نيويورك تايمز: جاريد كوشنر سيتسبب بقتلنا جميعا

نيويورك تايمز: جاريد كوشنر سيتسبب بقتلنا جميعا

كوشنر

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا للكاتبة ميشيل غولدبيرغ، قالت فيه إن تقرير غابريل شيرمان في مجلة فاناتي فير، عن رد الفعل المتشنج للبيت الأبيض في وجه فيروس كورونا، يحتوي على اقتباس من جاريد كوشنر، ما يتعين معه جعل كل الأمريكان وبالذات سكان نيويورك، يشعرون بالدوران من الرعب.

وبحسب شيرمان، فإنه عندما قال حاكم نيويورك، أندرو كومو، إن ولايته بحاجة إلى 30 ألف جهاز تنفس في ذروة تفشي مرض كورونا، قرر كوشنر أن كومو “يثير المخاوف”.

وبحسب التقارير، قال كوشنر: “لدي كل هذه البيانات بالنسبة لاستيعاب وحدات العناية المركزة، وقمت بالتوقعات بنفسي وأصبحت أكثر براعة في هذا الموضوع”.

وأضاف أن “نيويورك لا تحتاج كل أجهزة التنفس هذه”. (وكان الدكتور آنتوني فوشي، أكبر خبير في الأمراض المعدية في أمريكا قد قال إنه يثق بتقديرات كومو).  


وحتى الآن، فإن من الصعب تخيل كيف يمكن لشخص ذي خبرة قليلة مثل كوشنر أن يكون بهذا الغرور، ولكنه قال شيئا شبيها يوم الخميس، عندما ظهر لأول مرة خلال الإحاطة اليومية التي يقدمها البيت الأبيض: “الأشخاص الذين يطلبون منتجات ولوازم، كثير منهم يفعل ذلك بناء على تقديرات ليست واقعية”.


وتضيف الكاتبة: “نجح كوشنر في ثلاثة أمور في حياته، أنه ولد للزوجين المناسبين وتزوج المرأة المناسبة وتعلم كيف يؤثر على والد زوجته”.

أما كل مساعيه الأخرى – أكبر صفقة عقارية ودخوله في ملكية الصحف ومحاولته التوسط في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين – فقد باءت كلها بالفشل. 

وتتابع الكاتبة: “لم يثنه ذلك، فانتحل الآن دورا كبيرا في مكافحة الأزمة العظيمة التي ركّعت أمريكا”.

وقالت إن مجلة “بوليتيكو” حملت الأربعاء، عنوانا يقول: “خلف الكواليس، كوشنر يشرف على مواجهة فيروس كورونا”، معلقة بالقول إن هذه ممارسة للهوايات تصل إلى حد الاعتلال الاجتماعي”.


وتلفت الكاتبة إلى أن الصحافية آندريا بيرنستين، قامت بدراسة سجل كوشنر السياسي لكتابها الذي صدر مؤخرا: “الأوليغاركي الأمريكي: عائلتا كوشنر وترامب وزواج المال والسلطة”، حيث تحدثت إلى الناس من كل الجهات في صفقاته العقارية وكذلك من عملوا معه في صحيفة “نيويورك أوبزيفر” الأسبوعية التي اشتراها عام 2006.

وقالت بيرنستين إن كوشنر “يرى في نفسه معطلا”، وقالت إن الأشخاص الذين تعاملوا معه قالوا لها مرة بعد أخرى إنه مهما فعل فقد كان يعتقد أن بإمكانه أن يفعله بشكل أفضل من أي شيء آخر ولديه ثقة عالية بإمكانياته وحكمه، حتى عندما لم يعرف عم يتكلم.


وتضيف الكاتبة: “كان كوشنر بحسب التقارير طالبا متوسطا ويبدو أن والده الملياردير اشترى له مقعدا في جامعة هارفارد، ثم استلم شركة العقارات لعائلته بعد أن أرسل أبوه إلى السجن، وقام بشراء ناطحة سحاب في منهاتن بمبلغ 1.8 مليار دولار عام 2007، وهو ما كان يعتبر رقما قياسيا وقتها”.

وقالت إن حجم الدين من تلك الصفقة، شكل عبئا كبيرا على شركة العقارات العائلية (استطاع كوشنر أن يعيد هيكلة الدين عام 2011، وفي عام 2018 قامت شركة إدارة أصول كندية لها صلات مع الحكومة القطرية بإنقاذ مشروعه)، ثم قام بعدها بتفريغ صحيفة نيويورك أوبزيفر التي كانت قبل ذلك صحيفة رائعة.

وتضيف غولدبيرغ: “أما في غزواته في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فقد تبجح بأنه قرأ 25 كتابا كاملا لأجل ذلك، لكنه ترك حل الدولتين في غرفة الإنعاش”.

ووصف مايكل كوبلو من منتدى السياسة الإسرائيلية (الوسط) خطة كوشنر للاقتصاد الفلسطيني بأنها “نسخة عن مجموعة مونتي بايثون للسلام الإسرائيلي الفلسطيني”، وبايثون هي مجموعة ممثلين كوميديين بريطانيين قاموا بإنتاج عدد من المسلسلات الكوميدية منذ سبعينيات القرن الماضي.


وتضيف الكاتبة أنه في ظل ساعة خوفنا على وجودنا، “يقوم كوشنر باتخاذ قرارات حياة أو موت للأمريكيين، مظهرا كل الحكمة التي أصبحنا نتوقعها منه”.


وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت في تقرير لها، أن تدخل كوشنر في التعامل مع الفيروس كان في البداية على شكل “مشورة للرئيس بأن تغطية وسائل الإعلام فيها مبالغة في تصوير التهديد”.

وترى الكاتبة أن كوشنر هو الذي حث ترامب ليعلن، كذبا، أن شركة غوغل كانت على وشك إطلاق موقع يربط الأمريكيين بالفحص لفيروس كورونا، ليتبين لاحقا ووفقا لصحيفة ذي أتلانتك، أن شركة التأمين الصحي التي يشارك شقيق كوشنر بإنشائها، والتي كان يملك كوشنر فيها حصة اأيضا، حاولت إنشاء مثل ذلك الموقع قبل أن يتم إلغاء المشروع فجأة وبشكل غامض.

 
ولفتت إلى أن الرئيس كان غاضبا جدا من مهزلة الموقع، ومع ذلك لم يتم كبح سلطات كوشنر، وقد ذكرت بوليتيكو أن كوشنر، “مع حكومة ظل مؤلفة من خبراء خارجيين بمن فيهم زميل سابق له في السكن ومجموعة مستشارين من شركة ماكنزي، تولوا مسؤولية أكثر التحديات التي تواجه الحكومة الفيدرالية أهمية، بما في ذلك إنتاج وتوزيع اللوازم الطبية وتوسيع الفحص”.

وقام كوشنر بإدخال أشخاص مرتبطين به في وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، ووصفهم مسؤول كبير لصحيفة نيويورك تايمز بأنهم “حفلة زملاء طلابية، انحدرت من صحن طائر وغزت الحكومة الفيدرالية”.

وقال جيرمي كونينديك، المسؤول السابق في يو أس إيد، الذي ساعد في التعامل مع أزمة إيبولا خلال إدارة باراك أوباما، إن التعامل مع الكوارث يحتاج إلى انضباط والتزام بسلسلة أوامر واضحة، وليس لمقاربة التحرك بسرعة وكسر الأشياء التي تسود في ثقافة الشركات البادئة.

وتضيف الكاتبة: “حتى لو كان كوشنر هو أكثر الأشخاص كفاءة في العالم، والذي من الواضح أنه ليس كذلك، فإن إدخال مراكز القوى المتنافسة هذه في بنية التجاوب مع الأزمة يؤدي إلى مشكلة مؤكدة.. ولذلك فإنه يمكن أن يكون ترامب وكوشنر وبنس والحكام كلهم أبرع الناس الموجودين، ولكن إن كانت هناك مراكز قوى متنافسة على قيادة التعامل مع الأزمة، فستكون النتيجة هي الفوضى”. 


وأشارت الكاتبة إلى وجود “مراكز قوى متنافسة كإحدى علامات إدارة ترامب ومقاربتها للجائحة”، وكما ذكرت واشنطن بوست فإن فريق كوشنر “أضاف طبقة أخرى من الإرباك والإشارات المتضاربة في تعامل البيت الأبيض المفكك مع الأزمة”.

وقالت إن عمليته لا تبدو متسقة داخليا، وبحسب بوليتيكو فإن “المشاريع لامركزية لدرجة أن الفريق لديه فكرة ضئيلة عما يفعل الآخرون، وخارج ذلك، كلهم يعودون لكوشنر”. 


وتختم بالقول إن حاكم نيويورك، كومو، قال يوم الخميس إن نيويورك ستستخدم كل ما لديها من أجهزة تنفس خلال ستة أيام، ما يعني احتمالية أن تكون توقعات كوشنر غير صحيحة.

وقال كومو: “لا أعتقد أن الحكومة الفيدرالية تستطيع توفير أجهزة التنفس بالأعداد التي تحتاجها البلد.. فلتفرضوا أنكم وحيدين في هذه الحياة”، وإن لم يكن في الحياة، فبالتأكيد تحت هذه الإدارة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: