هل تعلم: الابتسامة (فيديو)

هل تعلم: الابتسامة (فيديو)

عمّان – البوصلة

يطل علينا المدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب، الدكتور عبدالحميد القضاة في حلقة جديدة من سلسلة هل تعلم، ليقدم لنا مادة شيقة حول سلاحٍ قويٍ آسرٍ لأرواح الناس وهو أقصر الطرق إلى قلوبهم وهو “الابتسامة”.

يقول الدكتور القضاة إن الابتسامة هي المفتاح الرئيسي لكل القلوب وفيها جاذبية مغناطيسية لا يعلم سرها إلا الله والمثل الصيني يقول من لا يحسن الابتسامة لا يجدر به أن يفتح دكانا.

وينوه إلى أن “الابتسامة مجانية يستطيعها الغني والفقير والصغير والكبير “، مؤكدًا أن “ابتسامتك هي مرسالك الفطري لقلوب الآخرين يستطيعها في كل وقت وحين”.

ويتساءل القضاة: فما بال بعضنا يبخل بها ولا تنتزعها إلا بشق الأنفس ويغطي أسنانه وكأنها عورة لا يجوز كشفها، تراه متجهما تقرأ في وجهه عقد الدنيا ومشاكلها وكأنه ما سمع قط بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ابتسامتك في وجه أخيك صدقة.

ويضيف أنه من بديع صنع الله أنه خلق الأسنان بلونها الأبيض حتى إذا إفرج عنها وبانت يمكن أن يراها الناظر من بعيد فيقابلها بمثلها وأحسن وإذا اعتاد عليها الشاب أصبحت طبعًا وعرف بالبسام وإن شابت لحيته وطال عمره.

ويروي القضاة قصة في هذا السياق يقول فيها: “في ضحى أحد الأيام زرت جارا في صيدليته لأسلم عليه وأتناول بعض حاجتي من صيدليته ولما دلفت من الباب وإذا بأحد الإخوة في العقد السادس من عمره عنده أسمر الوجه بلحية بيضاء لا أتفق معه في كثير من الاجتهادات ولكني لا أكن له إلا كل حب واحترام رغم أنني لا استريح نفسيا لهندامه الذي لا يعتني به رغم يسر حالته المادية”.

ويتابع، عندما دخلت قابلني جاري هاشا وباشا كعادته، فسلمت عليه ثم تقدمت مبتسما ومرحبا لأسلم على الأخ الجالس عنده، فبقي جالسا على كرسيه ولم يسلم عليّ وأظهر لي كل العبوس والجفاء والكدر فدهشت لتصرفه وتجمدت الكلمات في فمي ولم أنبس ببنت شفة وساد صمت قاتل لفترة قصيرة حتى هدأت أنفاسي وتمالكت أعصابي وحوقلت وودعت جاري العزيز.

يقول القضاة: وعدت لمكتبي حزينًا طول اليوم أتساءل بصمت ما فائدة العلم الشرعي إذا لم ينعكس على صاحبه حسنا في الخلق وبشاشة في الوجه.

ويؤكد أن “الابتسامة طاعة لله وعافية لصاحبها ومن خلالها تتسلل إلى القلوب دون استئذان، ولذلك قال رسولنا الكريم: لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق”.

يشير القضاة إلى أنه إذا أردت أن تكون قريبا إلى القلوب يجب أن تكون فنانا في العلاقات العامة ولن تنفعك كثرة المحفوظات ولا كثرة المال فصالة الحديد يمكن أن تصنع عضلات ولكنها لا تصنع رجالاً، وصالون يصنع جمال المرأة ولكن لا يمكن أن يصنع أخلاقها.

ويشدد على أن الذي يفعل في النفوس فعل السحر هو ما دلنا عليه الصلاة والسلام: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق.

ويتابع، فكم من غني انفض الناس من حوله لسوء سلوكه، وكم من أبٍ موسرٍ أشبع أبناءه فظاظة رغم الأموال التي يقدمها لهم.

ويؤكد القضاة أن محبة الناس كسب القلوب لا يحتاج للمال ولكن يحتاج للوجه البشوش والكلام الدافئ.

وينوه إلى أن الابتسامة سرٌ آسر وسلطان قاهر ربما أدرك الطفل البريء بفطرته سرها فهو يبثها بكل اتجاه، والابتسامة الحقيقية لا يمكن أن تزيفها فهي كالذهب الخالص لا يمكن تقليده لأن بريقه ليس كأي بريق.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: