نخب تحذر: مزاج الشارع لم يعد يحتمل ويجب إنقاذ مستقبل الأردن من الارتهان للاحتلال

نخب تحذر: مزاج الشارع لم يعد يحتمل ويجب إنقاذ مستقبل الأردن من الارتهان للاحتلال



عمان – خاص – البوصلة
حذرت نخبٌ سياسية في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” من أنّ مزاج الشارع الأردني وصل لمرحلة لم يعد يصدق فيها حتى الحقائق الدامغة طالما صدرت عن الحكومة، مطالبين في الوقت ذاته أن يستمع صنّاع القرار والمشرعون في مجلس النواب لنبض الشارع الغاضب تجاه اتفاق النوايا التطبيعي مع العدوّ الصهيوني، وعدم الرضوخ للضغوط الخارجية وعلى رأسها الضغط الأمريكي الذي يمثله اليوم المبعوث الأمريكي جون كيري عراب الاتفاق.


وأكدت النخب على أنّ زيارة كيري تحتمل عدة سيناريوهات تتفاوت فيما بينها لدرجة التململ الأردني لإلغاء الاتفاق وقد تصل إلى تحسين شروط الاتفاق لدرجة تمنح صنّاع القرار على تسويقه للشارع مع تحقيق فوائد كبيرة للأردن.
كما طالبوا مجلس النواب الأردني بإنقاذ الموقف من مسار صهينة الأردن وربطه بالاحتلال طالما بقي هذا المسار مستمرًا، لا سيما وأن المجلس على حد تعبيرهم عودنا على المواقف الكلامية، وأجل جلسته لمناقشة اتفاق النوايا لأسباب مجهولة بعضها ربما يتصل بالفعاليات الاحتجاجية الشعبية الحاشدة المنوي عقدها أمام المجلس وتزامنها مع “زيارة كيري”، الأمر الذي يدعو لوضع علامات استفهام حول قرار التأجيل.


ردة فعل الشارع الغاضب ومجلس النواب على المحك

وقال أستاذ الصراعات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني في تصريحاتٍ إلى “البوصلة”: إن “المزاج العام في الأردن وصل لمرحلة لم يعد يحتمل أو يصدق حتى الحقائق الدامغة طالما صدرت عن الحكومة”، بعد اتساع فجوة الثقة مع الحكومة، مؤكدًا على “ضرورة عرض اتفاق النوايا ومناقشته في مجلس النواب، لأننا رأينا كيف كانت ردة فعل الشارع الغاضب تجاهه”.


وأكد المومني بالقول: “بتقديري الخاص، لن تكون الأمور من السهولة بمكان فيما يتعلق بقضية الرأي العام تجاه الاتفاق”.
ونوه المومني إلى أن “اتفاق النوايا يعني أن هناك قضايا باتجاهات محددة يجب إنجازها”، موضحًا أن “هذه النوايا يجب أن يتبعها مفاوضات وتفصيلات، ودائما في المفاوضات الشيطان يأتي في التفصيلات”.


وقال: “إن اتفاق النوايا أو رسالة النوايا أو إطار العمل أو سمّه ما شئت لا بد أن يكون هناك مفاوضات تؤدي إلى اتفاق نهائي ورسمي ملزم للأطراف في حال تم التوقيع عليه”.
ونوه إلى أنه “في سياق المفاوضات قدد تتعثر الأمور وقد تبرز خيارات أخرى، لكن نعلم أن الولايات المتحدة بدون شخصنة القضية بجون كيري لطالما لعبت دورًا وتقدم نفسها كوسيط للعملية السلمية”، مضيفًا: بالتالي كيري هو المبعوث الخاص للبيئة، وهذا الاتفاق قدم ضمن اتفاقيات تتعلق بالبيئة والطاقة النظيفة وجاء الاتفاق على واقع الاهتمام الدولي الذي حصل في مؤتمر المناخ مؤخرًا.


وأشار إلى أن مؤتمر المناخ الذي عقد في مدينة غلاسكو في اسكتلندا الشهر الماضي، أقرّ مخصصات مالية تقدر بالبلايين للدول الفقيرة لمساعدتها للتعاطي مع قضية المناخ، مشيرًا إلى أن “الاقتصاد الأردني يعمل في هذا الجانب للحصول على الدعم”.


ماذا وراء زيارة كيري؟

وأكد المومني أن زيارة المبعوث الأمريكي جون كيري للاردن تحتمل عددًا من الأوجه، فقد يكون يكون جاء للحديث حول تفاصيل متعلقة باتفاق النوايا، أو أنه جاء للحديث حول مواضيع وتفاصيل أخرى متعلقة باتفاقيات أخرى تتعلق بمخرجات مؤتمر المناخ في بريطانيا.
وشدد أستاذ الصراعات الدولية على أن “الأردن يأمل أن يكون له حصة من هذا المساعدات”.
وحول تأجيل جلسة النواب رآى المومني أنه “قد يكون من الحصافة تأجيل جلسة مناقشة اتفاق النوايا إلى ما بعد زيارة كيري، لاتضاح الأمر”، وذهب لأبعد من ذلك بالقول: “وقد يكون وصول كيري مؤشرًا على أن الأردن بدأ يفكر بالتخلي عن اتفاق النوايا”.


وأشار إلى أنه “قد يفسر حضور كيري للضغط على الأردن للمضيّ قدمًا بعد أن رأينا ردود فعل الشارع الأردني الغاضبة”.
وفي سيناريو آخر، لم يستبعد المومني أن يكون التخبط الحكومي الذي شهدناه إزاء اتفاق النوايا وازدياد فجوة الثقة بين الشارع والحكومة جعل صانع القرار يعيد التفكير في انعكاسات اتفاق النوايا وإمكانية أن يخدم الأردن وتأثيراته السلبية على الوضع الداخلي.
وفي نهاية حديثه أشار المومني إلى أنه “من الممكن أن وجود كيري يأتي في سياق تقديم شروط ذات أفضلية لكي يستطيع صانع القرار تسويق الاتقاق للشارع الأردني وإقناعه به”.


مستقبل أسود للأردن إذا ما ارتهن لدولة الاحتلال
من جانبه استنكر منسق حملة “غاز العدوّ احتلال” الدكتور هشام البستاني في تصريحاته إلى “البوصلة” تأجيل مجلس النواب لجلسة مناقشة اتفاق النوايا التطبيعي، مطالبًا المجلس بالوقوف أمام مسؤولياته وإنقاذ البلد من مستقبل أسود إذا ما استمر مشروع صهينة الأردن ورهنه لدولة الاحتلال.


وقال البستاني: “بكل أسف، مجلس النواب عودنا على المواقف الكلامية فقط، دون أن يستخدم صلاحياته القانونية المنصوص عليها في الدستور التي تخوله الزوايا الرقابية والتشريعية والتي من خلالها يستطيع فعلا لا كلامًا وخطابات أن يسقط كل اتفاقيات العار من اتفاقية وادي عربة وصولًا لاتفاقية الغاز إلى إعلان النوايا المتعلق بالمياه وأن يحافظ على سيادة الأردن وأن يهيئ البنية التشريعية من أجل تحفيز الاستثمار في قطاعات الطاقة السيادية وتعزيز الخيارات الوطنية فيما يتعلق بالطاقة والمياه”.


وأضاف: “تأجيل جلسة النواب في آخر لحظة من الليل وقبل الجلسة بساعات قليلة، وأن يتزامن ذلك مع الوقفات الاحتجاجية صباح اليوم أمام مجلس النواب ورغبتنا في حضور الجلسة على الشرفات، وأن يتزامن مع حضور جون كيري عراب الصفقة، وكان يقف خلف منصة توقيع اتفاق النوايا في اليوم ذاته، ولقائه مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية، نعتقد أن هذه الأمور هي التي أثرت بشكلٍ أو بآخر، وهي ضاغطةعلى الأردن والحكومة اليوم، خصوصًا وأن زيارة كيري تتمحور حول الأحاديث ذاتها المتعلقة باتفاق النوايا”.
وأوضح أنه “عندما نطالع التصريح من السفارة الأمريكية واضح الحديث عن المياه والكهرباء والطاقة المتجددة، وهو الكلام ذاته الذي أعلن في اتفاق النوايا، وجاء في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي”.


وحذر البستاني من أن “هناك أمرًا ما يحاك، والتأجيل يخدم هذا السبب”، مؤكدًا بالقول: “نحن نعرف سابقًا أن هناك تدخلات من السلطة التنفيذية وأصحاب القرار في قرارات مجلس النواب، بشهادة النواب أنفسهم، ونتذكر حزب الألو وحديث رئيس مجلس النواب الحالي أن المجلس مجرد ديكور ولا يخدم إلا حالة استعراضية”.


هل يحافظ مجلس النواب على مواقفه الرافضة للتطبيع؟
وعبر منسق حملة غاز العدو احتلال عن أمله في أن يحافظ رئيس مجلس النواب على مواقفه السابقة، فعبد الكريم الدغمي أحد مؤيدي حملة غاز العدوّ احتلال ومطالبها، ومعارض لاتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني، ونتذكر عندما حمل شعار الحملة داخل المجلس النواب ووضعه أمامه.
ووجه البستاني رسالة إلى مجلس النواب قائلا: “اليوم نطالبه بتحويل هذه المواقف إلى أفعال حقيقية خصوصًا وأن مجلس النواب يمتلك الصلاحيات الدستورية، ونحن كشعب لا نمتلك هذه الصلاحيات، ولكن المجلس يمتلك هذه الصلاحيات ونريده أن يفعل هذه الصلاحيات لينقذ البلد من مصيره الأسود، الذي ينتظره في حال بقي هذا المسار، مسار صهيننة الأردن وربطه بالكيان الصهيوني، قائمًا وفعالًا”.


وأكد أن “فعاليتنا مستمرة في الاعتصام أمام مجلس النواب الأربعاء في العاشرة صباحًا لرفض كل اتفاقيات العار والتطبيع مع الصهاينة”.
وقال البستاني في ختام تصريحاته لـ “البوصلة”: سنضغط للحضور على الشرفات في جلسة مجلس النواب يوم الأربعاء، وسنتابع مواقف كل نائب وسنرصد ماذا سيقول كل واحدٍ منهم، ونسجل مواقفهم أمام الشارع الأردني ليحاسبهم على تلك المواقف.


(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: