الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)
حدث في المملكة المتحدة في 25 ديسمبر من عام 1937 م أن أُلغيت مباراة في كرة القدم بعد وقت قصير من انطلاقها، بسبب انتشار ضباب كثيف حجب الرؤية تمامًا.
غادر اللاعبون أرض الملعب كليا باستثناء حارس المرمى “سام بارترام”، الذي لم يسمع صفارات حكم المباراة بسبب صخب الجماهير الغفيرة خلف مرماه.
ظل سام يحرس مرماه متحفزًا لأي تسديدة مباغِتة لمدة 15 دقيقة، قبل أن يأتي إليه أحد رجال أمن الملاعب لإخباره بقرار إلغاء المباراة، وأنهم غادروا الملعب منذ ربع ساعة!
عندها وبصوت لا يخلو من نبرة الحُزن قال الحارس: “يُحزنني أن ينساني رفاقي، وأنا أحرسهم بكل أمانة.. لقد ظننتُ أننا كنا نُهاجم طول الوقت”!.
فكم من أب وأمّ حرسوا فلذات أكبادهم، وسهروا عليهم ليال وليال، بل سنوات وسنوات… ولكن للأسف بعد أن كبروا،عقّهم أبناؤهم ودفعوا بهم إلى ملاجئ العجزة!!.
كم بقينا نحرس ظهورًا غادرتنا منذ اللحظة الأولى!، وكم دافعنا عن أناس هاجمونا عند أول اختلاف!، وكم ضيعنا حياتنا من أجل أشخاص لا يقدّرون تضحياتنا!.
فلا تنس ولا تتجاهل من يحرسُك ويدعمُك ويدافعُ عنك.. فإن فقدتَ هؤلاء الاشخاص هُزمتَ في أول مباريات الحياةِ.
كنيسة العظام البشرية
من بين المعالم المفتوحة للزوار في مدينة إيفورا البرتغالية، نجد كنيسة كابيلا دوس أوسوس
(La Capela Dos Ossos)، التي بناها راهب فرنسيسكاني بالكامل من العظام البشرية، من عظام الموتى الذين جرى دفنهم في مقبرة بالقرب من مكان بناء الكنيسة. تضم هذه الكنيسة أيضا جثتين مجففتين معلقتين على الجدران بسلاسل، وإحدى هاتين الجثتين تعود لطفل، تحوي هذه الكنيسة على ما يقارب خمسة الآف هيكل عظمي بشري من مختلف الأعراق الذين سكنوا تلك المنطقة في القرن الخامس عشر.
المحروم من سُئل فبخل
رأيتُ أعرابيًا في طريق مكة يسألُ الناسَ ولا يعطونه شيئًا، وبين يديه صبيٌ صغيرٌ له،
فلمّا ألحّ وأخفق قال: ما أراني إلاّ محرومًا، فقال الصبيُ: يا أبتِ، المحرومُ من سُئل فبخل، ليس من سأل فلم يُعط، قال: فعجب الناس من كلامه، وأقبلوا يهبون له حتى كسوه!.