بقلم د. عبدالحميد القضاة
الصبرُ سلاحُ الداعيةِ
- ❖ بعث الله يونس بن متى إلى أهل نينوى من أرض الموصل، فدعاهم إليه، فكذّبوه وتمردوا عليه، فلمّا طال ذلك عليه، خرج من بين أظهرهم قبل أن يأذن الله له، ظانا أنهم لن يهتدوا.
- ❖ كان يتصور يونس أنّ الله لن يُعاتبه على صنيعه، فركب البحرَ في قارب مع مجموعة من الناس، وفجأة هاجت الأمواج، فقرر الركاب أن يرموا بأحدهم في البحر ليهداء القارب، وبعد ثلاث مرات من القرعة، كان يظهر اسم يونس، فنزل إلى مصيره في بطن الحوت .
- وعليه لا بدّ أنّ نوقن بأننا إذا عصينا الله أو خالفناه سنُعاقب، قال تعالى: ” من يعمل سوءاً يُجزٓ به “، واللهُ إذا عاقبك على الذنب في الدنيا، فهو يُريد تطهيرك وليس الانتقام منك ..!
- ❖ أمر الله حوتاً أن يبتلع يونس فلا يكسر له عظماً، ولايأكل منه لحماً، فلم ينفعه حينها شيء كما نفعه الإيمان بالله وعمله الصالح، فاجعل لك مع الله زادا ينفعُكَ في حوت أحزانك، واعلم حينها أنّ الله عز وجل قد يبتليك ليرفع لك قدراً ويغفر لك ذنباً، فلمّا أدرك يونس أنّه في مكانٍ لا يراه ولا يسمعه أحدٌ، وعلم يقيناً أنّه لا ينفعه إلاّ الاستغاثة بالله وحده، وأنّ لا مفرّ منه إلاّ إليه قال:
- ❖ “لا إله إلاّ أنتَ سبحانكَ إنّي كنتُ من الظالمين”، كلمات خلّدها الله، تُشعّ بالنور، تروي الظمآن، وتُغيث الملهوف، اغرسها في قلبك، ففي ضيقك لن ينفعك إلاّ الله، في عُسرك لن يُغنيك إلاّ الله، في أمنياتك لن يعطف عليك ويُحسن إليك أحد إلاّ الله، فلا تطرق بابَ غيره.
- فلا تظننّ أن لك ذنباً عظيماً لن يغفره الله، ألقِ حِملك على الله، وتذكر أنّه لن تُمحى أخطاؤك حتى تعترف بها، ولن تُغفر لك ذنوبك حتى تتبرأ منها، فالسائرٌ إلى الله بقلبه، أحلامه مُحققة
- ❖ والعجيب أن يونس عليه السلام لمّا رجع من بطن الحوت وكربه، وجد قومه قد آمنوا بالله، فلا تيأس أيها الداعية من هداية أحد مهما كان مُعرضا مذنباً ومعرضا، فالصبرُ مفتاحُ الفرجِ .
هل تعلم ؟
- ❖ يختلفُ لونُ الجلدِ من شخصٍ لآخر تبعاً لكميـة صبغــة الميلانين وتوزيعها في الجلد، وهذا الإختلاف بحد ذاته إعجازٌعلميٌ عظيم، ذكره الله في القرآن حيث يقول: ” وَمِنْ آيَاتهِ خَلْقُ السَّـمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتـِلَـافُ أَلْسِـنـَتِــكُــمْ َواَلـْوَانـِكُـمْ إِنَّ فِـي ذَلـِكَ لَآيَـــاتٍ لـِلْـعَـالـِمـِيــــنَ”.
نصيحة
- ❖ المراقبة المستمرة تُضايق الطفلَ وتُثقل عليه، فاترك له شيئا من الحرية، واجتهد في إقناعه بأنّ هذه الحرية ستُسلب منه وسيُحرمها إذا أساء استعمالها .