هذا ما يقوله علم النفس.. لماذا ننجذب لمن يرفضنا؟

هذا ما يقوله علم النفس.. لماذا ننجذب لمن يرفضنا؟

البوصلة – يرى خبراء نفسيون أن الانجذاب لمن يرفضنا ضمن لعبة التقارب والإغواء، لكنه يخفي أيضًا تدني احترام الذات أو توقعات رومانسية لا أساس لها في الواقع.

ونقلت الكاتبة بولين لينا عن أخصائي علم النفس الإكلينيكي من جامعة باريس الخامسة سيباستيان غارنيرو في تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” (lefigaro) الفرنسية، قوله “هناك عدد من العوامل النفسية التي تعزز الانجذاب إلى الأشخاص الذين يبدون غير مبالين لمشاعر الطرف الآخر”.

أوهام عاطفية

وفي حالات نادرة جدًا، يكون الاعتقاد الخاطئ أو بالأحرى “الوهمي” بأنّ الطرف الآخر يكنّ لنا مشاعر الحبّ هو ما يؤدي إلى التعلق به رغم عدم اكتراثه، وغالبًا ما يحظى هذا الشخص بمكانة اجتماعية مرموقة. ويوضح غارنيرو أن “هذه الحالة المرضية غالبًا ما ترتبط بالأوهام العاطفية”.

وفي معظم الحالات، ينبع هذا الانجذاب الغريب من تدني احترام الذات والاعتماد على الآخرين. ويمكن أن يؤدي سوء تقدير الذات إلى التعلق بالأشخاص الذين نكن لهم الاحترام أو يتلقون المديح. والانجذاب إلى هذا النوع من الأشخاص رغم غياب علامات المعاملة بالمثل بدلاً من أن يكون سببًا للاستسلام والتخلي عن هذه العلاقة، يؤكد مدى ضآلة تفكيرنا في أنفسنا ويبرر الوضعية التي نضع فيها أنفسنا.

لماذا ننجذب لمن يرفضنا؟

حلم رومانسي

عندما نعتاد على فكرة التعلق بأحدهم، يصبح من الأسهل الاستمرار في الإيمان بذلك بدلاً من الاستسلام للشعور بالوحدة.

إن محاولة إغواء شخص نكن له مشاعر الحب، ويبدو أنه من الصعب أن يبادلنا نفس الشعور، وأنه لا يبالي لما نحس به، قد يكون أيضًا وسيلة لاكتساب احترام الذات، وهو ما نعبر عنه بالتعويض.

وحسب غارنيرو “بالنسبة للرجال، تتعلق هذه المسألة بمعرفة مدى قدرتهم على الإغواء والفوز. أما بالنسبة للنساء، فيتعلق الأمر أحيانًا بتحقيق الحلم الرومانسي للحصول على حب الأمير الساحر الذي لا غنى عنه”.

وفي حالات أخرى، يتعلق الأمر بالتعلق بوضعية مريحة لا نشعر فيها إلا بالقليل من الاهتمام، ولم يتم تقديرنا فيها كما يلزم، ولكننا تعودنا عليها وتأقلمنا معها. ومع أن تقدير الذات لا يمكن أن يتحقق في مثل هذه البيئة، إلا أن الأمر يتعلق بالمعايير المألوفة.

بعبارة أخرى، قد نكون اعتدنا منذ الطفولة على هذه الطريقة في التعايش مع الآخرين، وعلى الاعتياد على مواقف معينة تبدو فجأة مريحة ومطمئنة.

التسرع في إلقاء اللوم عليه وحده لن يكون مفيدا لاستقرار الزواج (شترستوك)

رفاهية التعود

وتتمثل رفاهية التعود في الاعتياد على المواقف المؤلمة جراء التجارب المبكرة التي تترك بصمات عميقة فينا، مما يسهل الوقوع مرة أخرى. ويمكن لهذا الانجذاب أن ينبع من الميل إلى الرغبة في إصلاح عيب في الآخر، وينطبق ذلك خاصة على الأشخاص المصابين بمتلازمة فرط التعاطف.

يوضح غارنيرو أنه حسب هذا النوع من الأشخاص “إذا لم تظهر لدى الطرف الآخر علامات المودة، فهذا يعني أنه لا يعرف كيف يُظهر ذلك: لذلك عليه أن يفعل كل ما في وسعه لمساعدته”.

عدم التوازن في الحب

في كل هذه الحالات، يتمثل الخطر الكبير في إيجاد اعتماد ضار على الآخر. والوضعيات الأكثر تطرفًا، تشجع الشريك غير المبالي على عدم التوازن في الحب بعد مرحلة الإغواء لإخضاع الآخر وحبسه في علاقة سامة.

للخروج من مأزق إنكار الواقع، عليك أن تكون قادرًا على مساعدة نفسك أو البحث عمن يساعدك. ومن التناقض اعتبار علاقتك بالآخر مقياسا لمعرفة قيمتك الخاصة رغم عدم اكتراثه أو اهتمامه، وإثبات عدم قدرته على فهمك.

وعلى العكس من ذلك، لا يبحث البعض سوى عن الذين لا يمكن الوصول إليهم، وأحيانًا يضعون لأنفسهم تطلعات رومانسية يستحيل تحقيقها. يوضح غارنيرو أن “اختيار شريك لا يمكن الوصول إليه يجنبنا التفكير في بناء علاقة دائمة”.

الجزيرة

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: