يتحدث المدير التنفيذي العالم الداعية الدكتور عبدالحميد القضــاة رحمه الله في هذه الحلقة من سلسلة “هل تعلم؟” عن الدعوة المستجابة.
وقال القضاة إن هناك عباداً خلّصاً يعملون ليلاً ونهاراً طلباً لرضا الله ورحمته، وأنّ الله يسخّر من مخلوقاته ما يشاء لحمايتهم وخدمتهم وهم لا يعلمون، وأن الله أجرى أموراً للصحابة في حياتهم وبعد مماتهم كعلامات رضا وحسن قبول، وأن الله استجاب لدعوات عدد من الصحابة وأن الناس رأوها تتحقق رأي العين بعد مماتهم.
وذكر قصة الصحابي عاصم ثابت والذي أرسله رسول الله ضمن سرية من الصحابة للاستطلاع فعلم المشركون بأمرهم فأرسل المشركون مئة من الرماة المهره، وبحثوا عن الصحابة حتى وجدوهم وحاصروهم وعرضوا عليهم الاستسلام، فتشاور الصحابة فيما بينهم هل يستسلمو أم يقاتلوا.
وتابع في حديثه الشيق: قال عاصم بن ثابت أمّا أنا فقد عاهدت ربي بعد إسلامي أن لا أمسّ مشركاً ولا يمسّني مشرك، فسوف أقاتل. فأجمع الصحابة على عدم الاستسلام، فقاتلوا وقتلو حتى استشهد عاصم بن ثابت رضي الله عنه، ففرح المشركون بمقتله وقالوا نأخذ جثته، لأن عاصم بن ثابت رضي الله عنه قد قتل في غزوة بدر الكافر عقبة بن أبي معيط وكان عقبة أكثر مشرك تجرأ على رسول الله، فقالت أم عقبة لإن قُتِل عاصم لأشربن في رأسه الخمر، فاتفقوا أن يقطعو رأسه ويبيعوه لسلافة أم عقبة، ولكن عاصم بن ثابت قد دعا الله قبل استشهاده فقال: اللهم إني قد قتلت في سبيل أن احمي دينك فاحمي لي جسدي. فاستجاب الله له وأرسل الله جنداً من جنوده لحماية جسده فكان سرباً من النحل، أحاط بجسده الطاهر فلم يستطع الكفار ان يقتربوا منه، فقال الكفار ننتظر حتى يأتي المساء حتى يكون النحل قد ذهب. فأرسل الله جنداً آخر من جنده في المساء، فكان المطر الشديد، فسالت الأودية فأخذ السيل الجسد الطاهر فلم يعلم أحد مكانه حتى يومنا هذا.
وختم بالقول: “إن الله استجاب دعوته تماما كما طلب، اللهم اجعلنا من أصحاب الدعوات المستجابة”.
(البوصلة)