نواب تونس يبدأون التحرك عالمياً.. فهل يعود البرلمان؟

نواب تونس يبدأون التحرك عالمياً.. فهل يعود البرلمان؟

البرلمان التونسي

أعاد تصريح رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، بخصوص عودة نشاط مجلس النواب، مصير المؤسسة التشريعية إلى الأضواء، بعد أن علق رئيس البلاد قيس سعيّد جميع اختصاصاتها منذ 25 تموز/ يوليو الماضي.

والسبت، أعلن الغنوشي أن البرلمان عائد “أحب من أحب وكره من كره”، مشددا أن البرلمان يبقى مؤسسة تشريعية منتخبة حققت إنجازات كثيرة، فيما لا يزال مصير مجلس النواب مجهولا.

ومازالت أبواب البرلمان التونسي موصدة أمام أعضائه منذ إعلان سعيّد تجميد اختصاصات البرلمان، ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه للنيابة العامة، وإقالة رئيس الحكومة والحكومة، وتشكيل أخرى جديدة عَيَّنَ هو رئيستها، في 25 تموز/ يوليو.


وتزامنت تصريحات الغنوشي مع مشاركة عدد من النواب التونسيين في أعمال الجمعية الـ143 للاتحاد الدّولي للبرلمانيين، المنعقدة بالعاصمة الإسبانية مدريد حتى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، في أول نشاط رسمي منذ تجميد اختصاصات البرلمان في تونس.

وشارك كل من أسامة الخليفي (قلب تونس)، وفتحي العيادي، وماهر المذيوب (حركة النهضة)، وعصام البرقوقي (المستقبل)، وزياد الهاشمي (ائتلاف الكرامة)، في اجتماع الاتحاد الدولي للبرلمانيين.


وفي تصريح لـ”عربي21“، أكد عضو البرلمان ماهر مذيوب أن “كل نائب شعب لديه نيابة من الشعب يتحرك ضمن الدستور والقانون داخل تونس و خارجها، و لا يحتاج لإذن أو طلب موافقة على عمل من أي جهة كانت”، مشددا أن مؤسسة رئاسة  مجلس نواب الشعب لديها أعمالها وتنشر ما تقوم به.


وكان الغنوشي أكد أنه تلقى دعوة للمشاركة في أعمال الجمعية الـ143 للاتحاد البرلماني الدولي الذي انعقد بإسبانيا لكنه فضل عدم تقديم طلب للسفر لرئيس الجمهورية كما جرت العادة حتى لا يتحول الصراع إلى صراع بين قيس والغنوشي إذا ما رفض سعيد الموافقة لأنه يعتبر أن الصراع الدائر حاليا هو صراع بين الديكتاتورية والحرية، على حد تعبيره.


وأوضح مذيوب: “مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية لديه علاقات دولية عريقة و راسخة رسوخ الجمهورية، وحضورنا في الدورة الـ143 للاتحاد البرلماني الدولي طبيعي ومستمر، ونحن نشارك في كل فعاليات المؤتمر ونعمل في كل المحطات للتعريف بقضية مجلس نواب الشعب والانتهاكات الخطيرة التي يواجهها  النواب و المؤسسة”.


وبخصوص التنسيق بين أعضاء البرلمان في ظل تجميد اختصاصاته، قال مذيوب: “نحن نواب شعب وبطبيعة الحال نتحدث مع بعض وننسق أعمالنا، فلسنا جزرا منفصلة، نؤمن بالدستور والقانون، هناك أغلبية وهناك معارضة، و كل يتحرك و يعمل ضمن ما يؤمن به”.


وخلال أعمال الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للبرلمانيين، قال النائب التونسي فتحي العيادي: “نعم نحن جميعا من أجل الديمقراطية للجميع، لأجل ذلك يكون من واجبي اليوم الحديث عن شعب تونس وتجربته الديمقراطية التي أعدمتها إجراءات 25 تموز/ يوليو من هذه السنة فهو يناضل من أجل استعادتها”.


وأضاف: “إن عالمنا يواجه جائحة كورونا ونحن في تونس نواجه جائحة كورونا وجائحة الديكتاتورية”.

واعتبر العيادي أن ما أعلنه سعيّد في 25 تموز/ يوليو وما تلتها من مراسيم غير دستورية يعتبر اعتداء على الدستور التونسي بتجاوزه وتعليق أحكامه واعتداء على البرلمان التونسي.

وأوضح: “لقد وقفت على أبواب برلماننا منذ 25 تموز/ يوليو دبابات تمنع رئيسه وكل النواب من دخوله. برلماننا مجمدة أعماله منذ أكثر من أربعة أشهر. تخيلوا برلمانا مغلقا ومحاصرا بدبابات الجيش”.


وفي الختام، قال فتحي العيادي: “نحن ننتظر مساندة كاملة من اتحادنا لبرلمان تونس وديمقراطية تونس ومستقبل تونس، فلا مستقبل لتونس إلا في إطار الديمقراطية، ولا تنمية إلا بالديمقراطية، ولا أمل للشباب إلا في ظل الديمقراطية، ولا استقرار للمنطقة إلا بتونس ديمقراطية، فهل ستقفون أيها السيدات والسادة مع مستقبل تونس ومع أمل شبابها؟”.


احتكار للسلطات


وفي تصريح لـ”عربي21″، اعتبر المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن غياب البرلمان خلق حالة من الفراغ على مستوى سلطة القرار، وحولها مباشرة إلى رئيس الجمهورية الذي أصبح يحتكر اتخاذ القرارات بجميع أنواعها.


وبحسب المحلل السياسي، انعكس احتكار سعيّد للسلطة المطلقة سلبا على قدرة الدولة على حل المشكلات خارج إطار العلاقات الثنائية بين رئيس البلاد و بقية الأطراف السياسية والمجتمع المدني.


وأكد الجورشي أن غياب البرلمان جعل بقية الأطراف تتهم رئيس البلاد بالتقصير في كل الملفات باعتباره المسؤول الأول، مما سيعمق الفجوة بين سعيّد وبقية شرائح المجتمع في القضايا الاجتماعية، مستشهدا بأزمة النفايات بولاية صفاقس.

وعن مشاركة النواب في المؤتمر الدولي، اعتبر الجورشي أن رئيس مجلس النواب نسق مع البرلمانيين وكلفهم بالتحدث باسمه بصفته رئيسا للمؤسسة البرلمانية التونسية.


وأضاف: “الغنوشي دخل في تحد مع سعيّد فهو يطلب منه إما أن يراجع موقفه، أو أنه سيواصل والنواب التحرك وإثبات أن هناك أزمة في تونس في ظل تجميد البرلمان”.


وخلص الجورشي إلى أن الغنوشي والنواب الداعمين له سيواصلون التحرك من أجل إثبات أن هناك أزمة في تونس في ظل تجميد البرلمان، باعتبار أن رئيس البرلمان دخل في تحدي فهو يطلب من سعيّد إما أن يراجع موقفه أو مواصلة التصعيد.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: