هل ستصبح إيطاليا بؤرة تفشي كورونا في أوروبا؟

هل ستصبح إيطاليا بؤرة تفشي كورونا في أوروبا؟

البوصلة – أعلنالاثنين أن شخصا سادسا توفي في إيطاليا إثر إصابته بفيروس كورونا. وفاق عدد حالات الإصابة بالمرض المئتين في شمال البلاد منذ الجمعة الماضية.

وتأجلت مباريات لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وعُلّق مهرجان البندقية الشهير، في حين ألغيت عروض أزياء ضمن أسبوع الموضة في ميلانو. وصدرت أوامر لأكثر من 50 ألف شخص في نحو عشر بلدات في شمالي إيطاليا بالتزام منازلهم، بينما أقامت الشرطة نقاط تفتيش لتطبيق الحظر.

“هي ذي إيطاليا أول بلد أوروبي تحت غزو الفيروس القادم من الشرق، ولكن الخطة التي أعلنتها الحكومة محيرة في أكثر من موضوع”.. هكذا افتتحت مجلة “لونوفال أوبسرفاتور” الفرنسية مقالا لمراسلتها في روما مارسيل بادوفاني، استعرضت في بدايته الفكرة التي أجمعت عليها الصحافة الإيطالية من أن العدوى القادمة من الصين لن تتجاوز آثارها القاتلة منطقتي لومبارديا وفينيتو.

ولكن المراسلة نبهت إلى أن هذا الإجماع لا يعدو كونه ترديدا للرسالة التي ألقاها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي أثناء مؤتمر صحفي أعلن فيه سلسلة تدابير قد تكون صارمة، ولكنها تقتصر على بؤرتين فقط من مناطق العدوى الرئيسية، هما لومبارديا وفينيتو الأكثر ازدهارا في إيطاليا، والمرتبطتان بعلاقة اقتصادية وطيدة مع الشرق، ومع ذلك فإن “كورونا لن يكون الطاعون” هو شعار المتفائلين.

وقالت المراسلة إن المعلقين بدؤوا يستعيدون افتتاح الروابط الجوية المباشرة بين مطارات شمال شبه الجزيرة وشنغهاي في السنوات الأخيرة، والتصفيق عند إطلاق “طريق الحرير” قبل عام، ليجنب المنتجات القادمة من الصين عبور البحر الأدرياتيكي والقيام بجولات طويلة عبر البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الأطلسي، قبل الوصول إلى أسواق شمال أوروبا.

“كأننا في حرب”
وانطلقت أجهزة التلفزيون تبث صور الشوارع المهجورة في “المنطقة الحمراء” بمقاطعة لودي أوبلدوا وصور الكنائس المغلقة والمتاجر المغلقة والواجهات المظلمة، وأحيانا صور أشخاص يرتدون أقنعة، يقول أحدهم من مسافة مترين التي يُنصح الصحفيون بعدم تجاوزها “كأننا في حرب”.

وفي وصفها للحالة العامة، قالت المراسلة إن عمليات التفتيش على الطرق تزايدت، وألغيت وسائل النقل العام، وأغلقت المحطات والمدارس والجامعات والمكاتب والشركات، وعلقت المهرجانات بما فيها مهرجان البندقية، وكذلك مباريات كرة القدم، حتى إن الخروج لجلب الطعام أو الدواء أصبح في “ممرات معقمة” وفي ساعات محددة وتحت رقابة الشرطة.

يقول المتخصص في الكوارث الكبرى إنريكو بوتشي “نحاول اليوم احتواء العدوى، وما زلنا لا نتحكم في شيء”، وهو لذلك يعتقد أنه بمرور الوقت سيزداد عدد الأشخاص الذين يحملون العدوى، خاصة أن الإصابة قد لا تسبب الحمى أو أعراضا مرضية لدى حامل الفيروس.

وبالفعل -تقول المراسلة- كانت هذه هي حال الشاب ماتيا الذي لم يلاحَظ فيه أي عرض بفضل طاقته الرياضية، وتابع جميع أنشطته، وربما قد أصابت عدواه مئة أو مئتي شخص غير معروفين، وهم بدورهم قد ينشرون الفيروس دون علمهم، ولذلك يقول فرانشيسكو كوسيا من مستشفى سان كانديدو إن “كوفيد 19 أذكى فيروس”.


وتساءلت المراسلة مشككة هل سيكون “ذكاء الفيروس” كافيا لفهم الحيرة التي أثارتها خطة الاستجابة الإيطالية؟ مضيفة لماذا تتعلق هذه الخطة فقط بمنطقتين من الشمال، كما لو أن الفيروس يتجنب النزول إلى الجنوب، رغم أن انتقال شخص عادي مصاب دون معرفة ذلك، من ميلانو إلى نابولي أو من البندقية إلى باليرمو، سيكون كافيا لخلق بؤر معدية جديدة، علما بأن ثلاث حالات إصابة جديدة ظهرت في إميليا رومانيا، وهي منطقة تقع جنوب لومبارديا.

ومن الأمور المحيرة في الخطة -حسب المراسلة- أن رقم الهاتف المعطى كمصدر وحيد للمعلومات والإرشادات والتشخيص عن بعد لا يجيب أو يبدو مشغولا. ومنها كذلك أن صحفية كانت تغطي قصة السفينة المتوقفة في ميناء يوكوهاما اليابانية، طلبت بعد العودة إلى روما إجراء اختبارات فيروسية، ولكن الطبيب رفض بحجة أنها “لم تكن على اتصال مباشر مع السياح الذين تقطعت بهم السبل”، وبدلا من ذلك نصحوها بالبقاء في المنزل لمدة 14 يوما.

وكمثال على التعامل المحير، نسبت المراسلة إلى مستأجر في المبنى الذي كان يعيش فيه الشاب ماتيا، قوله “أنا جاره.. أحذيته الرياضية لا تزال على السلم.. لم يأت أحد لتحليلها أو على الأقل لإزالتها.. لم يزر أحد المبنى لفحصه.. لا أحد منا خضع لاختبارات، فهل هذا عمل جاد لمكافحة العدوى؟”.


أول بلد أوروبي
وتساءل الخبير في منظمة الصحة العالمية والتر ركياردي لماذا تكون إيطاليا أول بلد أوروبي يغزوه الفيروس القادم من الشرق لتجرب “أول وباء حقيقي في العالم المعاصر”؟ مضيفا “أليس من الأفضل أن تعلن حالة الطوارئ في جميع المناطق لا في اثنتين منها فقط؟”.

وختمت المراسلة بأن المنظمة قررت أمس الأحد إرسال مراقبين غير عاديين إلى إيطاليا، مؤكدة أن ذلك من أجل منع شبه الجزيرة من أن تصبح يوما ما “ووهان أوروبا”.

يشار إلى أن ووهان هي المدينة الصينية التي ظهر فيها فيروس كورونا أواخر العام الماضي، وذلك في سوق للأطعمة كان تباع فيه حيوانات برية بطريقة غير مشروعة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: