نشرة “فَاعتبِرُوا” 138

نشرة “فَاعتبِرُوا” 138

بقلم الدكتور عبدالحميد القضاة

                             هداياَ العُمالِ غُلُولٌ

  • بعضُ الموظفينَ يستغلونَ مواقعم الوظيفية، ويقبلون الهدايا من مراجعيهم، والأصلُ أنّ من تولى مسؤوليةً، أنّه يحرمُ عليهِ قَبولَ هديةٍ، جاءته بحكم مسؤوليته تلك أو وظيفته العامة.
  • ويدل على ذلك ما ورد في الحديث الذي رواه الشيخان حيث يقول: إستعمل النبي رجلاً من الأزد، يُقال له أبن اللتبية على الصدقة، فلما رجع قال : هذا مالكم، وهذا أهدي إليَّ، فقام النبي فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول: هذا لك وهذا لي؟، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدى له أم لا؟، والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيءٍ إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رُغاء أو بقرة لها خُوار أو شاة تيعر”.
  • ويقول الإمام النووي: في هذا الحديث بيانٌ أن هدايا الموظفين حرامٌ، ولهذا ذكر عقوبته وحمْله ما أُهدي إليه يوم القيامة، وقد بين أنّ السبَبَ في تحريم الهدية عليه أنّها بسبب الولاية .
  • وما ورد أن رسول الله قال: “ هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ ” أي خيانة، والحديثُ واضحٌ حيث يقول “من إستعملناه على عملٍ فرزقناه رزقاً، فما أخذ بعد ذلك فهو غُلُول” وهي الرشوة بعينها.
  • وبعض الموظفين في بلادنا للأسف يتهافتون على ذلك، هل من جهلٍ أم من طمعٍ؟، فليتخففوا من أحمالهم قبل يوم القيامة، ولا عُذر لأحدٍ، ولن تُقبل له حجة ،”فالحلالُ بينٌ والحرامُ بين” .

                                 إلى مزبلةِ التاريخِ

  • سبعون قاضيا فقيها أفتوا بقتل الإمام أحمد بن حنبل في محنة خلق القرآن، قالوا للخليفة “يا أمير المؤمنين، أتكونُ أنتَ وقُضاتُكَ وولاتُكَ والفقهاء والمفتون كلّهم على الباطل؟، وأحمد وحدهُ على الحقّ؟!”، وبلغ الأمرُ بأحدهم من الفجور أن قال مشيرا على الخليفة العبّاسيّ: ” اقتله يا مولاي! وعليّ دمهُ يومَ يقومُ الأشهادُ “!، لكن من هُمّ هؤلاءِ السبعون قاضيا ؟ ما أسماؤهم ؟، نسيهم التاريخُ بل وضعهم في مزبلته لوقوفهم مع السلطان الظالم ، وخُلّد بن حنبل لوقوفه مع الحق، وبقي اسمه شامخًا علمًا من أعلام الأمة الإسلامية ، اسلك طريقَ الحقِ ولا يغركَ قلةُ السالكينَ، وإياكَ وطُرقِ الباطل، ولا يغركَ كثرةُ الهالكين .

​                                         من هُم جيرانُ اللهِ؟

  • يُنادي المنادي يومَ القيامةِ “ليقم جيرانُ الله في داره”، فيقومُ ناسٌ وهم قليلٌ، فيُقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟، فيقولون: إلى الجنة، فيقولون: قبل الحساب؟، قالوا: نعم، فيقولون: بمَ استحققتم مجاورة الله في داره؟، فيقولون: “كنا نتزاورُ في الله، ونتجالسُ في الله، ونتبادلُ في الله عز وجل”، فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، فكيف نفرّط ببعضنا وهذه اجورنا يوم القيامة؟، (البداية والنهاية لابن كثير).

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: