٍّ إمكاناته بطبيعة الحال.

يتركز المشهد الذي يثير الغثيان راهناً في الساحة الفلسطينية «يشمل الأردن المهدد بالصفقة»، إذ لا يتوقف بعض الرموز عن الحديث عن الصفقة وتفاصيلها، بجانب توصيف نضالاتهم ضدها في الساحة الدولية، لكنهم من جانب آخر لا يغيّرون شيئاً في مسارهم المجرّب منذ عقود.

لقد بات واضحاً أن الصفقة قد أُعدت بعناية، وأن المعدّين كانوا يعلمون تماماً أن أحداً في الساحة الفلسطينية لن يقبلها، بل إنهم يعلمون أيضاً أن أحداً في الوضع الرسمي العربي لن يجرؤ على الموافقة عليها كما هي، وما جرى في اجتماع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي يؤكد ذلك، إذ ما من أحد يمكنه التأمين على خطة تمنح القدس كاملة للصهاينة «لا قيمة هنا لحكاية أبوديس كبلدة ملحقة بالمدينة، يُفترض أن تكون عاصمة للكيان الفلسطيني الذي يمكن تسميته دولة على سبيل المجاز، ولأجل الاحتفال». وحين نقول إنهم كانوا يعلمون أن الرفض الفلسطيني أمر مؤكد، فإنهم لم يطرحوها فقط لأجل الدعاية كي تُضاف إلى مسلسل طويل من المبادرات، بل لأجل أن يكون لها ما بعدها، وما بعدها معروف لكل ذي عقل، وقد كان في شق منه سابقاً عليها، كما هو حال نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة للكيان، والمواقف الجديدة من الاستيطان واللاجئين.

ما بعدها هو العمل على تطبيقها على الأرض دون حاجة إلى احتفالات وتوقيع، أي تكريس بنودها كواقع يتزامن مع فتح أبواب التطبيع مع العالم العربي على مصراعيها، وبذلك يتحول المؤقت إلى دائم. مخطط كهذا لا يتطلب في واقع الحال أي توقيع، وما يتطلبه بالفعل هو فتح أبواب التطبيع عربياً، وتكريس القيادة الفلسطينية لنهجها الذي سارت عليه منذ 2004، ممثلاً في تدشين هياكل دولة، وتعاون أمني مع الكيان الصهيوني، ورفض حاسم لمبدأ المقاومة، وإذا قيل إن الرفض الأخير يتعلق بالمقاومة المسلحة، فإن الواقع هو أنه رفض يخصّ المقاومة بشكل عام، بما فيها الشعبية الحقيقية التي تعني اشتباكاً مع حواجز الاحتلال، وحماية التجمعات الفلسطينية بالحشود الشعبية، وصولاً إلى العصيان المدني.

اليوم، وبعد أسابيع من إعلان الخطة، يتأكد أن اللعبة تسير كما هو مخطط لها، وأن الأمر لا يتعلق سوى بالانتخابات الإسرائيلية، وحين يتحدث نتنياهو عن تسارع قطار التطبيع، ووصوله إلى كل الدول العربية، باستثناء ثلاث منها، مع التأكيد على أن عمليات الضمّ لمناطق الغور وشمال البحر الميت والمستوطنات آتية، حين يحدث ذلك، بينما لا يتغير شيء في سياسة السلطة القائمة على التعاون الأمني، والتعويل على الضغط الدولي، فإن ذلك يؤكد أن الخطة تمضي دون توقف. حين يكون في معتقلات العدو 430 معتقلاً إدارياً -بدون قضايا- لا لشيء إلا لأنهم ينحازون لخيار المقاومة، فيما تتواصل الاعتقالات اليومية لمطاردة «شبح المقاومة»، بينما يحتفظ رموز الخطابة ضد «صفقة القرن» ببطاقات الـ «في آي بي» التي يمنحهم إياها الصهاينة، فهذا يعكس إدراكاً لحقيقة أن الأخيرين يسهّلون تمرير الخطة، ولا يقاومونها، وذلك بعملهم الدؤوب على منع الانتفاضة الشاملة، والتي يعرف الجميع أنها الوحيدة القادرة على إفشال الخطة بكل تفاصيلها، وقلب الطاولة في وجه الغزاة وداعميهم ومن يتواطؤون معهم. النتيجة أن بداية المواجهة مع مخطط تصفية القضية تكمن في تغيير نهج قيادة السلطة أو تغييرها هي ذاتها، الأمر الذي تتحمّل مسؤوليته حركة «فتح»، أكثر من أي أحد، ثم القوى الأخرى وعموم الشعب الفلسطيني، الذي ينبغي أن يعاقب قيادة عاجزة وجبانة، ولا يواصل الفرجة على عبثها بمصير القضية.

(العرب القطرية)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts