من يجبر القلوب المكسورة؟

من يجبر القلوب المكسورة؟

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 60

د. عبدالحميد القضاة

من يجبر القلوب المكسورة ؟

  • الدكتور الجراح “بول اودلف” رئيس جمعية اختصاصي العظام الامريكية الأسبق”، طبيب حاذق، ورغم أنه نادرا ما يذهب إلى الكنيسة، إلاّ أنّه يعتقد بأن الإيمان بالله والثقة به وبقدرته من أهم عوامل سرعة شفاء المرضى بعد الأخذ بكل الأسباب الطبية الصحيحة.
  • في أحد الأيام حُملت اليه عجوز مكسورة، فعمل لها كل ما يلزم جراحياً، وكان يتفقدها يومياً ويجلس إليها لخفة دمها ودماثة خلقها وتفائلها، وقد بهرته في سرعة تماثلها للشفاء.
  •  استطاع أن يُخرّجها من المستشفى بعد نصف المدة المقررة لمثلها، وكتب لها ما يلزمها عند خروجها من المستشفى يوم الأحد، وودعها وهي في غاية السعادة والفرحة وانصرف.
  • مساء نفس اليوم “الاحد” استُدعي الدكتور”بول” من إجازته على عجل إلى المستشفى ، لتقول له الممرضة إنّ العجوز تحتضر، وعندما وصل وجدها تلفظ انفاسها الأخيرة، ليقف أمامها مشدوها يُكلم نفسه، يا ألهي ما الذي حصل، تركتها قبل سويعات في أحسن حال!!.
  • لم تطل حيرته بعد ما عرف الحقيقة، حيث كان للعجوز إبنة وحيدة، وقد وضعت كل أملها بإبنتها وربطت سعادتها بها، وعندما حضرت البنت وزوجها إلى المستشفى لزيارتها، بشّرتهم الممرضة بقرار الطبيب، فانتحت البنت بزوجها جانباً وتهامسا قليلاً، ثم عادا إلى الأم الفرحة لتقول لها إبنتها: أننا قررنا أن نأخذك من هنا إلى ملجاء العجزة، فصُعقت الأم من هول ما سمعت وشهقت من أعماقها، وانهارت ودخلت في صدمة اودت بحياتها.
  • عندها قال الدكتور “بول” كلمته المشهورة: الطب يجبرُ العظام المكسورة، ولكن من يشفي القلوب المكسورة غير الله!، لو أنها وضعت أملها وسعادتها بخالقها فلن يخذلها .!

                         صقل الإنسان قبل البنيان

  • ماذا يستفيد الوطن من العمارات العالية والأبراج الشاهقة وناطحات السحاب، إذا كان ساكنوها بلا قيمٍ وإنتماءٍ حقيقيٍ، فهذا سور الصين العظيم، أحد عجائب الدنيا السبع، الذي استغرق بناؤه كاملاً 2300عاماً. تم تشييده لتحصين الصين وحمايتها، وصد العدوان عنها.
  • التاريخ يذكر أنه تم إجتياح الصين بعد ذلك ثلاث مراتٍ، وفي كل مرةٍ لم يكن دخولُ الأعداء بإجتياح السور؛ بل من البوابات الرئيسية، وذلك بسبب خيانة الحُراس وشراء ذممهم .
  • لم يُجدِهم نفعاً تشييدُ البنيان، لأنهم أهملوا صناعةً الإنسان، فقد صدق الامبراطور حين قال بعدها كلمته المشهورة : “ليتنا إنشغلنا برفع القيم قدر إنشغالنا برفع الأحجار”، فصقلُ الإنسان وتربيته قبل البنيان، وتمتينُ الوجدان قبل الجدران .

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: