نوفل لـ “البوصلة”: قيادة الشعب الفلسطيني لمن يقاوم وليس لمن يغتال النشطاء

نوفل لـ “البوصلة”: قيادة الشعب الفلسطيني لمن يقاوم وليس لمن يغتال النشطاء

عمان – البوصلة

عبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل في تصريحاته إلى “البوصلة” عن أسفه الشديد للأسلوب الذي تتبعه السلطة الفلسطينية اليوم في تخريب مشهد النصر الفلسطيني العظيم بمعركة سيف القدس، ونقله إلى ما نراه اليوم في مشاهد القمع والاغتيال؛ مؤكدًا أن هذا السلوك ينمّ عن الفشل والافتضاح الذي وصلت إليه السلطة بعد أن سحبت المقاومة بساط المصداقية من تحتها بالكامل.

وقال نوفل: إن السلطة تسعى لتخريب أي مشهد لا تكون لاعبًا رئيسيًا فيه ولهذا هي ترى أن هذا النصر الكبير الذي حققته المقاومة بقيادة حماس سواءً في القدس أو حي الشيخ جراح أو في قطاع غزة هو نصرٌ للشعب الفلسطيني ككل، لكنها وجدت نفسها خارج الحسابات وجميع الشعب الفلسطيني توحد سواء في غزة أو الضفة الغربية والقدس والشتات توحدوا جميعا خلف المقاومة.

وأشار إلى أن الذين يجلسون في المقاطعة لما يستطيعوا رمي حجر على مستوطنة خلال معركة سيف القدس فيما كانت المقاومة تمطر الاحتلال ومطاراته بالصواريخ والقذائف، فضلا عن أن الاحتلال عرّى السلطة وكشفها أكثر مما هي عليه أمام الشعب الفلسطيني والعالم.

وأكد نوفل أن السلطة أصبحت عاجزة ولم تعد تستطيع الاستمرار في بث خطابها السياسي المعتاد للفلسطينيين، وبذلك ينسحب بساط ما تبقى من مصداقية للسلطة أمام الشعب الفلسطيني والعالم.

وقال إن السلطة مع الأسف وإعلامها الرسمي كانت تسلط الضوء عبر نقد مستمر لاستمرار المعاناة في قطاع غزة متهمة المقاومة بأنها توجه الدعم الذي يصلها لمصالحها الشخصية وباتجاهات لسيت ذات أهمية، فيما اثبت معركة سيف القدس زيف هذه الادعاءات، لا سيما وأنها كشفت حجما كبيرًا وهائلاً مما أعدته المقاومة لمواجهة الاحتلال والبحث عن وسائل جديدة لحماية قطاع غزة وابتكار اساليب جديدة للمقاومة تضرب تل أبيب ومطار اللد، الأمر الذي كشف اكاذيب السلطة وافتراءاتها على المحاصرين في القطاع.

وأوضح أن المقاومة تحت الحصار قدمت إنجازًا كبيرًا فماذا قدمت سلطة رام الله؟ سوى أن تقوم باغتيال النشطاء واعتقال الأحرار، وهذا كشف فقدان السلطة لتوازنها بشكل كامل حين خرجت من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس بـ “فضيحة أكبر”، لا سيما وأنها وقفت تراقب انتهاكات الاحتلال بعجز دون أن تقدم أي شيء.

واستدرك نوفل بالقول: بل أكثر من ذلك بدأت تنفضح أمام الشعب الفلسطيني وحدثت قضية اغتيال الناشط الفلسطيني، وأبعدت المشهد الفلسطيني عن المقاومة، لتعكر مشهد التوحد والفرح الذي عاشه الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه، الامر الذي يبعث على الريبة والشك في اختيار توقيت عملية الاغتيال والقتل.

وتابع، لعل وراءه مخططا أكبر لا نعلم عنه، فلماذا الآن، وهل هذا لإبعاد الرؤية الفلسطينية والمشهد الفسلطيني المقاوم في القدس وصناعة عملية إلهاء بطريقة مؤلمة جدًا.

وأكد أن مجريات الأحداث ستعمق فضيحة الانتخابات ومنع السلطة لإجرائها بعد أن تهاوت الثقة بها بالكامل أمام الشعب الفلسطيني الأمر الذي سيبقيها عاجزة عن إجرائها بعد أن سقطت ورقة التوت عنها وتآكلت شعبيتها وتراجعت، مشددًا على أن هذا الأمر سيجعلها تفكر ألف مرة وتختلق الأعذار لمنع إجرائها إلا إذا سمح لها الاحتلال بغير ذلك ضمن سيناريو معد مسبقا لضمان استمرارها في القيادة.

وتساءل نوفل: أي إنسان فلسطيني يمكن أن ينتخب مرشحا من قبل سلطة أوسلو بعد ما جرى في معركة سيف القدس وما نراه اليوم من مشاهد يندى لها الجبين؟

البوصلة نحو القدس

وشدد أستاذ العلوم السياسة على أن ما حصل من صمود والتفاف حول المقاومة في الداخل المحتل عام 1948 والضفة الغربية والشتات الفلسطيني وقطاع غزة هذا أمر مهم جدًا، يجب أن يجعلنا لا نحيد عن البوصلة التي رسمتها معركة سيف القدس وما حققته من انتصارٍ عظيم، وأن تبقى بوصلتنا نحو القدس والشيخ جراح والنظر لسماء غزة التي تمطر الصواريخ على الاحتلال.

وأكد نوفل أن من كان لديه شك في مستقبل المشروع الفسطيني يعلم اليوم جيدًا أن أي اشتباك للاحتلال مع القطاع سيأتي لصالح المقاومة، وهذا الأمر سيعيد بناء الإنسان الفلسطيني الذي يحمل الأمل بتحقيق النصر.

وتابع قائلا: السلطة التي في رام الله حاولت عبر السنوات الماضية إزالة هذا الأمل بالمقاومة وتثبيت حق الفلسطينيين في أرضهم، لكنّها فشلت في ذلك، ومعركة سيف القدس أثبتت ذلك، فمن كان يتوقع أن تنطلق صواريخ من قطاع غزة وتغطي كل فلسطين.

“أكثر من ذلك الفلسطينيون في الشتات أصبحوا يتنفسون أوكسجينًا نقيًا بعد وصولهم لمرحلة أقرب لفقدان الأمل، فمع ما فعلته أوسلو في القضية الفلسطينية إلا أن المقاومة استطاعت أن تصمد وتحقيق إنجاز كبير بإعادة بناء الثقة بإمكانية الانتصار على هذا العدوّ وأن أوسلو كان خيارًا فاشلاً”، على حد تعبير نوفل.

وقال إن هذا التيار الذي تقوده السلطة وما زال يروج لأوسلو عليه أن يخجل من نفسه وأن تثار حوله علامات الاستفهام، فصمود قطاع غزة أعاد بناء الثقة بالشارع الفلسطيني وأن المشروع الوطني الفلسطيني ما زال حيًا.

وأضاف أن المظاهرات التي خرجت في الداخل الفلسطيني وفي غزة وفي كل أنحاء العالم من المتضامنين مع قضية فلسطين والمقاومة ومع حملته من رسائل تعزز صمود شعبنا، كيف لنا أن نتخيها بوجود سلطة فلسطينية على مستوى النصر الذي تحقق وتستثمره لتقود المشروع الوطني الفلسطيني.

وختم نوفل برسالة مفادها: يجب أن تتخلى السلطة عن القيادة الفلسطينية لمن يقاوم الاحتلال وليس من يقوم بتصفية نشطاء فلسطينيين يقاومون الاحتلال.

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: