حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

نعم الصحافة مستمرة، ولكن..؟!

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

استطرادًا لما ذكره الصديق الاستاذ محمد داودية في مقالين متتابعين  بعنوان «الصحف مستمرة عشرين عاما قادما»، استوقفتني جردة الحسابات التي قدمها في اتجاهين : اتجاه ما تقدمه الصحف من خدمة عامة للدولة والمجتمع، وهي بالطبع في صميم واجبها الوطني لكنها لا تقدر بثمن، والاتجاه الاخر ما قدمته الحكومات لمؤسسات عامة من مساعدات ساهمت في انقاذها، فيما ظلت الصحافة بعيدة عن «عين» الحكومات حيث تركتها في الغالب تقلع اشواكها بيديها.

 صحيح ان المحنة التي تمر بها صحافتنا الورقية ليست معزولة أبدا عن سياق «الأزمات» التي تعاني منها الكثير من مؤسساتنا الكبرى، فهي جزء منها وانعكاس لها، أثرت فيها وتأثرت بها، لكن ما حدث لهذه المؤسسات الصحفية يبدو مختلفا من زاويتين: الاولى  داخلية تتمثل بإصرار هذه المؤسسات على «الصمود»سواءً من خلال «التكيف»مع المستجدات السياسية واضطراراتها المعروفة، أو من خلال «تجرد» معظم العاملين فيها من إغراءات المجال الخاص وظروفة الصعبة للانحياز الى قضايا الشأن العام رغم ما تعرضوا له من محاولات للزج بهم في «حقل» الصراعات.

الزاوية الأخرى تتعلق بالمحيط الذي اعتقد بعض الفاعلين فيه أن ما قدمته تلك المؤسسات اقل من «الواجب» وبالتالي فقد جرت محاولات لتحميل هذه الصحف (وسائر وسائل الإعلام) مسؤولية ما حصل من انفلات في الخطاب العام أو الممارسات العامة، كما جرت محاولات أخرى لإضعافها وإثقال كاهلها بمزيد من الضرائب، وبدل من أن ترد الحكومات لهذه الصحف التحية بأفضل منها ردت عليها بأدوات أخرى…أقلها الصمت على محنتها وعدم مدّ يد العون لها (كاستثمار وطني) في إطار القانون…لا من خارجه.

اعرف انه من الصعب أن تكتب عن محنة الصحافة وأنت داخلها وتعايشها، لكن أي خسارة هذه التي يمكن أن تقع لو أحس العاملون في هذه الصحف أنه لا مستقبل لهم ولا لأولادهم في هذه «المهنة»، ثم بقيت الدولة بلا «أذرع» إعلامية تدافع عنها وتتبنى سياساتها وتنهض بمسؤوليتها الوطنية في عصر أصبح فيه الإعلام «طرفا» أساسا في معادلة الهدم والبناء؟!

 وأي خسارة لو صحا المجتمع الذي بنى هذه الصحف واعتمد عليها في تشكيل»وعيه»ومعرفة ما يدور حوله، وقد غابت أو تعرضت» للإضعاف» والتهميش، لا شك أن صدمة الخسارة ستكون كبيرة، وأن مشهدنا المحلي سيختلف سياسيا واجتماعيا، وسيكون أكثر فقرا أيضا؟!

يعرف «العاملون» في الصحف تفاصيل كثيرة عن المحاولات التي استهدفت «اضعاف» مؤسساتهم، ولكنهم احتملوها وتمسكوا «بشرف» المهنة الذي يمنعهم من «الجهر بالسوء»، إلى أن أصبحت أوضاع هذه المؤسسات المالية والإدارية اسوأ من أن تظل في دائرة «الكتمان» أو أن تعالج بالإجراءات الداخلية المعروفة، عندها أصبحت القضية لا تتعلق «بالدفاع عن الحدود» بما تعنية هذه الحدود من مطالبات معاشية او تدريبية او اختلافات في وجهات النظر، بل بالدفاع عن الوجود، لا مجرد الوجود العياني فقط، بل الوجود الوطني والمهني والأخلاقي ايضا.

 قلت -واكرر – إنني أكتب من»داخل» المحنة التي تمرّ بها الصحافة، والمحنة أدق وصفا من (الأزمة)، لذلك تجاوزت عن كثير من التفاصيل، خذ مثلا: «السوق»التنافسي في المجال الإعلامي في ظل ثورة الانترنت والاتصالات، التكاليف الباهظة التي تدفعها الصحف على الورق والضرائب، و «رخص» الإعلانات الحكومية…وغيرها، الآن السؤال الأهم الذي يجب أن نجيب عنه هو: هل تريد الدولة أن تحمي هذه المؤسسات لكي تستمر وتؤدي دورها الوطني أو أنها ستترك وحدها تصارع التحديات وتواجه المصاعب دون أن يتدخل أحد لمساعدتها على «الصمود»؟

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts